معركة حاسمة في حرب الجنرالين عند سنار السودانية
اندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يوم الخميس، بالقرب من كوبري مايرنو بولاية سنار جنوب شرق البلاد، في وقت حذر فيه مرصد حقوقي من مجاعة تلوح في الأفق مع فشل الموسم الزراعي بالولاية.
وأبلغ الشهود وكالة أنباء العالم العربي أن مناوشات بالأسلحة الخفيفة جرت بين الطرفين على تخوم مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق المجاورة لسنار أقصى جنوب شرق البلاد.
وذكروا أن قوات الدعم السريع بدأت في التقدم نحو مدينة الدمازين بعد سيطرتها على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار.
كانت قوات الدعم السريع سيطرت على مدينة سنجة، بما في ذلك مقرّ رئاسة الحكومة وقيادة الجيش بالولاية، بعد أن توغّلت إلى منطقة جبل موية الاستراتيجية، التي تربط مدن كوستي وربك بولاية النيل الأبيض والمناقل، آخر معاقل الجيش بولاية الجزيرة وسط السودان، بينما احتفظ الجيش بمدينة سنار التي تحمل نفس اسم الولاية وتعد مركزها التجاري.
وحذر المرصد السناري لحقوق الإنسان من «كارثة غذائية وشيكة الحدوث، ومجاعة تلوح في الأفق وتزداد وتيرتها كل يوم لتمتد تأثيراتها سريعا لبقية مدن السودان»، ودعا طرفي الحرب لتدارك الأمر في أسرع وقت ممكن.
وأدان المرصد في بيان عمليات «النهب الممنهج» الواسعة التي طالت الآلاف من الآليات الزراعية المختلفة، والوقود وكافة مدخلات الانتاج الزراعي للمزارعين من قبل قوات الدعم السريع.
اتهامات إلى الدعم السريع بالسلب
كما حمل قوات الدعم السريع كافة التبعات الكارثية لهذا الجرائم، واعتبرها المتسبب الرئيسي بهذه الأفعال في فشل الموسم الزراعي بولاية سنار، ليكون بهذا الجرم قد حرم الملايين من المواطنين من حقهم المشروع في الحصول على الغذاء.
وبحسب المرصد، تعتبر سنار من الولايات الزراعية الأكثر أهمية في السودان ويعتمد اقتصادها كُليا على الزراعة، سواء على مياه الأمطار أو الري، ويعتمد أكثر من 85% من سكانها على الزراعة كمصدر أساسي للدخل.
وقال إن قوات الدعم السريع اجتاحت وسيطرت على عاصمة الولاية «سنجة» ومحليات الدالي والمزموم وأبو حجار والدندر، ومناطق كثيرة شرقا وغربا وجنوبا و شمالا حتى حدود محلية سنار، معتبرا هذه المناطق من أكبر المساحات الزراعية بالولاية، لتأتي هذه السيطرة مع بداية العمليات التحضيرية للموسم الزراعي الصيفي 2024.
وأضاف «هذه الجرائم حكمت على الموسم الزراعي في ولاية سنار بالفشل والانهيار، والذي بدوره ستترتب عليه أثار كارثية ستمتد لكل السودان».
وتقدر مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بولاية سنار أكثر من 3.2 مليون فدان طبقا للإحصائيات الرسمية لوزارة الزراعة، ويقدر انتاج الذرة، الغذاء الرئيسي للسودانيين، فيها بحوالي 13 مليون جوال.
لكن عضو في وفد التفاوض التابع لقوات الدعم السريع السودانية قال لرويترز اليوم الخميس إن القوات شبه العسكرية اتفقت مع الأمم المتحدة على «بعض الخطوات لتسهيل المساعدات» في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأضاف أن الجيش السوداني «لم يشارك معنا في أي تفاهمات» بشأن تسليم المساعدات. ومن غير الواضح ما إذا كان من الممكن تنفيذ هذه الخطوات دون مشاركة الجيش»”.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل من العام الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة، في الوقت الذي كانت فيه الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
اقرأ المزيد:
ناسا تقرر وقف تطوير مسبار «فايبر» القمري