«خليجيون» تستكشف خارطة أهداف القمة الخليجية-الأوروبية
رسم محللون ودبلوماسيون، استطلعت «خليجيون» آراءهم، خارطة أهداف القمة الخليجية الأوروبية المقرر انعقادها في أكتوبر خلال العام الجاري، لافتين إلى أن مساع أوروبية لاحتواء نفوذ الصين المتزايد في المنطقة مع إبعاد دول المجلس الثرية
وفي وقت سابق هذا الأسبوع أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء الكويت الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح «استعداد الاتحاد الأوروبي لتعميق التعاون بين الاتحاد ودولة الكويت».
ورأى المسؤول الأوروبي أن «الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ودولة الكويت «تزداد قوة يوما بعد يوم»، مؤكدا تطلعه إلى قمة الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية التي ستعقد في وقت لاحق من العام الحالي و«ستكون فرصة لعرض الزخم الإيجابي للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي»، وفق تغريدة على حسابه بموقع التواصل االجتماعي (إكس)
The EU-Kuwait partnership is growing stronger every day. I reaffirmed to HH the Prime Minister Sheikh Ahmad Abdullah Al-Sabah the 🇪🇺’s willingness to deepen our cooperation.
Looking forward to the EU-GCC Summit which will showcase the positive momentum of the EU-GCC ties.
We…
— Charles Michel (@CharlesMichel) July 29, 2024
وكشفت مصادر دبلوماسية أن «الموعد المرجح للقمة سيكون منتصف شهر أكتوبر المقبل»، مبينة أنها تأتي في سياق «الشراكة الإستراتيجية» بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي. وحسب صحيفة «الراي» الكويتية فإن مكان انعقاد القمة مازال قيد المشاورات، فيما قد تكون بروكسل (العاصمة الفعلية للاتحاد الأوروبي) أحد الخيارات المرجحة.
تعزيز موارد الطاقة
ويرجع كارزان حميد الكاتب والباحث السياسي الفرنسي الهدف من انعقاد القمة الخليجية- الأوروبية هو تعزيز موارد الطاقة، والعمل علی تقارب اكثر نحو الشرق الأوسط من قِبل الاتحاد الاوروبي، وخاصة مع دول الخليج العربي.
ولا يستبعد حميد في تصريح إلى «خليجيون» تعزيز «استثمارات خليجية ضخمة» في عدة مجالات في دول الاتحاد، خاصة الدول الكبيرة، مشيرا إلى أن «تلك القمة تطمح إلى رفع التبادل التجاري إلى مستويات قياسية وحرمان الصين من حصتها الاستراتيجية في المنطقة».
ومن المتوقع أن تهيمن ملفات مهمة لدول مجلس التعاون على أجندة القمة الخليجية-الأوروبية، وهي المواقف الدبلوماسية الدولية للقضايا الراهنة، و تكلفة الاستثمارات من الناحية السياسية والدبلوماسية، وتساءل الباحث السياسي الفرنسي: «هل يمكن للاتحاد الاوروبي حماية مجلس التعاون الخليجي في حال تعرضها للتهديد الاميركي اقتصاديا وسياسيا؟».
وتتمتَّع دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي بعلاقة طويلة الأمد، منذ توقيع اتفاقية تعاون بين الجانبين في عام 1988. كما أصبح الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون، ومصدراً مهمّاً للاستثمار لدول الخليج، وفق مراقبين.
في أبريل الماضي، بحث المنتدى رفيع المستوى حول الأمن والتعاون الإقليمي بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي في لوكسمبورج، قضايا الأمن، وخفض حدّة التصعيد الإقليمي، وذلك بحضور وزراء خارجية من الكتلتين. أكد منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن المفوضية الأوروبية اعتمدت منح تأشيرة متعددة الدخول لمواطني دول الخليج.
مصلحة دول الخليج
ويتوقع الدبلوماسي المصري السفير جمال بيومي مساعد وزير خارجية مصر الأسبق، أن تكون القمة الأوروبية-الخليجية المرتقبة، في صالح دول الخليج نظرًا لرغبة ملوك وأمراء المنطقة في بلوغ مراحل التقدم العلمي الذي سبقتهم إليها أوروبا منذ عشرات السنوات.
كارزان حميد: القمة الخليجية الأوروبية تطمح إلى حرمان الصين من حصتها الاستراتيجية في المنطقة
ويقول بيومي في تصريح إلى «خليجيون» إن «دول الخليج وجهت أبناءها إلى جامعات أوروبا في السنوات القليلة الماضية لاكتساب العلوم والخبرات العملية، ومن ثم نقلها إلى بلدانهم»، معتبرا أن تلك الخطوة «هي بداية الإصلاح عبر إرسال بعثات من شأنها استنساخ التجارب العلمية».
وفي المقابل، تضمن أوروبا أسواقا خليجية لتسويق منتجاتها للتنافس مع المُصدر الصيني، إذ أن المنتجات الأسيوية تستحوذ على نصيب لا يقل عن 50% من الأسواق الخليجية وهناك رغبة أوروبية في اجتزاء جزء من هذه النسبة، حسب السفير جمال بيومي.
على الصعيد العسكري، يقول محللون إن الدول الأوروبية، ولا سيما إيطاليا وفرنسا تستخدم بشكل متزايد مبيعات الأسلحة كأداة استراتيجية لتشكيل التحالفات وممارسة النفوذ داخل دول مجلس التعاون الخليجي وسط التحولات الجيوسياسية والمصالح الاقتصادية.
ويتساءل الكاتب والباحث السياسي الفرنسي كارزان حميد عن «مدى جاهزية الاتحاد الأوروبي لارسال تكنولوجيا عسكرية متطورة الی بلدان الخليج في ظل تعاونها الاستراتيجي مع اسرائيل»، مشيرا إلى مساع أوروبية لاستقطاب دول مجلس التعاون إلى فلكها السياسي والعسكري ولاتقترب من حلف الروسي ـ الصيني، لأسباب متعلقة بالحرب الدائرة في اوكرانيا، الذي بدٲت خطوات خلف الستار لانهاءها.
وإذ يصف حميد في تصريح إلى«خليجيون»القمة المترقبة بـ«قمة ناجحة علی مستوی جمع بين كتلتين مختلفتين»، إلا أنه يتوقع أن يكون «المضمون حبرا علی الورق لوجود اختلافات كبيرة بين جبهتين وخاصة بين دولها، والكل يحاول استمالة الآخر لمصالحه».
اقرأ المزيد
إصابة الآلاف في غزة بالتهاب الكبد الوبائي