أولمبياد باريس: حان وقت الافتتاح التاريخي

أولمبياد باريس: حان وقت الافتتاح التاريخي
باريس: «خليجيون»

تعدّ باريس الساعات قبل انطلاق حفل افتتاح غير مسبوق لألعابها الأولمبية الجمعة، باستعراض حوالى سبعة آلاف رياضي من الدول المشاركة لنحو أربع ساعات على عبّارات وقوارب في نهر السين حيث يُحتمل هطول أمطار، في ظلّ إجراءات أمنية مشدّدة وتعرّض شبكة القطارات السريعة لأعمال «تخريب». وفق ما نشرته فرانس برس

قبل ساعات من مراسم الافتتاح، تعرّضت شبكة القطارات السريعة لهجوم ضخم واسع النطاق يهدف إلى شلّ شبكتها، تسبّب على ما يبدو باضطرابات شديدة التي تطالها الجمعة مع إلغاء رحلات أيضا لقطارات يورسوتار بين لندن وباريس.

وأعلن رئيس مجلس إدارة شركة السكك الحديد الفرنسية (أس أن سي إف) جان بيار فاراندو خلال مؤتمر صحافي أن «الهجوم الضخم يطال 800 ألف راكب».

وندّد الوزير المنتدب للنقل باتريس فيرغريت بـ«عمل إجرامي مشين، محذّراً من عواقب بالغة جداً بالنسبة لحركة القطارات مع إلغاء الكثير من الرحلات»، فيما قالت وزيرة الرياضة أميلي أوديا كاستيرا إن «الهجمات مروّعة».

وتريد فرنسا تعزيز صورتها من خلال هذه الألعاب، عبر استضافة نحو مئة رئيس دولة أو حكومة، لمواصلة نشاط دبلوماسي مكثّف بينما تشتعل الصراعات في أوكرانيا وغزّة، مروراً بالسودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس في عشاء نظّمه لرؤساء الدول في متحف اللوفر «سترون غداً أحد أروع حفلات الافتتاح».

ينطلق الحفل المنظّم للمرّة الأولى في التاريخ خارج ملعب، عند الساعة السابعة والنصف مساء (17:30 ت غ)، وينتهي ليلاً، لكنه أثار عدة تساؤلات وتقلّبات، منذ نشوء فكرة ترك موقع الملعب الآمن لمصلحة زرع المدرّجات على ضفاف النهر.

وقال رئيس اللجنة المنظّمة توني إستانغيه الخميس «يمثل هذا الأمر تحدياً كبيراً»، فيما تراجع العدد الأساسي المقترح تدريجاً ليصبح 320 ألف متفرّج، 220 ألفاً منهم على ضفاف النهر مجاناً و100 ألف بطاقة مدفوعة بالقرب من النهر.

وبدت المناطق المطلّة على نهر السين حصناً منيعاً في آخر عشرة أيام، واقتصر عبور الحواجز الحديد على الأشخاص المقيمين وأصحاب الحجوزات في الفنادق المزوّدين برمز تعريف خاص.

فُحصت كل القوارب التي تسير في النهر، فيما تخضع العبّارات والقوارب الـ85 التي ستنقل الرياضيين لمراقبة صارمة.

آية ناكمورا، ليدي غاغا، سيلين ديون؟

وقوى الأمن في حالة تعبئة غير مسبوقة، مع نشر 45 ألف عنصر من الشرطة والدرك. يضاف اليهم ألفا عنصر أمن خاص وألف شرطي من بلدية باريس. كذلك، ستقوم فرقة قوامها عشرة آلاف عسكري بدعم هذا انلاتشار الأمني.

سيُنشر قناصة على أسطح باريس على طول النهر، لتحييد أي مسلّح يستهدف الحشود أو وفداً من الرياضيين على متن قارب أو رئيس دولة أو حكومة زائر. ووللمرة الأولى، ستعمل الوحدات الخاصة والشرطة والدرك بشكل مشترك.

سيعمل نحو 200 شرطي من وحدة ريد (البحث، المساعدة، التدخل والردع) لضمان الأمن على النهر. وسيكون 350 من عناصر الدرك التابعين لوحدة مكافحة الارهاب وإدارة الأزمات مسؤولين عن تأمين الفضاءات، فيما سيقوم نحو مئة شرطي من لواء البحث والتدخل “بي أر إي” التابعين لمفوضية الشرطة، بحماية الأرصفة.

