«جنون البقر» يصيب الذكاء الاصطناعي.. إليك القصة

«جنون البقر» يصيب الذكاء الاصطناعي.. إليك القصة
حماية الصور من الذكاء الاصطناعي
القاهرة: خليجيون

توصّل باحثون من جامعتي «رايس» و«ستانفورد» الأميركيتين إلى أنه إذ أُخضعت نماذج الذكاء الاصطناعي لتدريب متكرر باستخدام بيانات مُنتَجة أصلاً بهذه التقنية، فستبدأ بعرض محتويات متضاربة بصورة متزايدة، وهي مشكلة يتناولها عدد كبير من الدراسات العلمية.

وأظهر الباحثون أنّ الصور المُنتَجة أصبحت مليئة بعناصر غير متطابقة كلّما أضافوا بيانات «مُنتَجة بواسطة الذكاء الاصطناعي» إلى النموذج، وشبّهوا هذه الظاهرة بمرض «جنون البقر»، حسب وكالة أنباء فران برس.

جاء ذلك دراسة نماذج الذكاء الاصطناعي التي تولّد الصور، مثل «ميدجورني» و«دال-اي» و«ستيبل ديفيوجن».

كما أن النماذج القائمة على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل برنامج «تشات جي بي تي» والتي تتيح إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناءً على طلب بسيط بلغة يومية، تحتاج إلى التدريب من خلال كميات هائلة من البيانات.

وغالباً ما يتم الحصول على هذه البيانات من شبكة الانترنت التي تنتشر فيها كميات متزايدة من الصور والنصوص المُنَتَجة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ويؤدي هذا الوضع الذي يوصف بعبارة «الالتهام الذاتي» إذ يتغذى الذكاء الاصطناعي على نفسه، إلى انهيار النماذج فتصبح الأدوات مُنتجة لمعلومات غير منطقية حتى تصل إلى نتائج لا معنى لها، على ما توصّلت إليه مقالة نُشرت في مجلة «نيتشر» العلمية في نهاية يوليو.

ومع استخدام هذا النوع من البيانات الذي يُطلق عليه تسمية «بيانات اصطناعية» لأنّه مُنتَج بواسطة آلات، يقل غنى العيّنة التي تستمد منها نماذج الذكاء الاصطناعي معطياتها لتوفير إجاباتها.

فالوضع مشابه لإنشاء نسخة من صورة بتقنية المسح الضوئي ثم طباعتها. ومع تكرار النسخ والطباعة، ستفقد النتيجة جودتها حتى تصبح في النهاية غير مقروءة.

بيانات اصطناعية

وتستخدم شركات الذكاء الاصطناعي في مرات كثيرة «بيانات اصطناعية» لتدريب برامجها، بسبب سهولة الحصول عليها ووفرتها وتكلفتها المنخفضة مقارنة ببيانات ابتكرها البشر.

وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، يقول الباحث المتخصص في التقنيات الجديدة لدى جامعة موناش في أستراليا جاثان سادوفسكي، إنّ «مصادر البيانات البشرية غير المستغلة وعالية الجودة والقابلة للقراءة آلياً تصير أكثر ندرة».

ويقول ريتشارد بارانيوك، أحد معدّي المقالة المنشورة في «نيتشر»، في بيان «في حال لم تتم مراقبة الوضع على مرّ أجيال عدة، فسنكون أمام نتيجة كارثية تتمثل في متلازمة انهيار نماذج ستؤثر سلباً على جودة البيانات في الانترنت وتنوّعها».

وكما أنّ أزمة جنون البقر أثرت بشكل كبير على مجال إنتاج اللحوم في تسعينات القرن العشرين، قد تهدد شبكة الإنترنت المليئة بمحتوى مُنتَج بواسطة الذكاء الاصطناعي ونماذج تحوّلت إلى "مجنونة"، مستقبل مجال الذكاء الاصطناعي الذي يشهد ازدهاراً كبيراً وتبلغ قيمته مليارات الدولارات، بحسب هؤلاء العلماء.

يرى بعض المتخصصين الآخرين أنّ المشكلة مبالغ فيها وليست حتمية قط.

اقرأ المزيد

لماذا أهملت شركات الأدوية ابتكارات المضادات الحيوية؟

جدل حول تعامل «بي بي سي» مع فضيحة مقدمها السابق الجنسية

ملتقى عماني يطرح فرص استثمارية أمام العرب

أهم الأخبار