السكك الحديدية والقطارات.. كنز تُرك للصدأ في لبنان
يمثل إعادة تفعيل وافتتاح خط سكة حديد بيروت - دمشق، والتي مضى علىها 129 عاما، الوسيلة الأجدى لحل أزمة النقل المستفحلة في لبنان يوما بعد آخر، فضلا عما سينتج من دعم اقتصادي كبير للاقتصاد اللبناني الذي يعاني الأزمة الأسوأ في تاريخه وفق تصنيف البنك الدولي. وذلك وفق تقارير سابقة وراهنة حسبما نشرت وكالة أنباء العالم العربي.
ونقلت الوكالة عن زياد نصر، المدير العام لمصلحة سكك الحديد والنقل المشترك في لبنان، قوله أن «لبنان كان في المرحلة السابقة رائدا على مستوى قطاع النقل في كل المنطقة العربية، وكانت له محطات أساسية على مستوى النقل السككي على مستوى العالم العربي المحيط بنا».
وأضاف «محطة (رياق) مثلا هي من المحطات الهامة جدا على مستوى النقل السككي بين لبنان ومحيطه العربي، لكن نتيجة للحرب الأهلية والاجتياحات الاسرائيلية المتكررة والاعتداءات التي حصلت، تضررت هذه المنشآت وأصبحت بجزء منها مفقودة».
الخط الساحلي
ولفت نصر إلى أن «تقارير ودراسات أُعدت لإعادة تفعيل السكك والقطارات لكنها لم تبصر النور لاعتبارات عديدة». موضحا «أولينا عناية خاصة لإعداد الدراسات المطلوبة لإعادة إحياء الخط الساحلي، ابتداءً من مرفأ بيروت إلى طرابلس، وانتهاءً بالحدود اللبنانية السورية».
وأردف قائلا «تم وضع الدراسات اللازمة لهذا المشروع وانتهت الدراسات منذ العام 2016، وكان من المفترض أن يبدأ مساره، وكان الاتحاد الأوروبي من خلال بنك التسليف الأوروبي على استعداد لتمويل هذا المشروع نظرا للجدوى الاقتصادية المحققة للمشروع، لكن هذه المشاريع التي لديها البعد الاقتصادي الكبير وتحتاج إلى استثمار كبير يجب أن تتصدر سلم أوليات الحكومة اللبنانية».
واعتبر نصر أن «لبنان سيكون مركز عبور يصل العالم ببعضه فيما لو تقرر إحياء هذا القطاع المهمل»، وقال «لبنان ما يميزه في الماضي أنه كان صلة الوصل بين الشرق والغرب، ومعبرا أساسيا للترانزيت، لكن مع الأسف لبنان اليوم فقد هذا الدور لعدة أسباب ولا بد من إعادة اعتبار هذا الدور الحيوي للبنان على مستوى موقعه الجغرافي، وأن يستعيد أهمية حضوره وموقعه في هذه البقعة الجغرافية التي تمكنه من أن يكون مركز عبور».
مسار التطور
وأضاف «مشاريع النقل السككي بكل دول العالم تأخذ مسار التطور ومشاريع كبيرة تطرأ على صعيد النقل السككي في الدول، إلا أن لبنان متأخر عن هذه المشاريع».
جدير بالذكر أن محطة (رياق) الواقعة في سهل البقاع الواسع وسط لبنان كانت تعد من أكبر المحطات في العالم، وتمتد على مساحة 170 ألف متر مربع، كما تتألف من 57 مبنى لتسيير أعمال المحطة التي وفرت ما يزيد على 400 فرصة عمل لأبناء المنطقة، ما أسهم في أن تغدو سوقا دولية تصل لبنان بالدول المجاورة وصولا إلى أوروبا.
لكن ومع بدء الحرب الأهلية اللبنانية 1975، لفظت المحطة ومعها سائر السكك وقطاراتها أنفاسها الأخيرة وأُجهض الحلم الذي كان يرنو إلى أن يكون لبنان صلة الوصل بين أطراف العالم، ما انعكس حرمانا وبؤسا على أهل البقاع خصوصا ولبنان على حد سواء.
أقرأ المزيد
«ديزني لاند» تفلت من إضراب في اللحظات الأخيرة