ضربة مجدل شمس تربك الإحتلال الإسرائيلي.. صمت أم كابوس الحرب الشاملة؟
أمضى المسؤولون الإسرائيليون في الشقين السياسي والأمني مساء السبت في مشاورات لبحث آلية الرد على هجوم صاروخي على بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان أوقع 12 قتيلا وعشرات المصابين. وفق وكالة أنباء العالم العربي
واتهم الإحتلال الإسرائيلي جماعة حزب الله اللبنانية «بالمسؤولية عن الهجوم الذي أصاب ملعبا لكرة القدم، لكن الجماعة المتحالفة مع إيران نفت شن الهجوم».
وقال حزب الله في بيان «تنفي المقاومة الإسلامية في لبنان نفيا قاطعا الادعاءات التي أوردتها بعض وسائل إعلام العدو ومنصات إعلامية مختلفة عن استهداف مجدل شمس، وتؤكد أن لا علاقة لها بالحادث على الإطلاق».
لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت «على عكس ما يعلنه من نفي، فإن حزب الله هو الجهة المسؤولة بشكل لا لبس فيه عن مذبحة الأمس. الصاروخ الذي قتل أولادنا وبناتنا كان صاروخا إيرانيا وحزب الله هو التنظيم الإرهابي الوحيد الذي يمتلك مثل هذه الصواريخ في ترسانته».
ضوابط اشتباك
ويعتقد محللون إسرائيليون أن «ما حدث لم يكن في حسبان حزب الله نفسه الذي لا يريد أن يجر لبنان إلى حرب وإبقاء مستوى التصعيد عند حدود معينة وتحكمه ضوابط اشتباك وقتال محدود».
وأجبر القتال بين إسرائيل وحزب الله، الذي اندلع بعد أن «بدأ الإحتلال الإسرائيلي حربها على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، عشرات الآلاف في كل من لبنان والإحتلال على النزوح».
وتسببت الضربات الإسرائيلية في «مقتل ما يقرب من 350 من مقاتلي حزب الله، ومنهم قياديون، وأكثر من 100 مدني. وبعد هجوم السبت على مجدل شمس، بلغ عدد القتلى بين المدنيين في إسرائيل 23 بالإضافة إلى ما لا يقل عن 17 جنديا»، بحسب سلطات الإحتلال الإسرئيلي
ونقلت الوكالة عن المحلل السياسي في هيئة البث الإسرائيلية مشجع هيمو قوله إن «حزب الله ليس مهتما بتصعيد الوضع، على الرغم من أنه استخدم نيرانا كثيفة جدا في هجوم مجدل شمس في مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 في خطوة لم تعترف بها معظم دول العالم»، وأضاف «لقد أراد التنظيم الرد على اغتيال مقاتليه، لكن طريقة اللعب بالنار جعلت الرد الإسرائيلي أقرب».
الهجوم رسالة
وتابع قائلا «في الآونة الأخيرة، رفع حزب الله ثمن المحاولة الإسرائيلية لإلحاق الأذى (بمقاتليه). يحاول أن يردع إسرائيل لكنه لا يريد الحرب»، وأشار هيمو إلى أن «الهجوم هو رسالة أيضا إلى الولايات المتحدة بسبب دعمها للإحتلال الإسرائيلي».
وكان رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يزور الولايات المتحدة عندما وقع الهجوم. وأنهى نتنياهو زيارته مبكرا وعاد إلى إسرائيل لبحث الرد على حزب الله.
أما المحلل العسكري نير ديبوري فقال إن «الإحتلال الإسرائيلي سيأخذ وقتا طويلا في مشاورات أمنية مكثفة لبحث كيفية الرد على هجوم حزب الله».
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن ديبوري قوله «القناعة السائدة في أعلى الهرم الأمني، وكذلك لدى رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، هو أن الرد على الحدث الصعب لا يمكن أن يكون مماثلا لأي هجوم نفذته إسرائيل حتى الآن.. .في لبنان»
وأضاف «في الوقت نفسه، هناك اقتناع بأنه إذا اختار الإحتلال التوجه إلى رد قوي وواسع النطاق، فعليها أن تدرس كل الخيارات، لأن ذلك قد يؤدي إلى تبادل الضربات».
