تصريحات مسؤول إسرائيلي بعد زيارة نتنياهو لواشنطن..

«خليجيون»| هل اقترب التطبيع بين السعودية وإسرائيل قبل مغادرة بايدن؟

«خليجيون»| هل اقترب التطبيع بين السعودية وإسرائيل قبل مغادرة بايدن؟
لقاء سابق بين نتنياهو وبايدن. (أرشيفية*
القاهرة: علاء شمس الدين

مجددًا، أعادت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحديث عن التطبيع مع المملكة العربية السعودية عقب مباحثات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في واشنطن، زاعمة على لسان أحد مسؤوليها أن اتفاق التطبيع «ممكن» قبل انتخابات الرئاسة الأميركية، وهو ما عده محللون أمرًا مستبعدًا ويندرج تحت بند الدعاية الإسرائيلية لحرف الأنظار عن المجازر التي ترتكبها الآلة العسكرية للاحتلال في قطاع غزة وملفات الإقليم المشتعلة.

وسائل إعلام إسرائيلية نقلت مزاعم مسؤول إسرائيلي بأن اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية لا تزال ممكنة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، مضيفًا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ناقش الأمر مع الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماعهما يوم الخميس في البيت الأبيض.

لكن المحلل والباحث السياسي السعودي مبارك آل عاتي يعبر عن اعتقاده «بأن إسرائيل تريد تصدير أزمتها إلى الخارج، وشغل الرأي العام العربي العربي بمسألة التطبيع مع السعودية»، معتبرا أن تلك التصريحات «دعائية لتحسين صورة حكومة ننتياهو الملطخة بالدم الفلسطيني، وتغيير اتجاه التركيز الإعلامي عن مجازر في غزة أو احتمالات نشوب حرب في جنوب لبنان أو هجوم الحديدة، وجعل التركيز على التطبيع».

الشرط السعودي.. والإشارة العكسية

ويؤكد المحلل السعودي أن بلاده «وضعت ثمنا كبيرا للتطبيع وهو قبول إسرائيل قيام دولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس»، مشيرا إلى «هذا الشرط كان حاضرا في كل المفاوضات السعودية الأميركية، وكان المفاوض الأميركي ينقلة لإسرائيل».

embed]https://www.youtube.com/watch?v=bXxFlt2D43s[/embed]

ويرصد آل عاني «إشارة عكسية» عقب تصويت الكنسيت برفض فكرة إقامة دولة فلسطينية، مشيرا إلى أن «إسرائيل ليست جديرة بأن تكون شريكا للسلام، وأن التطبيع بات بعيد المنال حتى الآن على الأقل».

وفي مايو الماضي، أعاد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، التأكيد على ثوابت بلاده بشأن مسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفي مقدمتها الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وإيجاد مسار يفضي إلى حل الدولتين، وذلك خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري.

ومن غير المستبعد أن يكون التطبيع أحد الملفات التي ناقشها بايدن ونتنياهو، لكن الباحث والمحلل السعودي مبارك آل عاتي يقول لـ«خليجيون» إن «هذه المباحثات أمر ثنائي، والموقف السعودي واضح ويتمسك بقيام دولة فلسطينية وليس مجرد وقف إطلاق النار في غزة، إذ إن الأخير مطلب دولي ومحق وسيصلون إليه عاجلا أو آجلا».

آل عاتي: التطبيع بات بعيدا خصوصا في ظل الانشغال الأميركي بانتخابات الرئاسة، ومصالح الرياض وواشنطن أهم وأكبر من التطبيع

ويرجح آل عاتي، في الوقت نفسه، أن «التطبيع بات بعيدا خصوصا في ظل الانشغال الأميركي بانتخابات الرئاسة، وترقب السعودية لتغيير في البيت الأبيض»، ويشرح بالقول: «الرياض ستنتظر من سيأتي البيت الأبيض.. ومصالح الرياض وواشنطن أهم وأكبر من التطبيع، فالتطبيع مسألة ثانوية لا تتوقف عليها العلاقات».

وقبل حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، تزايدت وتيرة الرسائل، بشأن فرص أكبر للتطبيع مع إسرائيل من حيث المبدأ، ولكن بشروط واضحة، لكن المسار تغير بعد الحرب.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. (أرشيفية)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. (أرشيفية)

ولا يرجح المحلل السياسي ورئيس المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية - مسارات د.هاني المصري، أن يتم التطبيع السعودي الإسرائيلي قبل نهاية فترة بايدن، لكنه قال «لا نستطيع أن نجزم بالقول إن من المستحيل حدوث ذلك».

