يساعد مروجي الكراهية ومسوقي الأفكار الإرهابية.. قرارات ألمانية صادمة ضد «تليجرام»
يثير تطبيق التيليجرام، الكثير من الجدل في ألمانيا، بسبب انه ساعد في من تصفهم مروجي الكراهية ومنكري فيروس كورونا واليمين المتطرف، بالإضافة الي الإرهابيين على تسويق أفكراهم وحشد المتابعين في المظاهرات في الشوارع.
وأشارت تقارير محلية، اليوم الخميس، أن السلطات الألمانية تستعد لاتخاذ إجراءات لصدّ ما اعتبرته مخاطر تطبيق "تليجرام" على الأمن العام، فيما لا تزال المناقشات دائرة حول ما إن كان إجراء منع التطبيق، أو فرض غرامات، أو إجبار التطبيق على حذف الرسائل، سيكون الأفضل.
ومؤخرًا طالبت وزيرة الداخلية نانسي فيزر، شركتي "أبل" و"جوجل" بحظر تليجرام في عروضهما، وذكّرت السياسية الاشتراكية، الشركتين بمسؤوليتهما الاجتماعية، كما تسعى لتقديم خطة في أبريل لإجبار "تليغرام" على حذف "رسائل الكراهية" وكشف هوية أصحابها.
وفي وقت سابق، اقترحت السلطات فرض غرامات تصل لملايين اليورو على مشغلي التطبيق إن لم يتعاونوا معها في مراقبة بعض المستخدمين.
بينما قال وزير داخلية ولاية سكسونيا السفلى بوريس بيستوريوس: إن تليغرام أصبح محفز حرائق بالنسبة لمواطني الرايخ وأنصار نظرية المؤامرة والمتطرفين اليمينيين.
وجاء ذلك عقب مشاورات مع وزراء الداخلية في حكومات الولايات التي يترأسها الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وقال وزراء الداخلية في ورقة مشتركة: إن تليغرام، وما على شاكلته من الشركات، تخدم الناس في ألمانيا بوصفها "منصة تواصل لأنصار التفكير الجانبي ومنكري كورونا واليمينيين المتطرفين".
وبحسب دراسة لـ"المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب"، مقره ألمانيا، في نوفمبر 2021، فإن مخاطر التنظيمات المتطرفة تصاعدت، وأصحبت أجهزة الاستخبارات في سباق مع "الذكاء الاصطناعي" وتحديات العالم الرقمي الذي تستغله هذه التنظيمات في عالم ربما غير منظور للمواطن، وهي الشبكة المظلمة والعميقة.
وأرجعت سرعة تنامي هذا الخطر إلى أن التنظيمات المتطرفة أدركت مبكرا أهمية الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، واعتبرتها منفذًا مأمونًا لنشر وتنفيذ مشروعها الأيديولوجي بعد فشل التجنيد المباشر في ظل الهجمة الأمنية الدولية.
وضربت الدراسة مثلًا بأن العالم الرقمي عزز قدرة تنظيم "داعش" الإرهابي على ترويج أفكاره واستقطاب الشباب، ليكونوا جزءًا من مخطط "الذئاب المنفردة" بسهولة، لتنفيذ العمليات الإرهابية من غرفهم، خاصة مع استخدام تطبيقات وشبكات غير مراقبة أمنيًّا مثل تلغرام و"ديب ويب".
وفي 2018، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال مؤتمر لمكافحة الإرهاب، إن "الخطوط الأمامية لمكافحة الإرهاب ليست موجودة على الأرض فقط، بل أصبحت بشكل متزايد على شبكة الإنترنت".