مراقبون يرصدون تناقضات نتنياهو في خطابه بالكونغرس

مراقبون يرصدون تناقضات نتنياهو في خطابه بالكونغرس
بنيامين نتينياهو في الكونجرس
القاهرة: خليجيون

رصد محللون ومختصون بالشأن الإسرائيلي تناقضات في الخطاب الذي ألقاه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي لافتين إلى أنها مختلفة في تصريحاته الأخير التي كانت توحي بقرب التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين.

ففي كلمته أمام الكونغرس يوم الأربعاء، شدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي على أن القتال في قطاع غزة «مستمر حتى تحقيق النصر الشامل والكامل»، دون أن يتطرق خطابه إلى الصفقة المنتظرة، حسب وكالة أنباء العالم العربي.

وفيما يتعلق برؤيته بشأن اليوم التالي للحرب، زعم نتنياهو إنه يسعى إلى أن يكون قطاع غزة «خاليا من السلاح والتطرف»، داعيا الولايات المتحدة إلى الوقوف مع إسرائيل حتى تحقق أهدافها.

يُعد نتنياهو الشخصية السياسية الأجنبية الأكثر ظهورا أمام الكونغرس الأميركي، إذ أن تلك هي المرة الرابعة التي يُخاطب فيها الكونغرس متفوقا في عدد خطاباته على جميع القادة الأجانب.

رفض الصفقة

يرى المحلل السياسي إبراهيم حبيب، المختص في الأمن القومي، أن خطاب نتنياهو أمس (الأربعاء) جاء ليعطي المشهد الحقيقي برفضه إبرام أي صفقة أو وقف الحرب على قطاع غزة، واصفا إياه بأنه «تكريس لرؤية اليمين الإسرائيلي المتطرف»

وقال حبيب لوكالة أنباء العالم العربي إن حديث نتنياهو «كشف حقيقة الذرائع التي كان يصدرها بأن الحكومة ستنهار إذا كانت هناك صفقة من خلال تحججه بسموتريتش وبن غفير، ليتبين بعد ذلك أن هذا مشروعه الخاص الذي يعتبر الأكثر تطرفا منهم»، في إشارة إلى وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير اللذين هددا بالانسحاب من الحكومة إذا قبلت اقتراح الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف الحرب في غزة.

وأوضح أن نتنياهو له دوافعه في ذلك «كونه يشعر أنه سيخسر مستقبله السياسي، بالإضافة إلى أن الإدارة الأميركية لا تريد أن تضغط عليه ولا تستطيع أن تتخلى عن إسرائيل في ذات الوقت، وهذا يعطي رؤية وفسحة أكبر لنتنياهو».

وتابع «الأكثر من ذلك أن اليمين الأميركي الصهيوني الذي يتسيد مجلس النواب ومجلس الشيوخ والذي صفق لنتنياهو أكثر من 80 مرة خلال 22 دقيقة يعطي صورة واضحة بأن الجرائم التي تُرتكب تكون بمباركة الولايات المتحدة».

إفشال الصفقة مع حماس

ويقول المحلل السياسي إن نتنياهو يلعب دورا بارزا في إفشال الصفقة مع حماس بالحديث عن ضرورة استسلام الحركة، معتبرا أن ذلك من شأنه تعقيد الصفقة ويوحي بشكل واضح أن رئيس الوزراء ليس لديه نية حقيقية في إبرامها.

وتابع قائلا «نتنياهو بإمكانه أن ينجز الصفقة في وقت قصير في حال أعطى الوفد المفاوض المساحة من الصلاحيات التي تمكنه من إنجاز الصفقة، لكنه يعطي الوفد تعليمات للمفاوضات دون أن يمنحه القدرة على اتخاذ قرار لإبرام صفقة».

فقاعة

يؤكد عاموس هرئيل المحلل العسكري في صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية على أن هناك فرقا بين الطابع الاحتفالي الذي حاول مكتب نتنياهو إضفاءه على خطابه بالكونغرس وبين ردود الفعل في إسرائيل والولايات المتحدة.

فيقول هرئيل «بحسب الاستطلاعات، بالإمكان الاعتقاد أن معظم الجمهور مهتم أكثر بمسألة متى ستنتهي الحرب ومتى سيحرر المخطوفون من أسر حماس. وبالنسبة للأميركيين، فإن معركة انتخابات الرئاسة العاصفة تهمهم الآن أكثر بكثير من زيارة زعيم دولة صغيرة في الشرق الأوسط».

وأضاف «نتنياهو يتقن فن الخطابة وخاصة باللغة الإنجليزية، لكن السؤال الحقيقي هو ما إذا كان هذا الإعجاب الكبير به (في الكونغرس)، الذي يمتنع أعضاء الجناح التقدمي في أوساط الديمقراطيين المشاركة فيه، سيترجم إلى مواصلة التأييد الفعلي لإسرائيل لفترة طويلة».

نتنياهو خفّض سقف التوقعات

أما عصمت منصور المختص بالشأن الإسرائيلي فيرى أن نتنياهو خفّض أمس سقف التوقعات والآمال فيما يتعلق بالصفقة، وتحدث بنوع من «الغطرسة الاستعمارية وكأنه منتصرا ويريد أن يفرض شروطه مطالبا حماس بالاستسلام وغيره».

وقال منصور «مخططات نتنياهو ورؤيته لغزة مختلفة كليا عما يحاول الآخرون تفسيره، فهو يريد غزة منفصلة عن الضفة بشكل مطلق ودائم ومنزوعة السلاح، مع إدارة خاضعة لإسرائيل تتولى الشؤون المدنية وهو يتولى الشؤون الأمنية».

وتابع «هذه الصيغة التي يحاول نتنياهو طرحها لن تقبل بها المقاومة، الأمر الذي سيعطيه مبررا لاستمرار الحرب.. .أخشى أن ينجح نتنياهو في الاكتفاء بالمرحلة الأولى من الصفقة، فمن الواضح أنه لا يريد التقدم بخطوة إضافية تجاه المراحل التالية».

خطة من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب

وفي مايو الماضي، أعلن الرئيس الأميركي عن خطة من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب، وقال إن المرحلة الأولى من المفترض أن تستمر ستة أسابيع وتشمل وقفا شاملا لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالقطاع وإطلاق سراح محتجزين من النساء وكبار السن والجرحى مقابل الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين.

ووفقا لبايدن، سيعود الفلسطينيون في هذه المرحلة إلى منازلهم في كافة أنحاء غزة، وستزداد المساعدات الإنسانية إلى 600 شاحنة يوميا. وتشمل المرحلة الأولى أيضا محادثات بين الاحتلال وحماس للوصول إلى المرحلة التالية التي من المفترض أن تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن وانسحاب إسرائيل بالكامل من القطاع.

اقرأ المزيد

إشادات واسعة بمسلسل «البيت الملعون» بطولة هدى حسين

أميركا تشعل الغضب داخل الفصائل العراقية.. ما السبب؟

ارتفاع أسعار الذهب عالميا

أهم الأخبار