بعد حادث مسجد الوادي الكبير..

خليجيون| هل وصل «داعش» إلى سلطنة عمان؟

خليجيون| هل وصل «داعش» إلى سلطنة عمان؟
القاهرة: دينا بهاء

تباينت أراء محللين وباحثين سياسيين بشأن حقيقة دور ما يعرف بتنظيم «داعش» الذي تبنى اعتداء دام على زوار مسجد يؤمه زوار شيعة في منطقة الوادي الكبير بسلطنة عمان هذا الأسبوع، إذ اعتبر البعض هذا الهجوم حادثا استثنائيا عارضا قد يحدث في أي دولة، فيما عده أخرون عملا تنظيميا يهدف إلى تحقيق أهداف معينة في السلطنة، ويغذيه خطاب متشدد.

وسادت مشاعر صدمة في أوساط قطاعات عريضة من العمانيين، حسب متابعين، بعدما أفادت شرطة عُمان السلطانية في بيان ان «الجناة المتورّطين في حادث إطلاق النار في الوادي الكبير يوم الإثنين هم 3 أشقاء عُمانيين، لقوا حتفهم نتيجة إصرارهم على مقاومة رجال الأمن، وقد دلّت إجراءات التحرّيات والتحقيقات بأنهم من المتأثرين بأفكار ضالة»

ويرصد الصحفي العماني والباحث في الشؤون الدولية، سالم الجهوري «رفضا وإدانات من جانب عائلة وقبيلة المنفذين لهذا العمل الإجرامي، الذي أضر بسمعتها، خصوصا أن عائلة وقبيلة المنفذين كريمة، وأدت أدوارا مشهودة على مدى التاريخ، وأن ما حدث من اطلاق نار ومواجهات سبب حالة من عدم الفهم والادراك».

وفي إعلان نادر، تبنى تنظيم «داعش» الهجوم على المسجد، وقال في بيان في وقت متأخر، الثلاثاء، إن« ثلاثة من المهاجمين الانتحاريين التابعين لها أطلقوا النار على المصلين في المسجد وتبادلوا إطلاق النار مع قوات الأمن العُمانية حتى الصباح» حسبما ذكرت رويترز.

الإجراءات الأمنية لم تكتمل

لكن المحلل السياسي العماني يرفض، في تصريح إلى «خليجيون» استباق الأحداث في ضوء عدم اكتمال الإجراءات الأمنية، وعدم الكشف عن كثير من المعلومات»، محبذا الانتظار «حتى يخرج بيان رسمي عن السلطات يؤكد ذلك، لكن الواقع حاليا يجعل الباب مفتوح امام عدة الخيارات».

ورغم ان سالم الجهوري يرجح ان يكون «الحادث عارضا»، لكنه يستدرك بالقول «حتى الآن لا يوجد تأكيد رسمي أن لهم علاقه بداعش، ونحن أمام عدة خيارات، إذ قد يكون لهم إنتماء بهذا التنظيم وقد يكون العكس»، لافتا إلى أن «اصول وخلفيات الثلاثة الذين لقوا حتفم في المواجهات معروفة المجتمع بهم وأصولهم وعائلتهم».

ومنطقة الوادي الكبير هي أحد أحياء محافظة مسقط، وتعرف بحركتها الصناعية والتجارية، وأيضا تضم العديد من الأحياء وهي منطقة تحيط بها الجبال من الشمال والجنوب وبها مخرجين من الشرق والغرب.

وبحسب السلطات العمانية، فإن الهجوم الذي وقع الإثنين أودى بستة أشخاص على الأقل، هم أربعة باكستانيين وهندي ورجل شرطة، فيما أصيب 28 آخرون. وكان ذلك الهجوم الأول من نوعه في المنطقة وتبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف (داعش) في الدولة التي تنعم بالهدوء بين بلدان الشرق الأوسط.

