خليجيون| هل اغتالت «الخيانة» إسماعيل هنية؟

خليجيون| هل اغتالت «الخيانة» إسماعيل هنية؟
إسماعيل هنية
القاهرة: أحمد كامل

أرجع محللون عسكريون نجاح الاحتلال الإسرائيلي في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس إلى دقة السلاح الجوي الذي استخدمه في تنفيذ العملية، فيما لم يستبعد أخرون فرضية تورط عملاء داخل إيران ومقربين من القيادي الفلسطيني عن طريق وضع جهاز استشعار بموقعه يوجه إشارة إلى مطلق القذيفة، بل تساءل فريق عن احتمالات تورط إيران الرسمية.

كانت بداية اليوم صادمة، إذ استيقظ العالم على نبأ الإعلان عن اغنيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية مع أحد حراسه الشخصيين في غارة عدوانية إسرائيلية في طهران، وفقما أعلنت الحركة اليوم الأربعاء. بينما لم تعلن سلطات الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل حتى الآن مسؤوليتها عن العملية.

إسماعيل هنية، الذي زار إيران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني، كان يتواجد في أحد المباني الخاصة شمالي طهران عندما استشهد بمقذوف من الجو. ووفقا لوكالة تسنيم الإيرانية فقد نُفذت عملية اغتياله ومرافقه حوالي الساعة 2 فجرا.

عملاء إسرائيل ساعدوا في تنفيذ اغتيال إسماعيل هنية

ويرجح الخبير العسكري اللواء سمير فرج انخراط عملاء في تنفيذ وإتمام عملية إغتيال إسماعيل هنية قائلا: «من المؤكد أن يكون هناك عملاء ضالعين في تنفيذ الهجوم عن طريق وضع جهاز استشعار، كما حدث في عملية اغتيال فؤاد شكر وأخرين في الضاحية الجنوبية لبيروت»، مشيرا إلى عملاء لإسرائيل يساعدوها في تنفيذ هجماتها في إيران ولبنان».

«لأمر ليس جديدا على إسرائيل، وفقما يقول فرج في تصريح إلى«خليجيون»إذ سبق «ووجهت ضربة للقنصلية الإيرانية في سوريا وأيضا قصف مواقع في الداخل الإيراني من حدود كردستان»، لكنه نبه إلى أن «الجديد في هذه العملية هو جمع المعلومات عن إسماعيل هنية تشمل موقع وجوده وتوقيت نومه والتأكد من عدم تحركه في هذه الفترة ومن ثم توجيه الضربة».

سمير فرج: «عملاء» ضالعون في تنفيذ عملية اغتيال إسماعيل هنية عن طريق وضع جهاز استشعار.. كما حدث في الضاحية الجنوبية

ويستبعد الخبير العسكري «رد فعل إيراني قوي»، مرجعا ذلك إلى أن «مصالح إيران لا تقتضي الخوض في معركة شاملة في هذا التوقيت حرصا منها على استكمال خطة القنبلة النووية، وقد ترد بضربات صاروخية خفيفة».

في هذه الأثناء، كان لافتا تنصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أي دور لبلاده في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران. إذ قال في مقابلة متلفزة نشر مكتبه مقتطفات منها «أولًا لم نكن على علم وليس لنا يد» في ذلك.

قدرات أميركية

لكن يرجع الخبير الأمني اللواء رضا يعقوب نجاح مهمة اغتيال إسماعيل هنية، إلى امتلاك إسرائيل تقنيات عسكرية أميركية دقيقة التصويب، وتنال الهدف في لحظات دون أن هامش خطأ، مشبها تلك العملية بما حدث في واقعة اغتيال الشهيد الشيخ أحمد ياسين قائد حماس الراحل.

ويضيف يعقوب في تصريح إلى «خليجيون» إن «إيران فشلت في حماية أجواءها وباتت مخترقة جوًا في أي وقت من العدو الإسرائيلي، خاصة وأن تلك العملية ليست الأولى من نوعها وقد لا تكون الأخيرة»، موضحا أن «السلطات الإيرانية مصابة في كرامتها وهيبتها أمام شعبها والعالم في ظل التوغل الجوي المباح للاحتلال الإسرائيلي في أي وقت».

دور إيراني في اغتيال هنية؟

عقب اغتيال هنية، ووسط إدانات ووعيد خرجا من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية علي خامنيئ والرئيس الإيراتي مسعود بزشكيان بعد اغتيال هنية، إلا أنه وعلى غير العادة، لم تظهر أي صور لآثار الهجوم، سواء في وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار أسئلة على استحياء بشأن دور إيراني محتمل في تنفيذ العملية.

وفي هذا السياق، يتساءل الباحث والمحلل السياسي الكويتي عبد الله خالد الغانم عما إذا كانت الرئاسة الجديدة لإيران (مسعود بزشكيان) قد باعت إحداثية مسكن إسماعيل هنية للجانب الإسرائيلي.

ورد الغانم في تغريدة عبر منصة إكس قائلا «رد ايران على اغتيال هنية وحده ما سيُحدد إذا ما كانت إحداثية -مسكن هنية- قد تم بيعها أو لا.. من قبل جناح الرئيس الإيراني الجديد المُنصّب يوم أمس.. جرّاح القلب الدكتور مسعود #بزشكيان والذي ينتمي للتيار الإصلاحي المنفتح على الغرب».

عبد الله الغانم: هل باع الرئيس الإيراني الجديد إحداثية مسكن إسماعيل هنية للجانب الإسرائيلي؟

وكتب المحلل السياسي الكويتي، في تغريدة عبر منصة «إكس»: «يمكن اعتبار أي رد إيراني محدود وخاضع -لقواعد الاشتباك المُنسّقة أميركياً- بين ايران و اسرائيل هو إشارة على أن الرئيس الجديد باع بشكل مرجح إحداثية -مسكن هنية لإسرائيل- مقابل خفض التوتر مع إسرائيل والأميركان وفتح آفاق تفاوضية جديدة معهما بشكل يتناسب مع توجه الرئيس الجديد #بزشكيان الليبرالي نسبياً ».

ويضيف «إذا كان الرد الإيراني موسع وغير خاضع لقواعد الاشتباك الإيرانية-الإسرائيلية و المُنسّقة سلفاً من قبل الجانب الأميركي، فيمكن اعتبار حينذاك أن عملية الاغتيال تمت بشكل -شبه مؤكد- دون تواطؤ من الرئاسة الإيرانية الجديدة»، مذكرا بأن «الرئيس الإيراني الجديد تعهد سابقاً بالانفتاح على الغرب وإصلاح علاقات ايران مع الجميع».

اقرأ المزيد:

«ذكاء اصطناعي ومصمصة شفايف».. محمد البرادعي يعلق على اغتيال هنية

كيانات غير مرخصة تهدد التعليم في مصر

البرهان يطالب السعودية وأميركا بالتدخل

أهم الأخبار