وأكد ديبوري أن على إسرائيل «التصرف بحكمة.. .وألا ترد بشكل غير مدروس وتشن هجوما مجهول العواقب».
وقال مسؤولون أميركيون لموقع أكسيوس إن «إدارة الرئيس جو بايدن تشعر بقلق بالغ من أن يؤدي الهجوم الصاروخي على مجدل شمس إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله».
ويشعر المسؤولون الأميركيون أيضا بالقلق من أن «عدم وقف إطلاق النار في قطاع غزة يزيد من احتمال حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإقليمية وجر الولايات المتحدة إلى الصراع». بحسب أكسيوس.
وبحسب الوكالة أبلغ مسؤول أميركي موقع أكسيوس أن «ما حدث في مجدل شمس قد يكون الشرارة التي كانت تؤرقنا وحاولنا تجنبها لمدة عشرة أشهر».
وعلى الرغم «من تنديد الولايات المتحدة بالهجوم في بيان صادر عن البيت الأبيض، فإنها لم تتهم حزب الله بشكل مباشر».
ويعتقد المحلل السياسي في هيئة البث الإسرائيلية إيهود يعاري أن «حزب الله ربما لم يكن يقصد أن يلحق هجومه هذا العدد من القتلى ولم يكن يقصد بالأساس بلدة مجدل شمس التي تشكل الطائفة الدرزية، وهي أقلية عربية، غالبية سكانها».
وقال يعاري إن «الصاروخ القوي الذي أطلقه حزب الله كان يستهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية وبدلا من ذلك أصاب مجدل شمس، وحاول (حزب الله) بعد ذلك مباشرة إنكار علاقته بالحادث».
وأبلغ رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي الصحفيين بعد تفقد موقع الهجوم يوم الأحد «نعرف بالضبط من أين أطلقت هذه القذيفة الصاروخية. قمنا بفحص بقايا القذيفة الصاروخية على جدران ملعب كرة القدم، نستطيع القول إنها قذيفة صاروخية من نوع فلق تحمل رأسا حربيا وزنه 53 كيلوغراما».
ويرى المحلل السياسي يعاري أن «حزب الله في موقف حساس بسبب الوضع الداخلي في لبنان، وبالتالي هو غير معني بتصعيد كبير لأنه يعلم أن لدى الجيش الإسرائيلي خطط للحرب على لبنان».
ومضى يقول «على النقيض من الوضع في (جنوب إسرائيل)، حيث لم يكن لدى جيش الإحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر أي خطط لاحتلال قطاع غزة، كان لدى المؤسسة الأمنية خطط لسنوات عديدة فيما يتعلق بالشمال، ولبنان بشكل خاص»
ويعتقد يعاري أن «بدء حملة عسكرية كبيرة ضد حزب الله لن تبقى تبعاتها في لبنان فحسب»، مشيرا إلى «أن الأميركيين طلبوا من إسرائيل ردا مدروسا».
ويقول المحلل السياسي إسرائيل زيف لهيئة البث الإسرائيلية إن «إسرائيل تخوض حرب استنزاف منذ عشرة أشهر، جوهرها رد فعل على رد فعل، في ظل غياب استراتيجية إسرائيلية واضحة».
وأضاف «وبالتالي، ربما يؤدي الوضع الحالي إلى اتخاذ قرار استراتيجي حول كيفية التصرف على الحدود الشمالية».
وتابع قائلا «من الواضح أن الإحتلال الإسرائيلي لا تستطيع إلا أن ترد على هذه الكارثة، ولكن عليها أن تتخذ قرارا مدروسا، لأن الافتراض العملي هو أن أحداثا مماثلة ستحدث، بل وأكثر خطورة، هي مسألة وقت فقط، لكن أسوأ شيء هو أن نجد أنفسنا منجرفين إلى حرب».
أقرأ المزيد
«خليجيون» تستكشف رسائل إيران الخفية من «هدهد» حزب الله