السلطنة تمتلك كافة الأدلة

وإذ يؤكد الكاتب والباحث السياسي العماني خميس القطيطي في تصريح إلى «خليجيون» أن«الأجهزة الأمنية العمانية تمتلك كل أوراق هذه الحادث، وتعاطت مع الموقف بكفاءة وجدارة، وجرى السيطرة على الموقف في وقت زمني وجيز »، فإنه يعلق على تبني داعش للهجوم بالقول «منذ البداية، كنا على يقين أن المواقف العمانية المشرفة في دعم القضايا العادلة حول العالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، تسوء لبعض قوى الشر والقوى المشغلة للإرهاب، وبالتالي سوف تصوب إرهابها اتجاه سلطنة عمان»، معبرا عن «الثقة تامة في كفاءة الأجهزة الأمنية والعسكرية بالسلطنة، وقدرتها على مواجهة أي من تلك الحوادث، وقبل ذلك الأمن الوقائي بالسلطنة».

وفي السياق نفسه، يرى ان «عمان بعيدة كل البعد عن كل الأفكار المتطرفة والمتشددة ولا يوجد مثل هذه الأفكار بالسلطنة، وأن الشعب العماني هو خط الدفاع الأول يجمعه حب الوطن ويتسم بالتسامح، وأن عمان ستظل بخير».

خطاب الكراهية والتشدد

في المقابل، يرى الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور عبد الخالق عبد الله أن «تنظيم داعش الذي تبنى الهجوم ليس صناعة استخباراتية أجنبية، بل ولد من رحم خطاب الكراهية والتشدد الديني الذي يبثه غلاة الأمة من العالقين في الماضي وما أكثرهم هذه الأيام في شمال وجنوب الخليج العربي».

ويطالب عبد الخالق في تغريدة عبر منصة «إكس» «حكومات الخليج إغلاق منابر المتشددين وعدم التسامح معهم»

وفي تغريدة مهمة لقيت متابعة ومشاركة واسعة لدى رواد صفحات التواصل العمانية، يؤكد مفتي عام سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، «المعتاد الذي درجت عليه الأحوال أن التربية العمانية ترفض بطبعها كل عدوان على المواطن أو الوافد بسبب خلاف فكري أو مذهبي».

ويقول عبر تغريدة نشرها عبر منصة «إكس» «على الآباء ومؤسسات المجتمع أن يُحسنوا التربية والتوجيه، وغرس مبادئ العقيدة الصحيحة التي تعظِّم حُرُمات الإنسان، وأن يتعاون الجميع على تعزيز المودة والوئام».

المجاهدين الدوارة

لكن الباحث المصري المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية ماهر فرغلي يعتقد «أن سلطنة عمان تعتبر محطة لتنظيم (داعش) وليست مقرا ثابتا» ويوضح «أن داعش ينتقل إلى عمان من الدول المجاورة وأيضا من خلال الإستثمار والسياحة، على سبيل المثال اليمن أو مهاجرين من باكستان».

وعن وجود خلية نائمة للتنظيم في عمان يقول في تصريح إلى «خليجيون» «هناك خلية نائمة للتنظيم الإسلامي في كل الدول وليس في عمان فقط» ويوضح «انتقال المقاتلين من سوريا والعراق والسجون إلى دول أخرى، بما يسمى (المجاهدين الدوارة)، حيث يجري تكليفهم من قبل التنظيم المركزي للانتقال من دولة لأخرى لتنفيذ العمليات الإرهابية». ويشير الباحث إلى أن «خلية تنظيم داعش التي تم القبض عليها في سلطنة عمان، من قبل، وكان من المقرر أن تنتقل إلى الإمارات العربية المتحدة لتنفيذ عملية إرهابية».

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجمات مماثلة على مساجد للشيعة في السعودية والكويت في 2015 أسفرت عن عشرات القتلى، وعن تفجيرين في إيران مطلع العام الحالي أوقعا نحو مئة قتيل.

أقرأ المزيد

من سد النهضة إلى غزة.. ما المنتظر من حكومة مدبولي الثانية في مصر؟

خليجيون| هل انطفأت نيران الحرب المحتملة بين حزب الله وإسرائيل؟

«خليجيون»| طالبان تقايض العالم.. لماذا تعطلت صفقة «العقوبات مقابل النساء» في مفاوضات الدوحة؟

أهم الأخبار