الملك محمد السادس والمغرب.. 25 عاما من الحكم والحكمة

الملك محمد السادس والمغرب.. 25 عاما من الحكم والحكمة
الدكتور يوسف العميري
بقلم: د.يوسف العميري

كمواطن كويتي محب للمغرب وملكها وشعبها، أود أن أعبر عن مشاعري الصادقة تجاه هذه المملكة العريقة التي تحتفل يوم الثلاثاء 30 يوليو 2024 بالذكرى الخامسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين.

هذه المناسبة ليست فقط فرصة لتجديد الولاء لجلالة الملك، بل هي أيضاً مناسبة لتكريم رؤية ملكية مستنيرة قادت المغرب نحو مستقبل مشرق ومزدهر.

منذ تولي جلالة الملك محمد السادس مقاليد الحكم، شهد المغرب تحولاً جذرياً في شتى المجالات. بفضل حكمته وقيادته الرشيدة، تمكن المغرب من تعزيز مكانته إقليمياً ودولياً، وأصبح شريكاً ذو مصداقية وقطباً اقتصادياً ومالياً على الصعيدين الإقليمي والقاري.

لقد أطلق جلالته مشاريع تنموية كبرى وخطط طموحة للتنمية البشرية، مما ساهم في تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ، حيث ارتفع الناتج الداخلي الخام الوطني بشكل كبير.

لا يمكنني إلا أن أشيد بشجاعة جلالة الملك في تدشين عهد المصالحة التاريخية من خلال إرساء عدالة انتقالية وإنشاء هيئة وطنية للإنصاف والمصالحة. هذا العمل الجريء يعكس التزام المغرب ببناء دولة الحق والقانون ومأسسة حقوق الإنسان، مما يجعل التجربة المغربية نموذجاً يُحتذى به في المنطقة.

عمل جلالته على تقوية الدبلوماسية المغربية وترسيخ مبدأ الندية في الدفاع عن المصالح الوطنية

كما أنني أود أن أعرب عن انبهاري بما حقق المغرب من نمو كبير في الناتج المحلي، الذي ارتفع من 46 مليار دولار سنة 2000 إلى 140 مليار دولار في سنة 2023. هذه الإنجازات تعكس رؤية جلالته الثاقبة وسعيه الحثيث لتحقيق طموحات وآمال الشعب المغربي في التنمية والازدهار.

وفي رأيي فإنه على الصعيد الدولي، أبدى جلالة الملك محمد السادس حنكة وهدوءًا في إجراء تغييرات جوهرية في السياسة الخارجية للمملكة. عمل جلالته على تقوية الدبلوماسية المغربية وترسيخ مبدأ الندية في الدفاع عن المصالح الوطنية، إلى جانب تنويع الشركاء ودعم الاستثمارات الخارجية في إطار الدبلوماسية الاقتصادية. هذه الاستراتيجيات الحكيمة جعلت المغرب يحقق تطورا كبيرا في محيطه الإقليمي والدولي، مما عزز موقفه في الذود عن مصالحه الوطنية.

إن هذا النهج الدبلوماسي المتزن جعل من المغرب شريكًا موثوقًا به على الساحة الدولية، وأضفى عليه مكانة مرموقة يستحقها بجدارة.

أما العلاقات بين المغرب ودولة الكويت فتتسم بالعمق والتجذر، بفضل ما يجمع بين قيادتي البلدين من مشاعر الأخوة والتضامن. هذه العلاقات المتينة تعتبر مثالاً يحتذى به في التعاون البناء والمثمر بين الدول. لا يسعني إلا أن أُثني على موقف الكويت الثابت والداعم للوحدة الترابية المغربية، وهو موقف نبيل يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين.

المغرب قطع أشواطاً كبيرة في مجالات الطاقات النظيفة والمتجددة، والسياحة، وصناعة الطيران، والرياضة. كل هذه الإنجازات تجعل من المغرب دولة رائدة في العديد من المجالات، وتساهم في تعزيز مكانته على الصعيد الدولي.

أود أن أعبر عن فخري واعتزازي بالعلاقات المتميزة التي تربط المغرب بدولة الكويت

ختاماً، أود أن أعبر عن فخري واعتزازي بالعلاقات المتميزة التي تربط المغرب بدولة الكويت الشقيقة. إن هذه العلاقات ليست فقط رافعة للتعاون الثنائي في كافة المجالات، بل هي أيضاً رمز للأخوة الصادقة والمحبة المتبادلة بين شعبي البلدين. نأمل أن تستمر هذه العلاقات في التطور والنمو، وأن تحقق المزيد من الإنجازات والنجاحات في المستقبل.

ومن دون مبالغة أقولها بكل صراحة، إن 25 عاما منذ جلوس الملك محمد السادس على عرش البلاد، فإنما تعبر عن مسيرة ربع قرن من الحكم والحكمة.

حفظ الله المغرب ملكا وشعبا.. ووطننا لا نعتبر أنفسنا فيه غرباء، إنما هو وطن ثان لنا نحبه ونحب من يحبه.

والله من وراء القصد.

أهم الأخبار