كذلك، ستكون فرقة تدخل الدرك الخاصة (سي إي جيه أن) مسؤولة أيضًا عن تأمين تنقلات قادة الدول والحكومات، وستضمن أيضًا حماية الرياضيين في الحافلات التي ستنقلهم إلى منطقة ركوب القوارب وأثناء ركوبها حتى النزول في ساحة تروكاديرو.

على الصعيد الفني، يعمل مخرج العرض توما جولي منذ 18 شهراً على عرض الافتتاح. وهو كشف أنه «يركز على الإرث الفرنسي، لكنه احتفظ بسرية مضمونه».

كلّ ما يعرف، هو أن «عرض الدول على القوارب سترافقه 12 لوحة تصطف على مدى ستة كيلومترات بجانب النهر».

وأكد جولي «تقوم الفكرة على القول إنه لا توجد فرنسا واحدة، بل العديد منها».

ومنذ أشهر عدّة تسري تكهنات حول هوية الفنانين. وتعد الكندية سيلين ديون، الأميركية ليدي غاغا، الفرنسية-المالية آية ناكامورا المغنية الفرنكوفونية الأكثر استماعاً في العالم، من أبرز المرشحات، إلى جانب بعض المقاطع من أغاني إديت بياف وشارل أزنافور.

احتمال هطول أمطار

وييرافق عرض السين مع عرض دبلوماسي حضور مئة شخصية بينها 85 رئيس دولة وحكومة على المنصّة الرسمية في ساحة تروكاديرو.

سيكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغائب الأكبر، علماً أن «بلاده موقوفة ولن يتم عزف نشيدها بحال تتويج بعض الرياضيين المشاركين تحت علم محايد وبشروط صارمة خصوصاً عدم دعم الحرب ضد أوكرانيا».

ويغيب أيضا الرئيس الصيني شي جينبينغ، وسيمثله نائبه هان جنغ، فيما يرسل الرئيس الأميركي جون بايدن زوجته جيل بعد عزوفه عن الترشّح مجدّداً للبقاء في البيت الأبيض.

سيحضر رئيس الإحتلال الاسرائيلي اسحق هرتسوغ وسط اجراءات أمنية مشدّدة ويتوقع أن يلتقي ماكرون على هامش الافتتاح.

في المقابل، يمثل رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقد أعرب الإحتلال الإسرائيلي الخميس عن قلقه من تهديدات إرهابية محتملة تطاول رياضييها وسيّاحها، وذلك في رسالة وجّهتها الى الحكومة الفرنسية.

وبعد العرض الفني والأمن والدبلوماسية… تبقى مسألة الطقس.

يُحتمل هطور أمطار متوسّطة إلى غزيرة بنسبة ترواح بين 70 و80%، خصوصاً فوق الجزء الثاني من العرض، بحسب ما قالت قناة الطقس الفرنسية (لا شين ميتيو) التي استبعدت سيناريو كارثياً.

وقال خبير الأرصاد الجوية سيريل دوشين في منشور على موقع القناة على الإنترنت «لا يزال هناك عدم يقين بشأن مسار وموقع العاصفة المطرية الدقيق»، مضيفاً «قبل أقل من 24 ساعة، تفاءل خبراء الأرصاد الجوية إلى حد ما وتوقعوا +هدوءاً+ رغم أن الطقس غائم، مع خطر ضئيل فقط لهطول الأمطار».

قال رئيس اللجنة المنظّمة إستانغيه الجمعة لإذاعة فرانس إنتر «لقد استعددنا في جميع الأحوال لكل السيناريوهات، الحرّ الشديد، المطر، سنتأقلم».

وللسماح للرياضيين المشاركة في حفل الافتتاح، ستتوقف المسابقات التي انطلق بعضها الجمعة. وحدها تمارين الرماية ستستمر صباحاً في منطقة شاتورو البعيدة عن باريس وعرضها المنتظر.

أقرأ المزيد

دبلوماسي أميركي يكشف كواليس التطبيع بين البحرين وإيران

الإمارات تختبر «روبوتات ديليفري»

«اليوان الصيني».. كلمة السر في ارتفاع صرف الدولار

أهم الأخبار