تقرير غربي: محمد بن سلمان يضاعف قلق أميركا من النفوذ الصيني
رصدت وكالة «بلوميرغ» الأميركية قلقا من جهات أميركية تخشى تعاظم نفوذ الصين في المملكة العربية السعودية.
واستندت «بلومبرغ» إلى زيارة وفد سعودي بقيادة ياسر الرميان، أحد كبار مساعدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى بكين هذا الشهر والتقى بنائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينج.
وبصفته محافظ صندوق الثروة السيادية القوي في المملكة الذي تبلغ قيمته 925 مليار دولار ورئيس مجلس إدارة أرامكو، يتمتع الرميان (وهو أيضًا الشخص الرئيسي في البلاد للعلاقات السعودية الصينية) بنفوذ كبير على المحركين الاقتصاديين الأكثر أهمية للمملكة العربية السعودية». حسبما ذكر تقرير بلومبرغ.
وذكر التقرير أن الرحلة تضمنت «سلسلة من الإعلانات بين صندوق الاستثمارات العامة، كما يُعرف صندوق الثروة، وبعض أكبر شركات تصنيع الطاقة المتجددة في الصين للشراكة في بناء مصانع لمكونات طاقة الرياح والطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية».
شريك اقتصادي /h3>
وفقًا لأحدث البيانات المتاحة، من المؤكد أن «الولايات المتحدة تظل الشريك الاقتصادي والاستراتيجي الأكثر أهمية للمملكة العربية السعودية». إذ كان «مخزون الاستثمار الأجنبي المباشر من الولايات المتحدة إلى المملكة أكبر بثلاث مرات تقريبًا من الصين في نهاية عام 2022».
مع ذلك، تشير «بلومبرغ إلى أن الصين «تكثف جهودها لتعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية». في أواخر الأسبوع الماضي، «ضاعف أكبر منتج للصلب في الدولة الآسيوية استثماره في مشروع في المملكة إلى مليار دولار». حسب التقرير.
أسواق جديدة
ونقلت بولمبيغ غن محمد أبو باشا، رئيس قسم التحليل الاقتصادي الكلي في المجموعة المالية هيرميس، تصريحاته لجومانا بيرتشي على قناة بلومبرج التلفزيونية القول: «إنها نقطة الالتقاء المثالية. إن دول الخليج متعطشة للاستثمار وتحتاج إلى الكثير من رأس المال. ومن ناحية أخرى، تحتاج الصين إلى إيجاد أسواق جديدة لمنتجاتها وتنويعها بعيدًا عن الأسواق الأساسية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي».
تريد بكين إبعاد المملكة الغنية بالنفط عن الاعتماد التقليدي على الولايات المتحدة فيما يتعلق بالأمن والاستثمارات. وتأمل أن «يساعد جذب المزيد من النقد السعودي أيضًا في تعزيز اقتصادها مع تمكين أكبر شركاتها من التوسع دوليًا وتريد إبعاد السعوديين عن بيع النفط بالدولار». وتريد أن «تلعب دورًا دبلوماسيًا أكبر في الشرق الأوسط، كما أظهرت بالفعل استضافتها للمحادثات بين المملكة العربية السعودية وإيران لاستعادة العلاقات بينهما العام الماضي».
موازنة دقيقة
وقال أبو باشا: «لقد حدث تقدم كبير في العلاقات بين المملكة العربية السعودية والصين على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس الماضية. إنها عملية موازنة دقيقة يتعين على المملكة العربية السعودية أن تفكر فيها»
وأعرب دونالد ترامب عن أسفه على العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية في مقابلة حديثة مع بلومبرج، وقال: «إنهم لم يعودوا معنا، إنهم مع الصين».
اتفاقية الدفاع بين أميركا والسعودية
وحسب «بلومبرغ»، فإن اتفاقية الدفاع الأميركية السعودية المقترحة من شأنها أن «تزيد من حصر ولي العهد محمد في تحالف استراتيجي مع واشنطن، ومن المرجح أن تنطوي على بعض الالتزامات للحد من تعاونه مع الصين».
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية «أن رئيس بلدية بكين قال خلال اجتماع مع محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي إنه يأمل في أن يوسع الصندوق أعماله في العاصمة الصينية» حسبما نقل تقرير العربية.
وذكرت صحيفة بكين ديلي اليومية الرسمية أن «ين يونغ رئيس بلدية بكين أبلغ ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة في اجتماع الثلاثاء الماضي أن الصين تتيح العديد من الفرص الاستثمارية»، و«إنه يأمل في أن يوجه الصندوق بتبادل الاستثمارات بين شركات البلدين ويعزز التعاون في مجالات مثل الاستثمار الصناعي والتنمية الخضراء والتحول في الطاقة».
وصندوق الاستثمارات العامة السعودي أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم ويتمتع بمحفظة واسعة من الاستثمارات، تمتد من مزارع إنتاج التمور إلى مجموعات الشركات متعددة الجنسيات. وتشهد الصين طفرة في الاستثمارات من صناديق في دول الخليج في وقت تكبح فيه بعض الشركات المالية الغربية استثماراتها في البلاد بسبب المخاوف بشأن التعافي الاقتصادي والمخاطر الجيوسياسية.
أقرأ المزيد
«صوت مصر» الحائر بين شيرين أم أنغام.. مفاجأة من مرتضى منصور