خليجيون| ما انعكاسات التقارب العسكري بين مصر والصومال على سد النهضة؟

رأى خبراء سياسيون وعسكريون أن قرار الصومال، بالموافقة على اتفاقية دفاع مشترك مع مصر هو «ورقة ضغط جديدة» تسمح للقاهرة بتعزيز نفوذها داخل أفريقيا والضغط على إثيوبيا لتحريك ملف سد النهضة.

وذكر الحساب الرسمي للتلفزيون الصومالي على منصة «X» أن مجلس الوزراء الصومالي عقد اجتماعا استثنائيا مساء الجمعة وافق خلاله على الاتفاقية.

رسالة ضغط على أثيوبيا

ويعتبر الدكتور محمد سلمان طايع الخبير في الشؤون الإفريقية والمتخصص في سياسات المياه الدولية، أن اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والصومال هي «رسالة ضغط غير مباشرة إلى إثيوبيا التي رفضت التعاون مع مصر بجدية في مفاوضات سد النهضة، وانتهت بتعنت إثيوبي في تجاهل المطالب المصرية الخاصة بالحفاظ على حصة مصر من مياه النيل».

وأيضا يرى طايع في تصريح إلى «خليجيون» أن «الاتفاقية المصرية الصومالية الأخيرة، لا تعني دفاعا عسكريا وحسب، لكنها حماية مصالح وتبادل رؤى وتعاون على كافة الأصعدة التي تتطلب تذليل الإمكانيات اللازمة لما بصب في صالح البلدين ويحافظ على استقرارهم الأمني والاقتصادي.

ويعتبر الخبير في الشؤون الأفريقية د.محمد سالمان طايع أن الأزمة الدبلوماسية الأثيوبية الصومالية الأخيرة «تصب في صالح مصر لأنها ضمنت حليفا أساسيا من شأنه تعزيز نفوذها السياسي والعسكري أيضا في الصومال»، موضحا أن «الدولة المصرية لا تستغل الأزمات ولكنها تحمي مصالحها عبر تعزيز وتوطيد التعاون بين بلاد آخرى».

وبدأت أثيوبيا الأربعاء الماضي عملية التخزين الخامس لسد النهضة بعد ارتفاع منسوب بحيرة سد النهضة إلى منسوب نهاية التخزين الرابع فى 9 سبتمبر 2023 بإجمالى تخزين 41 مليار م3 وهذا التخزين هو الأخير للسد.في حين حذّرت مصر من «المساس بحصتها في مياه النيل»، وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في مؤتمر صحافي مساء الأربعاء، إن مصر «ليست ضد أي مشروع تنموي تتم إقامته في أي دولة، وهذه ثوابت الدولة المصرية، لكن لا بد أن يتم ذلك بما لا يؤثر، ولا يضرّ بحصة مصر التاريخية من مياه نهر النيل، وهذا هو الشيء الأهم».

مصر قد تساهم في تقوية الجيش الصومالي

ويعتبر وكيل المخابرات المصرية السابق اللواء محمد رشاد أن اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين مصر والصومال، تحمل عدة مزايا للبلدين إذ تعزز من دور القاهرة في الصومال ومن ثم تحريك الأمور فيما يخص أزمة سد النهضة. وويستبعد رشاد في تصريح إلى «خليجيون» أن «يكون هناك تدخل عسكري مصري مباشر في الصومال»، متوقعا أن تساهم مصر بتقوية الجيش الصومالي لصد أي هجمات خارجية في المنطقة.

وفي تصريحات سابقة قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده لن تسمح بتهديد الصومال وشعبه إذا طُلب منها التدخل، لافتا إلى أن الصومال دولة عربية لها حقوق ضمن الدفاع المشترك. وأضاف الرئيس المصري، في مؤتمر صحفي مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في القاهرة في يناير الماضي أن الاتفاق بين إثيوبيا وإقليم «أرض الصومال» الانفصالي «غير مقبول لأي طرف». وقال، أن محاولة «القفز على أرض من الأراضي لمحاولة السيطرة عليها.. .لن يوافق أحد على ذلك».

اقرأ المزيد

رد سعودي - عماني على قصف إسرائيل للأراضي اليمنية

حشرة تهدد زراعة التين الشوكي في المغرب

قائمة قصيرة لافتة لجائزة خيري شلبي الروائية في دورتها الخامسة 2024