د.هاني المصري: المملكة العربية السعودية أصبحت أقل اهتماما بالتطبيع مع إسرائيل ودمجها في المنطقة

ويعبر المصري في تصريح إلى «خليجيون» عن الاعتقاد «أن المملكة العربية السعودية أصبحت أقل اهتماما بالتطبيع مع إسرائيل ودمجها في المنطقة وأصبحت رغم تمسكها بالمسار، لكنها تطالب بثمن أكبر بالمقابل من إسرائيل، وذلك بعد السابع من أكتوبر».

إسرائيل باتت دولة مهزوزة

ويوضح أن «إسرائيل باتت دولة مهزوزة تنهشها الخلافات الداخلية وقابلة للهزيمة وبحاجة إلى من يحميها وسقطت قوة ردعها، كما أنها باتت ساقطة أخلاقيا بعد الجرائم التي نفذتها وحرب الإبادة التي شنتها ضد شعبنا في قطاع غزة».

ويضيف المصري «هذه التفاعلات أدت إلى تقدم القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمامات الدولية، إذ باتت 147 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية، وأصبحت إسرائيل في قفص الاتهام في محكمتي العدل والجنايات الدولية»، معتبرا أن «جبال العداوة والكراهية بينها وبين الشعوب العربية وعلى امتداد العالم باتت أكبر كثيرا، وهذا يقيد الحكام العرب إزاء التحرك نحو التطبيع مع دولة الاحتلال».

وإذ يقر المحلل السياسي الفلسطيني بأن «إدارة بايدن تريد أن تنهي فترته الرئاسية بإنجاز تاريخي بدمج إسرائيل بالمنطقة»، لكنه يقول إنها «لن تتمكن من ذلك ما لم تستطع إقناع حكومة نتنياهو بإبرام صفقة التبادل والتهدئة ووقف النار والاستعداد للانخراط بمسار سياسي جدي قابل للوصول لإقامة دولة فلسطينية»، مشيرا إلى خطاب نتنياهو بالكونجرس وزيارته لأميركا أظهرا أنه لن يقدم عليه خصوصا تحريك المسار السياسي».

المناورة بورقة إيران

ويقول محللون إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول المناورة بورقة إيران للدفع قدما بملف التطبيع مع الرياض.

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مسؤول القول إن «إسرائيل والمملكة العربية السعودية تشتركان في مصلحة مشتركة»، في إشارة إلى الجهود الرامية إلى الحد من نفوذ إيران في المنطقة.

ويقول المحلل السعودي مبارك آل عاتي «السعودية أقامت علاقات مع إيران لأنها تؤمن بأنها دولة جارة مسلمة في المنطقة، تجمعنا بها مصالح كبيرة، ويهمنا عودة الاستقرار في منطقتنا»، معتبرا أن هذه العلاقات «عامل إيجابي يطفئ كثيرا من مشاكل المنطقة وقضايا»، مستشهدا بالقول «لمسنا تحسنا كبيرا في العديد من الملفات العربية بعد تحسن العلاقات مع طهران».

ويرى أن «إسرائيل لديها مطامع ودعاية إعلامية وسياسية، وتغسل ماء وجه إيران، لأنها تضع السعودية في كفة عداء مع إيران»، موضحًا أن بلاده «تدرك أن هذا السلام يجب أن يراعي مصالحها وسيادتها».

حروب الإسناد

من جهته يشير الباحث الفلسطيني هاني المصري إلى «حروب الإسناد التي يشنها حزب الله والحوثيون والحشد الشعبي نصرة لغزة كونها تصاعدت بعد القصف الإسرائيلي لليمن ومفتوحة على احتمالات التصعيد، أكثر ما يجعل الرياض تتريث للنأي بنفسها عن أي حرب إقليمية قد تندلع».

اقرأ المزيد:

دبلوماسي خليجي يحذر من مفاجآت هاريس للمنطقة

موريتانيا تطرق بوابة البرازيل لتوسيع صادرات الأسماك

فنانون عرب في فخ المشعوذين.. الشيخ كريمة: «ابعتوا الجن لنتنياهو!»

أهم الأخبار