«خليجيون»| ما رسائل ملك الأردن إلى طهران وسط طبول الحرب؟

«خليجيون»| ما رسائل ملك الأردن إلى طهران وسط طبول الحرب؟
من لقاء الرئيس الإيراني مع الصفدي الأحد.
القاهرة: منار ابراهيم

على نحو مفاجئ، جاءت زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى طهران أمس الأحد، حاملاً رسالة من الملك عبد الله الثاني إلى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، وهي ما عدها مراقبون خطوة استباقية أردنية حيال أي تصعيد إقليمي محتمل بين إيران وإسرائيل على خلفية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الاربعاء الماضي، وسط قلق أردني المتصاعد من استخدام أراضيه «ساحة لتصفية الحسابات» بين الطرفين.

ويقول المحلل السياسي الأردني محمد ابو رمان في تصريح إلى«خليجيون» «الصفدي ذهب على جناح السرعة إلى طهران ليختبر النوايا الإيرانية فيما إذا كان هناك تفكير بهجوم يمرّ عبر الأجواء الأردنية، مما يعني أنّ الأمن الوطني الأردني أصبح ضمن دائرة التوترات والمواجهات الإقليمية».

زيارة الوزير الاردني التي لم تتعد الساعات، جاءت في خضم التوترات الإقليمية المتصاعدة إثر اغتيال إسماعيل هنية وتوقعات الرد الإيراني على إسرائيل، إذ تسعى الزيارة إلى تعزيز الحوار وتقليل التوترات، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية.

الأردن في قلب التصعيد الإقليمي

وحسب محللين، فإن التصعيد الكلامي والتحشيد المتبادل يعيدان إنتاج سيناريو هجوم إيران على إسرائيل في أبريل الماضي بإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ، ردًّا على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قنصليتها في دمشق. وقتذاك أسقط سلاح الجو الأردني عشرات الطائرات المسيرة الإيرانية التي انتهكت المجال الجوي للمملكة وكانت متجهة لإسرائيل.

في هذا السياق، كان لقاء وزير الخارجية الأردني امس مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في طهران، حيث نقل الصفدي، رسالة من ملك الاردن عبد الله الثاني إلى الرئيس الإيراني حول الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية، وفق بيان رسمي أردني رسمي.

الرئيس الإيراني بحث مع الوزير الأردني التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، وتداعيات اغتيال هنية، الذي أكد الأردن إدانته له جريمة تصعيدية نكراء وخرقاً للقانون الدولي مثلما دان العدوان على بيروت خرقاً لسيادة لبنان والقانون الدولي.

رسالتان في زيارة الصفدي إلى طهران

ويرصد المحلل السياسي الأردني محمد ابو رمان «رسالتين من وراء هذه الزيارة»، ويتوقع فحوى الرسالة الأولى في تصريح إلى «خليحيون» قائلا « الأردن ليس طرفاً في الصراع مع إيران، بل إنّه طرف في المواجهة الدبلوماسية ضد حكومة بنيامين نتيناهو، وبالتالي ما يجري تسريبه أو ترويجه من قبل حلفاء وأصدقاء لحلف الممانعة فيما يتعلق بالموقف الأردني فهو مبني على قراءة خاطئة ومختزلة وغير صحيحة لحقيقة الموقف الأردني والحسابات الأردنية».

وكانت قناة الجزيرة نقلت عن مصدر إيراني القول إن الصفدي وصل إلى طهران وهو يحمل 3 رسائل من ملك الأردن وقادة أميركا وإسرائيل، وأشار إلى أن «طهران ستبلغ الصفدي رسالتين، إحداهما للقيادة الأردنية والأخرى لأميركا وإسرائيل».

أما الرسالة الثانية من الملك عبد الله، وفق المحلل الأردني، هي أنّ «الأردن لا يقبل أن يكون مسرحاً لعمليات متبادلة، من هذا الطرف أو ذاك، وأنّ لديه السيادة الكاملة على أرضه، ولن يقبل بأي صواريخ تعبر فوق أجوائه من طهران أو العراق أو سوريا أو إسرائيل أو حتى من قبل الجيش الأميركي موجهة نحو طهران».

وكان الصفدي أكد، في تصريح إلى التلفزيون الإيراني بعد لقاء نظيره الإيراني، أن خفض التصعيد وحماية المنطقة من ويلات حرب إقليمية يبدأ بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري، ووقف إسرائيل استباحتها لحقوق الشعب الفلسطيني، وخروقاتها للقانون الدولي. قبيل الزيارة، دعا العاهل الأردني عبد الله الثاني إلى تجنّب تصعيد عسكري في الشرق الأوسط «بأي ثمن»، وذلك في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

اقرأ المزيد

تقرير دولي صادم: أطفال الفاشر على أعتاب «الموت جوعًا»

«الشرارة» يعيد ليبيا إلى مربع الإغلاقات النفطية.. ما علاقة نجل حفتر؟

أرقام رسمية: الصين تتفوق على أميركا في سوق الواردات القطرية

أهم الأخبار