«خليجيون» تستطلع دلالات «صمت السعودية» بعد اغتيال هنية

«خليجيون» تستطلع دلالات «صمت السعودية» بعد اغتيال هنية
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
القاهرة: دينا بهاء

على نحو غير معهود، خيمت سحب الصمت على الموقف الرسمي السعودي حيال حادثي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة إسماعيل هنية والقيادي البارز بجماعة حزب الله فؤاد شكر، وهو ما فسره مراقبون بانه «حالة حرج سياسي»، في حين قال البعض إنه موقف سياسي واضح وصريح من أطراف الصراع.

بعد اغتيال هنية وشكر، غابت بيانات الإدانة السعودية التقليدية أو حتى المواقف المحذرة من مغبة التصعيد، وكان التحرك الوحيد على هذا المسار أكثر غموضا، حسب مراقبين، إذ تواصل وزيرا الخارجية السعودي والإبراني هاتفيا دون إعلان رسمي من جانب الرياض عن تفاصيل هذا الاتصال.

ويفسر أستاذ العلوم السياسية، الدكتور مصطفى كامل السيد، غياب السعودية عن المشهد بـ «الحرج السياسي» ويقول في تصريح إلى «خليجيون» «المملكة السعودية لها موقف واضح من القضية الفلسطينية لا ينكره أحد».

وسائل الضغط السعودية

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية أن «المملكة العربية السغودية غير موافقة على العدوان الإسرائيلي في لبنان وسوريا والضفة الغربية وغزة» ويعتبر أنها «بذلت أقصى ما تستطيع من خلال اتصالاتها بالإدارة الأميركية ونشاطها في الأمم المتحدة» ويصف ما يجرى من تصعيدات بإنه «محرج لكل الدول العربية».

يشار إلى أن موقف الرياض الوحيد تبلور في اتصال تلقاه وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الإيراني بالإنابة، علي باقري، بأعقاب إعلان اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران.

وفي حين قال الجانب الإيراني إن «بن فرحان، ندد باغتيال هنية واجراء الكيان الصهيوني ضد وحدة اراضي الجمهورية الاسلامية الايرانية، ووصف الوضع في المنطقة بالمتأزم والخطير»، وفقا لتقرير نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

لكن وكالة الأنباء السعودية الرسمية اكتفت بنشر خبر مقتضب عن الاتصال السعودي-الإيراتي قالت إنه

تناول الاتصال العلاقات الثنائية، وآخر التطورات في المنطقة».

الميل السياسي السعودي

وعن الميل السياسي لأحد أطراف الصراع لا ينكر أستاذ العلوم السياسية د.مصطفى كامل السيد أثر التحالفات السياسية في المنطقة وردود الفعل ويقول «المملكة لم تكن متحمسة لحركة حماس وأيضا حزب الله وبالتأكيد أيران أيضًا» ويلفت إلى إنها «أقرب إلى السلطة الفلسطينية داخل فلسطين، وفي لبنان هي تفضل بعض الأحزاب التي تختلف مع حزب الله» ويوضح «العلاقات السعودية- الإيرانية تحسنت مؤخرا ولكن المملكة ما زالت تعتبرها منافسة لها في الشرق الأوسط وحتى شبه الجزيرة العربية».

وفي 2023 بعد مفاوضات قادتها الصين، أعلنت إيران والسعودية استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016.

وتفاعلت عدد من الدول العربية والغربية مع اغتيال هنية ولكن أستاذ العلوم السياسية يوضح «الوضع لا يختلف كثيرًا عن المملكة العربية السعودية، خاصة أن دول كثيرة مؤثرة اكتفت بإصدار بيان». ويقول «الحكومة المصرية أكتفت بالبيان الرافض، وبالتالي كل الذي كانت ستفعله السعودية هو إصدار بيان آخر» ويرى أن «هذا هو الحد الاقصى لما تتصوره الحكومات العربية في الوقت الحاضر» ويضيف «لكن ذلك ليس مبررا للصمت».

وكانت مصر أدانت فى بيان سياسة التصعيد الاسرائيلية الخطيرة خلال اليومين الماضيين.واعتبرت أن هذا التصعيد الخطير ينذر بمخاطر إشعال المواجهة فى المنطقة، محذرة من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى.

