«خليجيون» تفند مزاعم ناشط سعودي عن هيكل سليمان وطوفان الأقصى

«خليجيون» تفند مزاعم ناشط سعودي عن هيكل سليمان وطوفان الأقصى
لؤي الشريف.
القاهرة: دينا بهاء

أثارت تصريحات ناشط سلام سعودي مزعوم عن ما وصفه بتناقض المسلمين العرب بشأن الاعتراف بالكيان (إسرائيل) وبعض سلوكهم، موجة انتقادات واسعة، إذ وصف البعض «المؤثر المدعو لؤي الشريف» بـ «المدعي» الذي لا يملك الأدلة التاريخية، فيما يلفت أخرون إلى أنه يتعمد أرتداء الزي السعودي لتصدير صورة معاكسة للمزاج العام الخليجي المناهض للتطبيع.

مؤخرا، احتفى حساب «إسرائيل بالعربية» عبر موقع «إكس»، والتابع لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، بمقطع لحلقة حوارية للناشط لؤي الشريف زعم فيها أن المسلمن العرب متناقضون في التعاطي مع التراث اليهودي زاعما أن «الكثير من المسلمين حول العالم سُموا على أسماء أنبياء يهود، دون معرفة حقيقية لحلقة الوصل» ساخرا من أن « مسلما يدعي داوود ثم يقول القدس عاصمة فلسطين، لكنه سُمي على اسم الملك الذي أعلن أورشليم القدس عاصمة لمملكة إسرائيل» ويتهكم «هل ترون التناقض؟».

لكن الدكتور أشرف الشرقاوي، أستاذ الدراسات الإسرائيلية والأدب العبرى يقول في تصريح إلى «خليجيون» إن «القدس لم تكن يهودية أو تحت سيادة اليهود» ويشير «حتى مع الحديث عن أن النبي سليمان بنى معبدا في القدس، فقد قيل إنه أشترى أرض من عربي وبَني عليها هيكل سليمان».

ويقول الشرقاوي إن «اليهود منذ احتلال الحرم القدسي عام 1967 أجروا الآف الحفريات وشقوا عشرات الأنفاق تحت المسجد الأٌقصى، وتحول بعضها لإنفاق سياحية وبازارات»، شارحا أن «هذف هذه الانفاق كان التنقيب عن أثار تثبت وجود معبد في هذه المنطقة، ولم يجدوا أي أثر للمعبد أو حتى أي أثر يهودي في القدس بالكامل بالعصور القديمة».

حكاية أسطورية

ويرى الباحث المصري و أستاذ الدراسات الإسرائيلية والأدب العبرى أن «هيكل سليمان حكاية أسطورية، لا أثر يدل على وجودها»، مضيفا أن «حائط المبكي -الحائط الشرقي للمسجد الأقصى- الذي يردد اليهود أنه بني على الهيكل، وجدوا بعد البحث أنه مقام على أطلال معبد يوناني في القرن الأول الميلادي».

و يستدل على أن هذا المكان ليس مقدسا لليهود أو المسيحيين، بالقول «عندما دخل عمر بن الخطاب القدس سأل عن مكان الإسراء (الذي أسرى منه الرسول محمد) ووجد إنه تحول إلى مكان للنفايات -بالقرب من قبة الصخرة-، وأمر حينها بتنظيف المكان واقام فيه أول مسجد»، مضيفا «هذه البقعة لا تمثل أي قيمة دينية سوى للمسلمين».

لم تتوقف اكاذيب هذا الناشط المثير للجدل عند حد التشكيك في عروبة القدس، بل زعم لؤي الشريف في الفيديو المنشور على الصفحة الإسرائيليةلأن «شعار حماس له علاقة باليهودية أيضًا ويدعي بالقول «حماس بالمناسبة شعارها حماس للمناسبة التي تُسمى طوفان الأقصى يستشهدون بالقرأن الكريم، وكان القرآن الكريم يمدح شخصين لقولهما، وهما جواسيس إٍسرائيلين يوشع وكالب، لذا حماس تستشهد بيوشع وكالب لفعلهما هذا».

لكن الدكتور أشرف الشرقاوي يفند ما قاله الناشط بالقول إن «القرآن نزل للعالمين وليس مخصصا لفئة بعينها، وبالتالي لا يجوز أن يدعي أن حماس تستخدم شعارات بني إسرائيل أو للرد عليهم»، مضيفا «من يتخذ شعارا للقرآن هو هدفه أن يلقي رسالة للعالم من خلاله، وذلك ما تفعله حماس رسالتهم واضحة وهي الجهاد في سبيل الله».

