حشود عسكرية أميركية جديدة بعد جنازة هنية.. هل اقترب «الثأر» الإيراني؟
بعد ساعات من تشييع جنازة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران الأربعاء الماضي، يعتزم الجيش الأميركي نشر المزيد من المقاتلات والسفن الحربية التابعة للبحرية في الشرق الأوسط، مع سعي واشنطن لتعزيز الدفاعات في أعقاب تهديدات من إيران وجماعة حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) المتحالفتين معها.
وتتأهب الولايات المتحدة لرد إيران على اغتيال إسماعيل هنيةقبل يومين، في سلسلة من الاغتيالات لقادة كبار في الحركة مع احتدام الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس. وحسب وكالة رويترز فقد وافق وزير الدفاع لويد أوستن على إرسال المزيد من سفن البحرية والمدمرات، التي يمكنها إسقاط الصواريخ الباليستية، إلى الشرق الأوسط وأوروبا. كما ترسل الولايات المتحدة أيضا سربا إضافيا من المقاتلات إلى الشرق الأوسط.
وفي حين اتهمت إيران وحماس إسرائيل باغتيال هنية وتعهدتا بالرد.ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن تلك العملية كما لم تنفها.
ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت فيصل أبو صليبا في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي «إكس»: «الساعات القادمة حرجة، الأبواب مفتوحة على كافة السيناريوهات، إسرائيل أرادت كسر هيبة إيران في المنطقة، وعدم ردها سوف يشجع إسرائيل على مزيد من الهجمات ضد المواقع النووية مستقبلاً».
الساعات القادمة حرجة، الأبواب مفتوحة على كافة السيناريوهات، إسرائيل أرادت كسر هيبة إيران في المنطقة، وعدم ردها سوف يشجع إسرائيل على مزيد من الهجمات ضد المواقع النووية مستقبلاً.
— أ.د فيصل بوصليب (@Drabusulaib) August 2, 2024
وقال البنتاغون في بيان «أمر أوستن بتعديلات على وضع الجيش الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأمريكية وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل وضمان أن الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع حالات الطوارئ المتنوعة».
تكهنات البنتاغون
وكانت هناك تكنهات بأن البنتاغون ربما لا يستبدل المجموعة القتالية لحاملة الطائرات ثيودور روزفلت في الشرق الأوسط بعد أن تستكمل انتشارها الحالي. لكن أوستن قرر إرسال حاملة الطائرات أبراهام لينكولن لتحل محلها. وذكر بيان البنتاجون أن الولايات المتحدة ستعزز استعدادها لنشر المزيد من الدفاعات الأرضية ضد الصواريخ البالستية.
وسبق أن كثف الجيش الأميركي انتشاره قبل 13 أبريل عندما شنت إيران هجوما على الأراضي المحتلة بطائرات مسيرة وصواريخ. ومع ذلك، كان من الممكن أن يشكل التهديد من حزب الله في لبنان تحديات لأي جهود من الولايات المتحدة لاعتراض أي طائرات مسيرة وصواريخ نظرا للترسانة الضخمة التي يملكها وقربه الشديد من الحدود الإسرائيلية. وفي ذلك الوقت، نجحت إسرائيل في إسقاط كل الطائرات المسيرة والصواريخ تقريبا وبلغ عددها نحو 300، وذلك بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين.
وسبق أن ناقش بايدن ناقش في اتصال هاتفي مع نتنياهو يوم الخميس نشر قوات عسكرية دفاعية أميركية جديدة لدعم إسرائيل في مواجهة تهديدات مثل الصواريخ والطائرات المسيرة، وفقما قال البيت الأبيض، فيما ذكرت سابرينا سينغ المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية في وقت سابق إن الولايات المتحدة لا تريد رؤية صراع إقليمي أوسع نطاقا وتعتقد أن التصعيد ليس حتميا. وتابعت «أعتقد أننا صريحون للغاية في رسالتنا بأننا بالتأكيد لا نريد أن نرى تصاعد التوترات ونعتقد أن هناك مخرجا هنا وهو اتفاق لوقف إطلاق النار».
استعدادات جيش الاحتلال لـ«الثأر الإيراني»
لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي قال يوم الجمعة إن البحرية الإسرائيلية استكملت في الأيام القليلة الماضية وبنجاح اختبارا لنظام اعتراض إل.آر.إيه.دي بعيد المدى المصمم لصد عدد من التهديدات بما يشمل صواريخ كروز. وأجري الاختبار في وقت ترتفع فيه حالة التأهب في إسرائيل استعدادا لهجمات محتملة من إيران ووكلائها في المنطقة.
ووسط أنباء عن استعدادات وشيكة لشن هجوم بصواريخ باليستية على إسرائيل، نفت وكالة رويترز تقارير تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الشأن. وقال متحدث باسم رويترز «أي ادعاءات بأن رويترز نشرت ما يشير إلى استعدادات وشيكة لهجوم باليستي من جانب إيران، بما في ذلك أن الأقمار الصناعية والرادارات رصدت انطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة من إيران واليمن والعراق باتجاه إسرائيل، أو أن تركيا والعراق أغلقتا مجالهما الجوي، كاذبة. رويترز لم تنشر ذلك».
ووسط هذا التوتر، أرجأت الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى إيران المقررة مساء يوم الجمعة بسبب التوترات بين إسرائيل وطهران، حسبما ذكرت وكالة الأناضول للأنباء دون تحديد مصدر هذا النبأ. وقالت الوكالة إن الرحلات الجوية المقررة إلى مدن مختلفة في إيران ستستأنف اعتبارا من صباح يوم السبت. ولم ترد الخطوط الجوية التركية على طلب للتعليق حتى الآن.
اقرأ المزيد:
تفاصيل اول اتصال بين مشعل ومسؤول خليجي بعد تشييع هنية