«حفلة هراء» في الكونغرس: نتنياهو يصر على «حرب الإبادة»

«حفلة هراء» في الكونغرس: نتنياهو يصر على «حرب الإبادة»
نتانياهو متحدثا في الكونغرس. (أ ف ب)
القاهرة: «خليجيون»

على وقع احتجاجات مناهضة لحرب الإبادة على غزة، انخرط رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وصلة تسويق لجرائم جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين أمام الكونجرس الأميركي يوم الأربعاء، زاعما ثقته في أن «جهود تأمين إطلاق سراح المحتجزين في غزة ستنجح»، في خطاب قوبل بمقاطعة من أعضاء نواب ديمقراطيين للجلسة وردود فعل فلسطينية منددة.

ويصف المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة خطاب نتنياهو بأنه «مشهد سوريالي تجلّى في الكونغرس وتصفيق أعضائه لنتنياهو، الأمر الذي يعكس سطوة اللوبي الصهيوني من جهة، وسطوة اللوبي الإنجيلي في الحزب الجمهوري من جهة أخرى، وإن عدّل الموقف قليلا بعض النواب الديمقراطيين، مع بعض المحتجّين خارج مبنى الكونغرس».

وتغيب عشرات المشرعين الديمقراطيين عن جلسة الكونجرس التي ألقى نتنياهو كلمته فيها في تعبير عن استيائهم من استشهاد آلاف المدنيين والأزمة الإنسانية الناجمة عن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقال الزعاترة في تغريدة عبر منصة «إكس»: «حفلة من الهُراء ستعزّز من رفض الشارع الأميركي لحرب الكيان الوحشية ولعموم دعايته، الأمر الذي سيتجلّى بعد شهرين حين تعود الجامعات إلى دوامها، ما لم يحدث تطوّر جديد في مشهد الحرب».

مزاعم نتنياهو

وهذه الكلمة هي الرابعة لنتنياهو أمام جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب، ليتخطى بذلك رئيس الوزراء البريطاني في زمن الحرب ونستون تشرشل الذي ألقى مثل هذه الخطابات ثلاث مرات.

وزعم نتنياهو وهو يبدأ كلمته بعد أن دخل، وسط تصفيق حار وهتافات من الجمهوريين واستقبال أقل حفاوة من الديمقراطيين، «يتعين على أميركا وإسرائيل الوقوف معا». وقال نتنياهو أيضا إن إسرائيل لا تسعى للبقاء في غزة وأنه بعد الحرب «يجب أن تكون لغزة إدارة مدنية يديرها فلسطينيون لا يسعون إلى تدمير إسرائيل».

وانتشر آلاف المحتجين في الشوارع القريبة وسط إجراءات أمنية مشددة منذ هجوم السادس من يناير 2021. وأحيط مبنى الكابيتول بسياج عال، مع وجود كثيف للشرطة. وقبل أن يتحدث نتنياهو مباشرة، أفادت شرطة الكابيتول الأميركية أن بعض الاحتجاجات شابها العنف، مما دفعها إلى استخدام رذاذ الفلفل.

واحتجت جماعات مؤيدة للفلسطينيين وطلاب جامعات منذ أشهر في الولايات المتحدة ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حيث تقول السلطات الصحية إن نحو 40 ألف فلسطيني استشهدوا وإن جميع سكانه تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا تعرضوا للنزوح.

تصريحات قوبلت بتصفيق حار وهتافات من الجمهوريين بينما جلس في هدوء كثيرون من الديمقراطيين الذين انتقدوا العدد الكبير من الشهداء والأزمة الإنسانية في غزة. وفي هذه الزيارة، سعى نتنياهو إلى توطيد روابطه التقليدية مع الجمهوريين، لكنه سعى أيضا إلى تخفيف التوترات مع جو بايدن، الرئيس الديمقراطي الذي سيعتمد على دعمه في الأشهر الستة المتبقية من ولايته في الرئاسة الأميركية.

