رغم اتصال بلينكن وزيارة وزيرين بريطانيين..

خليجيون| ما مصير الوساطة القطرية بعد اغتيال هنية؟

خليجيون| ما مصير الوساطة القطرية بعد اغتيال هنية؟
القاهرة: دينا بهاء

اتفق محللون سياسيون، استطلعت «خليجيون» آراءهم، على أن مهمة الوساطة القطرية لوقف الحرب على غزة باتت «أوصالا مقطوعة»، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، المفاوض الأبرز في الوساطة التي تتولاها مصر وقطر برعاية أميركية، رغم مكالمات وزيارات مفاجئة من مسؤولين غربيين أحيت الحديث عن تلك الوساطة.

بعد ساعات من اغتيال هنية في طهران، تلقي وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اتصالا هاتفيا من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، استعاد الحديث عن الوساطة القطرية، وكشفت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية أن« بلينكن تواصل مع المسؤول القطري في محاولة لإبقاء محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، على المسار الصحيح».

بعد مكالمة بلينكن وحديثها عن المسار الصحيح، جاءت زيارة وزيري الخارجية البريطاني ديفيد لامي، والدفاع جون هيلي. إذ أكد تطرق لقاء الوزيرين مع وزير الخارجية القطري إلى «تداعيات اغتيال هنية، ومستجدات جهود الوساطة المشتركة». حسبما ذكرت وكالة الأنباء القطرية

في اليوم نفسه، استقبلت الدوحة، وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الذي بحث مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تداعيات اغتيال هنية، في طهران، في ضوء دور القاهرة في جهود وجولات وساطة سابقة.

انتهاء المفاوضات

لكن أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور مصطفى كامل السيد يعتقد أن «الموقف أصبح أكثر صعوبة» ويوضح «عندما تقوم إسرائيل باغتيال رئيس الفريق المفاوض ورئيس الكيان الأساسي في الأزمة، هذه رسالة واضحة لإنهاء أي مفاوضات».

ويرى دبلوماسيون «أن الموقف يمكن قراءته كمحاولة إسرائيلية لجر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية، أو كرغبة من نتنياهو لتحقيق نصر يجذب تأييد الإسرائيليين، وقد يؤدي الرد القوي على مقتل هنية إلى رد مماثل من إسرائيل، ما يقود إلى حلقة مفرغة وفتح كل أبواب الجحيم» حسبما ذكرت فرانس 24.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في تصريح إلى «خليجيون» «أمام الوسطاء وفي مقدمتهم قطر مهمة صعبة، وهي اقناع الأطراف باستئناف المفاوضات» ويتوقع «صعوبة هذه المرة في محاولة إقناع حماس بمواصلة المفاوضات بعد الاغتيال الغاشم لقياداتها».

منحنى جديد

وعن دور الدوحة في المفاوضات يستكمل المحلل السياسي المصري مرجحا «أن يأخذ منحنى جديدا، وهو ما يتوقف على الطرف الذي ستتصل به من حركة حماس، ومدى تقبله لفكرة استئناف المفاوضات بعد التصعيد الأخير» ويعتقد أن «الكفة تميل إلى اختيار خالد مشعل، زعيما لحركة حماس، وإنه يُعرف عنه أن مواقفه أقل اعتدالا من إسماعيل هنية، وبالتالي ستكون محاولات إقناعه أكثر صعوبة».

مصطفى كامل السيد: من الصعب إقناع حماس بمواصلة المفاوضات بعد الاغتيال الغاشم لهنية

يرى مسؤولون في حماس أن «الخليفة الأكثر ترجيحا هو خالد مشعل، نائب هنية في المنفى والذي يعيش في قطر» وأن «حماس تحت قيادته، ظهرت كلاعب أكثر أهمية في صراع في الشرق الأوسط».

معلومات استخباراتية

ويصف المحلل السياسي الكويتي عبد الله خالد الغانم الوساطة بـ «أوصال مقطوعة» ويقول في تصريح إلى «خليجيون» إن «الاتصالات الأخيرة مع الدوحة تصنف تحت أنشطة دبلوماسية استكشافية (أميركية- بريطانية) لمعرفة خطوط الاتصال القطرية وإمكانية احتوائها للموقف العام، وفي نفس الوقت محاولة لاستكشاف بعض المعلومات الاستخباراتية وذلك من خلال تقييم الاستجابة الحمساوية عبر قناة الوسيط القطري، واستنباط المعلومات الاستخبارية من مضامين هذه الأنشطة الدبلوماسية الاستكشافية بهذا التوقيت».

عبد الله الغانم: الاتصالات الأخيرة مع الدوحة تصنف تحت أنشطة دبلوماسية استكشافية (أميركية- بريطانية)

وعن تداعيات الاغتيال يرجح المحلل السياسي الكويتي «فجوة كبيرة متوقعة بين قادة حماس على الأرض مثل القسام وبين قادة الحركة في الخارج مثل خالد مشعل وغيرهم» ويرى أن «قرار القادة داخل فلسطين الأكثر رجحانا، وليس قرار المفوضين المتواجدين بالخارج». ويتوقع الغانم «مقاربة عسكرية جديدة تتبناها كتائب القسام داخل فلسطين خلال الشهور القادمة، وستكون غير متفاعلة مع مفاوض حماس».

وتدرك الدوحة منذ اللحظات الأولى لاعلا نبأ اغتيال هنية أن مهمة وساطتها في في غزة باتت شبه مستحيلة، إذ تساءل وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ûكيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟»، في إشارة إلى اغتيال القياجي في حماس إسماعيل هنية.

ويقول الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن «المباحثات التي تقودها قطر سوف تختلف كثيرا عما كان عليه الوضع سابقا» ويوضح في تصريح إلى«خليجيون» «إسماعيل هنية كان مرنًا للغاية، وهو الذي كان يقود مسار التفاوض، وبالتالي المشهد سيتغير تمامًا بعد اغتياله».

ويوضح «المباحثات سوف تأخذ قدرًا من البطء والإختلاف والعصبية لأن الطرف الأكثر هدوءا إغتالوه، مما يضع الوسطاء أمام مهمة صعبة للغاية، ويفرض تحديات أمام جهود التوصل إلى هدنة في الصراع الحالي».

أقرأ المزيد

مباحثات أميركية-إماراتية لوقف إطلاق النار في غزة نهائيا

ما علاقة الكويت باغتيال هنية؟ مسؤول عسكري يوضح

تعرف إلى تأثير التوتر في البحر الأحمر على شركات الشحن العالمية

أهم الأخبار