حماس وأنصار بيت المقدس

في مقطع آخر من التسجيل المصور يزعم لؤي الشريف «ان منظمة إرهابية في مصر تسمى أنصار بيت المقدس، والأنصار في اللغة العربية تعني الحلفاء، يطلق عليهم حلفاء بيت المقدس، والمقدس دون أن يعرفوا إنها تأتي من الكلمة العبرية (بيت هامقداش)، ولذلك يجب أن يكونوهؤلاء الإرهابيون حلفاء للإسرائيليين، حلفاء بيت المقدس، حلفاء للهيكل اليهودي» ويدعي «يجب أن يتصالحوا مع إسرائيل ويعترفون بوجودها». حسب زعمه.

وإذ يرد الدكتور أشرف الشرقاوي على هذا الزعم بالقول إن «أنصار بيت المقدس في الأصل منظمة إرهابية يهودية، واختيار الأسم العبري أحد الأدلة على ذلك»، فإنه يحذر من « الانسياق ورا كل أفكار التطبيع»، مشيرا إلى «مواقف مشرفة وواضحة في الكويت واليمن».

وفي النصف الأخير من عام 2020 جرى توقيع سلسلة اتفاقيات لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية وهي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، لكن توقفت على المسار السعودي بعد العدوان الإسرائيلي على غزة.

مهرج السلام

في هذه الأثناء، صب باحثون ومؤثرون سعوديون غضبهم على هذا الناشط، إذ كتب عزيز الغشيان الباحث في الشؤون الإسرائيلية والعلاقات الدولية في منطقة الشرق الأوسط في تغريدة على منصة «إكس» «المزيد والمزيد من السعوديين وغيرهم يطلقون على ما يسمى (ناشط السلام) المهرج، لأنهم يشعرون بأن هويتهم يتم تشويهها».ويتابع «ليس ما يستحق الاهتمام هو نزهة المهرجين»، لكنه تساءل «كيف أصبح الزي السعودي (الثوب والشماغ) يرتديه مهرجون في مساحات سياسية مُستغلة».

وأنتقد عدد من المتابعين ما تم نشره، ويقول تركي القحطاني، من مؤثري الشبكات الاجتماعية عبر تغريدة على «إكس»، «هذا الغريب ليس سعودي يجعلونه يرتدي الزي السعودي لتقديمه كممثل لرأي الأمة السعودية، لكنه ليس كذلك. إنه مجرد غريب مجهول».

استدلالات مغلوطة

ويقول عبد العزيز الشمري، باحث «استدلالاته مغلوطه بعطيك دليل واحد اللغة العربية هي اقدم اللغات المتكلمه في هذا الوقت بدليل أنها اقدم من العبريه، يهودا بن اليعازر أحياها في القرن الثامن عشر من الميلاد بل إنها أضيف لها نكهات ك اللغة الاديشيه (يهود الألمان)، والسبب ان الحاخامات يرونها بانها مقدسه ولايجب إحياؤها.. أنا كعبد العزيز واعوذ بالله من كلمة أنا سكنت مع يهودي فترة الماستر ( ديفيد مورغان ) وسكنت بعدها بحي يهودي ثلاث سنوات ( ساندي سبرنغ ) مدينه أتلانتا ولاية جورجيا ولم البس ثوب اليهود قط.. احب بلدي ومليكي للأبد ولكن يظهر مثل هؤلاء الناس بين الفينه والأخرى وعسى الله يعين».

ويقول أحمد الشريف، أن «نشر مثل هذا المعلومات المغلوطة، ومحاولة تمريرها من خلال أسماء ومعرفات غير متخصصة في التاريخ، وليس لديها أي خلفية حقيقية لدراسته، يعطي قناعة تامة بأن التاريخ الحقيقي هو غير ما تسعون لترويجه عبر أبواقكم المأجورة.. !»

وغرد حساب باسم free soul عبر منصة «إكس» ويقول «جدير بالذكر أن لؤي مرتزق إسرائيلي، وارتداء الزي السعودي أمر مدروس ليضفي الشرعية على كلامه. إنه ليس عربياً حتى ولو من بعيد، على الأرجح تركي أو ألباني، ومرة أخرى، فهو مجرد مرتزق إسرائيلي. تطعمه شيكلاً فيفتري القصص!».

أقرأ المزيد

خليجيون| ما مصير دعوة «النواب الليبي» لاختيار رئيس حكومة جديد؟

النزوح يضرب «مؤونة الشتاء» في جنوب لبنان

ملائكة الموت في قبضة شرطة دبي.. ما التفاصيل؟

أهم الأخبار