وانتقد نتنياهو المحتجين المناهضين للحرب في واشنطن ووصفهم بأنهم «معادون لإسرائيل» قائلا إنهم يتلقون تمويلا من إيران العدو التقليدي لإسرائيل واتهمهم بأنهم «حمقى» مفيدون لطهران. وألقى بمسؤولية المجاعة في غزة التي تحدثت عنها تقارير على عاتق حماس.

غياب بعض المشرعين

وعبر بعض المشرعين عن عدم ارتياحهم لأن يظهروا وكأنهم يؤيدون نتنياهو وحكومته الائتلافية اليمينية المتشددة في الوقت الذي يواجه فيه تراجعا في استطلاعات الرأي في إسرائيل. وقال آخرون إنهم يريدون أن يركز نتنياهو على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة جميع الذين احتجزتهم حماس في السابع من اكتوبر، في الهجوم الذي تسبب في الحملة الإسرائيلية على غزة.

وقال السناتور كريس فان هولين للصحفيين «بالنسبة له (نتنياهو)، الأمر كله يتعلق بتعزيز الدعم له في الداخل، وهو أحد الأسباب التي تجعلني لا أرغب في الحضور…لا أريد أن أكون جزءا من دعم سياسي في هذا الخداع. فهو ليس الحارس العظيم للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل».

وقال النائب الجمهوري في مجلس النواب توماس ماسي أيضا إنه لن يحضر. وكتب على منصة إكس «الغرض من مخاطبة نتنياهو للكونجرس هو تعزيز مكانته السياسية في إسرائيل وتخفيف حدة المعارضة الدولية لحربه. لا أشعر بأنني من أنصار هذا، ولذا لن أحضر».

ومن بين الديمقراطيين الذين رفضوا الحضور أيضا أعضاء مجلس الشيوخ ديك دربين ثاني أبرز ديمقراطي في المجلس وتيم كين وجيف ميركلي وبريان شاتز، وكلهم أعضاء في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إضافة إلى باتي موراي التي ترأس لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ.

وفي مجلس النواب، كان من بين الذين قرروا عدم الحضور تقدميون مثل النائبتين رشيدة طليب وألكسندرا أوكازيو كورتيز، بالإضافة إلى إيمي بيرا، العضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية وآدم سميث أبرز الديمقراطيين في لجنة خدمات القوات المسلحة ونظيرته روزا ديلاورو في لجنة المخصصات.

وقال سميث إنه لم يحضر قط اجتماعات مشتركة لكنه وصف نفسه يوم الثلاثاء بأنه «معارض بشدة لما يفعله رئيس الوزراء نتنياهو في إسرائيل».

في ردود الفعل الفلسطينية، قال سامي أبو زهري القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لرويترز إن خطاب نتنياهو أمام الكونغرس يظهر أنه «لا يريد التوصل إلى «صفقة وقف إطلاق نار».

وقال أبو زهري «خطاب نتنياهو مليء بالأكاذيب ولن يفلح في التغطية على الفشل في مواجهة المقاومة أو التغطية على جرائم حرب الإبادة التي يمارسها جيشه ضد الشعب في قطاع غزة». وأضاف أن التحالف مع إسرائيل «من أي طرف خيانة لدماء الشهداء».

وعلق نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني بالقول إن «الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطيني هو فقط من يقرر من يحكمه». وأضاف «موقفنا الدائم هو أن الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار هو قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وبدون ذلك لا أمن ولا استقرار».

أقرأ المزيد

صندوق النقد يفرض «إملاءات» على مصر.. مدبولي يرد

كلمة السفارة المغربية لدى الكويت بمناسبة احتفال المملكة بالذكرى الـ25 لعيد العرش المجيد

اتصال هاتفي من بلينكن يعيد الوساطة القطرية للواجهة

أهم الأخبار