جدل الموقف السعودي يثير جدلا في «سوشيال ميديا»

لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي بعيدة عن هذا الجدل، إذ اشتعل موقع التواصل الاجتماعي «إكس» وانتشرت آراء بعض المؤثرين على شبكات التواصل بشأن مواقف الدولة العربية، وتصدرت المملكة العربية السعودية المشهد.

الأبرز في هذا الجدل كان انتقاد حساب منسوب ااسياسي والأكاديمي الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي، في تغريدة عبر منصة «إكس» بعض التيارات السعودية التي تهاجم (هنية). وقال حساب النفيسي الوهمي في التغريدة «الشيء الذي لم يستوعبه عقلي هو لماذا فرح بعض السعوديين بوفاة اسماعيل هنية رحمة الله عليه؟ هل حرض يوما ضد السعودية؟ هل حارب السعودية؟ هل اساء يوما الى السعودية دولة وشعبا؟».

المفارقة أن التغريدة التي نالت ما يقرب من 6 مليون مشاهدة، أنطلقت من حساب وهمي يحمل اسم النفيسي ولكن حالة الجدال استمرت لساعات طويلة.

وردت عليه فجر السعيد، الإعلامية والكاتبة الكويتية، عبر تغريدة قائلة «والشيء الذي لم يستوعبه عقلي هو لماذا تُصرعلى التحرش في الشقيقه الكبرى في كل شارده ووارده؟» وتابعت «المملكة العربية السعودية شبه قارة.. وإذا فرضناً ان مر عليك في السوشيال ميديا وهذا مستحيل مليون مواطن سعودي فرحين في اغتيال صاحبك فهذا لا يعني بأن هذا موقف الدولة السعودية».

وعلق الكاتب والباحث السياسي الكويتي عبد الله الغانم في تغريدة عن الجدل بشأن موقف السعودية قائلا «مواقف السعودية مُشرفة مع قضية فلسطين وجميع قضايا العرب».

وعن حالة الجدل التي استمرت لساعات بين المؤثرين يفسر الغانم «بعد سويعات من إغتيال الراحل إسماعيل هنية بطهران في مقر إقامته بمبنى قدامى المحاربين ضد العراق 1980-1988م، كتبت تغريدة أو منشور قصير جداً نصه: (رحمه الله.. هل ضحوا به مقابل سلامة حسن)، ومع الأسف خلال سويعات هاجت وماجت حسابات الشر الإخوانية والميليشياوية وبعض الجهلة والمجهولين المسيئين لمواقف السعودية المتذرعين كذباً بأن جملة "رحمه الله" خطأ كبير ومستفز!!».

وأضاف «كانت أغلب التعليقات تنتحل الشخصية السعودية من حسابات ميليشياوية فيها إساءة وتشفّي، والهدف بالطبع غير شريف، بل محاولة لتشويه مواقف مواطني السعودية تجاه أخوتهم، مما أضطرني لحذف المنشور إحتراماً لشعب فلسطين النبيل الذي تضامن بأكمله مع عائلة الراحل هنية مع أنه منشق على سلطته ووحدته الوطنية، وغزة تدمر وتباد».

ويكمل «بلادنا يعرف القاصي والداني أن جميع سياساتها وأفعالها ومواقفها التاريخية مشرفة من كل ماهو عربي، وجميع ملوك ورؤساء وحكومات ومسؤولي الدول العربية يثنون على أدوارها منذ عشرات السنين وكل ذلك موثق. ولن يضرها من يحاول من الرعاع المجاهيل تشويه مواقفها. وهي لا تحتاج لمن يشيد بها ويعترف بفضلها فقد رفع الله قدرها وشأنها ومكانتها».

أقرأ المزيد

الاحتلال ينتهك السيادة الأردنية بطريقة غير تقليدية.. ما هي؟

وفد أمني إسرائيلي في القاهرة

الحرس الثوري يعلن تفاصيل اغتيال هنية: ضباط مخابرات رهن الاعتقال

أهم الأخبار