«خليجيون» تستطلع دوافع الضغوط الفرنسية على الجزائر في ملف الصحراء الغربية
يرى محللون سياسيون أن حالة التصعيد الدبلوماسي بين الجزائر وفرنسا في ملف الصحراء الغربية، هي وليدة ضغوط تمارسها باريس على الجزائر بسبب تعميق علاقتها مع روسيا مؤخرا فضلا عن موقفها الداعم للقضية الفلسطينية.
وفي خطوة تصعيدية، جاء إعلان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف أعلن الأربعاء أنّ بلاده ستتّخذ إجراءات إضافية ضدّ فرنسا ردّاً على موقف باريس الداعم لخطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية،
ويأتي موقف عطاف بعدما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في رسالة، الثلاثاء، إن فرنسا تعترف بالمقترح المغربي بخصوص الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء المغربية، في إطار السيادة المغربية كأساس وحيد لحل دائم للقضية.
تخفيض دبلوماسي
ويصف الباحث والمحلل الجزائري الدكتور عربي بومدين الإجراءات الجزائرية، بأنها «تخفيض دبلوماسي وليست قطيعة مع الإبقاء على طاقم السفارة لرعاية مصالح المواطنين الجزائريين في فرنسا» متوقعا أن حالة التهدئة قد تدوم لفترة طويلة حتى تعدل فرنسا من موقفها تجاه قضية الصحراء الغربية.
ويقول بومدين في تصريح إلى «خليجيون» إن «التدخل الفرنسي هو محاولة للضغط على الجزائر خاصة بعد تعميق علاقتها مع روسيا مؤخرًا، خاصة»، موضحا أن «ماكرون لن يستطيع أن يطلب علنا من الجزائر تخفيض علاقتها مع الروس بينما قد يمارس ضغوطا سياسية اعتقادا منه بقدرته على إرضاخ السلطات الجزائرية للرغبات الفرنسية».
وتعزز التعاون العسكري بين موسكو والجزائر مؤخرا، ففي السادس والعشرين من يوليو الماضي وصلت الفرقاطة «أميرال غورشكوف»، الأكثر تطورا في الأسطول الروسي، إلى ميناء وهران الجزائري في البحر المتوسط وترافقها الناقلة «اكاديميك باشين».
وكان الرئيس الجزائري عبد الحميد تبون قد أكّد خلال لقاء جمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في يونيو 2023 في موسكو أن «ضغوط الدول الأجنبية لن تؤثر على علاقة الصداقة بين الجزائر وروسيا»، مضيفا أن «صون استقلال الجزائر يأتي بمساعدة روسيا في تسليحنا والدفاع عن حريتنا في ظل ظروف إقليمية صعبة جدا»
ويشدد بومدين أن أزمة قضية الصحراء الغربية لا يتم فصلها بتأييد دولة بينما بقرار أممي يوقع عليه البلدان ويكون ملزم للجميع.
الصحراء الغربية
و الصحراء الغربية تمتد على مساحة 252 ألف كيلومتر على الساحل الشمالي الغربي للقارة. وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة إذ يبلغ تعداد سكانها 567 ألف نسمة وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة والبنك الدولي.
ويقول المغرب الذي يسيطر على 80% من أراضي الإقليم إن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أراضيه ولا يمانع في حصول الإقليم على حكم ذاتي على أن يظل تحت السيادة المغربية، فيما تصر جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر المجاورة على استفتاء لتقرير المصير، كما ينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991.
في حين يرجع الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع أزمة قضية الصحراء الغربية إلى «حكام البلدين (المغرب والجزائر)»، موضحا أن «التنازع القائم بينهما يعود إلى عشرات السنوات إذ فشلوا في التوصل إلى حل لهذا النزاع».
ويضيف ربيع في تصريح إلى «خليجيون» إن قضية الصحراء الغربية لا يمكن أن تحل دون الوصول إلى حلول لقضية البوليساريو الراغبين في الاستقلال عن المغرب وسط دعم جزائري لموقفهم». في حين يرى الباحث السياسي «الموقف الفرنسي هو محاولة لإشعال الفتنة الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين لكسب مصالح سياسية».
ويرجح ربيع دوافع الموقف الفرنسي إلى الرغبة في «معاقبة الجزائر لتضامنها الكامل مع القضية الفلسطينية، وفي المقابل تواصل المغرب في تطبيعها وتعزيز علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي»، على حد قوله.
القرار الفرنسي مسبق
وترى الجزائر أن القرار الفرنسي كان مبيتا، إذ وبحسب الوزير الجزائري فإنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان أبلغ نظيره الجزائري عبد المجيد تبّون على هامش قمة مجموعة السبع في يونيو بإيطاليا بالقرار الذي تعتزم باريس اتّخاذه. وأكّد عطّاف أنّ ردّ الرئيس الجزائري على نظيره الفرنسي كان «صارماً وحازماً ودقيقاً»، محذّراً من أنّ مثل هكذا خطوة “لن تسهم في إحياء المسار السياسي وإنما ستغذّي الانسداد الذي أدخلت فيه خطة الحكم الذاتي القضية الصحراوية منذ أكثر من 17 سنة».
اقرأ المزيد
ما علاقة الكويت باغتيال هنية؟ مسؤول عسكري يوضح
أستاذ قانون يعلق على سجن الكويتيين في ألمانيا.. ويوجه رسالة تحذير
بالصور.. تفاصيل قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي في أكتوبر المقبل