خليجيون| لماذا غاب السلطان هيثم عن مشهد هجوم الوادي الكبير؟

خليجيون| لماذا غاب السلطان هيثم عن مشهد هجوم الوادي الكبير؟
سلطان عمان هيثم بن طارق.
القاهرة: أحمد كامل

يلحظ مراقبون عدم صدور اي تعليق رسمي مباشر من جانب سلطان عمان هيثم بن طارق بعد مرور أكثر من أسبوع على الهجوم النادر، الذي استهدف مسجدا في محافظة مسقط الأسبوع الماضي.

لم يكد يمر أسبوع واحد على بدء السلطان هيثم بن طارق «زيارة خاصة» إلى ميونيخ الألمانية، حتى وقع الهجوم الدامي الذي أسفر عن عن مقتل تسعة أشخاص منهم شرطي وثلاثة مهاجمين وإصابة ما يزيد على 28 آخرين، بل وخلف صدمة بين العمانيين في بلدهم الذي طالما تمتع بالهدوء في محيط ملئ بالصراعات.

وفي بلد اعتاد على خطابات السلطان في الحوادث الاستثنائية، ومنها على سبيل المثال خطاب السلطان هيثم عقب الإعصار شاهين الذي ضرب البلاد في العام 2021، لم يصدر بيان رسمي من قبل ديوان البلاط السلطاني بعد هجوم الوادي الكبير، لتكون بيانات الشرطة العمانية هي الصوت الرسمي الوحيد.

لفتة من السيدة عهد

وبعد الاعتداء الدامي، أصدر ديوان البلاط السلطاني بيانات متفرقة لاتصالات تعزية وتضامن «ضد الإرهاب» تلقاها سلطان عمان من اللرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك بلجيكا لويس فيليب.

أما السيدة عهد البوسعيدي (السيدة الجليلة) حرم السلطان، وحسب وسائل إعلام محلية، فقد وجّهت بإرسال وفد خاص لزيارة جميع المصابين من العمانيين والمقيمين، الذين يتلقون العلاج حاليًا إثر حادثة إطلاق النار المؤسفة في الوادي الكبير، كما تداول مواطنون عمانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي برقية تعزية من عهد البوسعيدي إلى أسرة ضابط لقي مصرعه في الحادث.

فيما نقلت وسائل إعلام محلية عن عدد من أقارب المصابين أنهم تلقوا بالفعل اتصالًا هاتفيًا مباشرًا منها، للاطمئنان على صحتهم خصوصًا الذين خرجوا من المستشفى بعد تلقي العلاج.

وفي حين ما يزال السلطان هيثم يقضي إجارته الخاصة في الخارج، فإن المحلل السياسي العماني أحمد الشيزاوي يقول في تصريح إلى «خليجيون»: «كما هو الحال مع السلطان الراحل قابوس بن سعيد، فإن السلطان هيثم بن طارق لا يكثر الظهور الإعلامي تطبيقا لنظرية دولة المؤسسات».

في هذه الأثناء، أعاد مغردون عمانيون نشر مقطع مصور لتحذيرات السلطان هيثم بن طارق، في أحد اللقاءات، من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب والنساء.

وكان تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف تجمعاً للشيعة في أحد المساجد قرب مسقط، عاصمة سلطنة عُمان. وبحسب الشرطة العُمانية، فإن الهجوم على مسجد علي بن أبي طالب في منطقة الوادي الكبير بالقرب من مسقط نفذه ثلاثة أشقاء.

السلطان هيثم بن طارق في ألمانيا

الأمن ليس مطلق

في هذا السياق يرى الشيزاوي أن «عمان لا تحمل سجلا إرهابيا ولا توجد تقارير موثوقة تفيد بتواجد تنظيم داعش (الدولة الإسلامية) في عمان»، لافتا إلى أن «بلاده تتمتع باستقرار سياسي وأمني نسبي في منطقة الخليج العربي، وتتخذ إجراءات دقيقة لمواجهة التطرف والإرهاب».

لكن المحلل السياسي العماني يعتبر أن الهجوم المسلح في الوادي الكبير «رسالة صريحة للإنسان العماني أن الأمن والاستقرار ليسان مطلقين، والأمور قد تتغير وأنه يجب دائماً مراقبة التطورات الأمنية والسياسية في المنطقة والتحلي بالحذر».

نكهة استخباراتية دولية

ويتابع:«لا يخلو عمل إرهابي من نكهة استخبارية دولية لها مصالح من تذبذب الأمن العُماني وهي من أوراق الضغط المفضوحة التي تستخدمها مخابرات الدول مع بعضها البعض».

ويضيف أن «الشيعة ليسوا هدفاً بل هم الضحية والأقلية وهم من أسهل الملفات التي يمكن العبث فيها سياسياً لوجود ارضية طائفيه خصبة في المنطقة»، موضحا أن الراصد للأحداث الإرهابية في الخليج سيجد استهداف الشيعة يشكل قرابة 70% بدءاً من احداث الكويت والسعودية والبحرين وصولا إلى عُمان».

اقرأ المزيد:

إخلاء سبيل نشطاء تونسيين بعد إدانتهم بنشر تدوينات

تجسس وسرقة في انطلاقة أولمبياد باريس

أميركا تكشف تفاصيل جديدة حول عملية إطلاق النار على ترامب

أهم الأخبار