طبول الحرب تحبس أنفاس الشرق الأوسط: رسائل إلى إيران.. وتربص إسرائيلي
تحبس طبول الحرب أنفاس منطقة الشرق الأوسط في خضم مخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت.
في مواجهة خطر التصعيد العسكري في لبنان، دعت السويد والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن والسعودية خلال الساعات الماضية رعاياها إلى مغادرة هذا البلد فورا، وفق وكالة فرانس برس. كما دعت باريس الفرنسيين المقيمين في إيران إلى «مغادرة البلاد موقتا». كذلك، دعت كندا رعاياها إلى «تفادي أي زيارة لإسرائيل»، وكانت طلبت نهاية يونيو من رعاياها مغادرة لبنان. والأحد أعلنت السفارة البريطانية سحب عائلات دبلوماسييها من بيروت بصورة موقتة. والتقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الأحد في طهران القائم بأعمال الخارجية الإيرانية والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
طوابير انتظار في مطار بيروت
وفي مطار بيروت تشكّلت طوابير انتظار طويلة وسادت أجواء قلق وعدم يقين بين المسافرين. وعلّقت شركات طيران رحلاتها إلى بيروت، بينها شركة لوفتهانزا الألمانية حتى 12 أغسطس، فيما مددت شركتا «إير فرانس» و«ترانسافيا فرانس» هذا الإجراء حتى الثلاثاء. وستوقف الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها اعتبارا من الاثنين، وستلغي الخطوط الجوية القطرية رحلاتها الليلية إلى بيروت حتى الإثنين. كما علقت لوفتهانزا رحلاتها إلى تل أبيب حتى 8 غسطس.
وفي إطار جهود دولية تبذل لنزع فتيل انفجار إقليمي محتمل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني عبد الله الثاني الأحد إلى تجنب تصعيد عسكري في الشرق الأوسط «بأي ثمن». كما عقد وزراء خارجية مجموعة السبع الأحد لقاء عبر الفيديو لبحث الوضع في الشرق الأوسط وعبروا عن «قلق شديد» إزاء المخاوف من حصول تصعيد، وفق ما أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني.
اتصال بلينكن بوزير الخارجية العراقي
أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فقد شدد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على «أهمية أن يتّخذ جميع الأطراف تدابير» تهدئة، وفق المتحدث باسمه. وقال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن سيجتمع مع فريقه للأمن القومي في غرفة العمليات يوم الاثنين لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط. وأضاف أن بايدن سيتحدث أيضا مع عاهل الأردن الملك عبد الله. وذكر موقع أكسيوس الإخباري الأميركي أن بلينكن أخبر نظرائه من دول مجموعة السبع الكبرى أن إيران وحزب الله قد تبدأان مهاجمة إسرائيل يوم الاثنين، نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة على الاتصال. لكن أكسيوس ذكر أن بلينكن قال إنه لم يتضح كيف ستهاجم إيران أو حزب الله، وإنه لا يعلم الموعد بدقة. وردا على سؤال بخصوص هذا التقرير، أشارت وزارة الخارجية إلى نص المكالمة حيث ورد أن الوزراء ناقشوا «الحاجة الملحة لتهدئة التوتر في الشرق الأوسط».
تصعيد إيراني-إسرائيلي
واتهمت طهران وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله إسرائيل باغتيال هنية، بعد ساعات على ضربة إسرائيلية أسفرت عن مقتل شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله. ولم تعلّق إسرائيل على اغتيال هنية الذي تعهّد القادة الإيرانيون «الثأر» له. كما توعّد حزب الله بالانتقام لمقتل شكر. وتوعّد المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي بإنزال «عقاب قاسٍ» بإسرائيل. كما توعّد الحرس الثوري الإيراني في بيان السبت إسرائيل بـ«عقاب شديد في الزمان والمكان والطريقة المناسبة». بدوره هدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بـ«ردّ آت حتماً» بعد اغتيال شكر، مشيرا إلى “معركة مفتوحة في كل الجبهات”. كذلك توعّد بالرد كل من حركة حماس والحوثيون في اليمن.
في المقابل شدّد وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد على «رفع مستوى الجهوزية على صعيد الدفاع»، وقال في بيان «نحن جاهزون للرد سريعا أو للهجوم»، مضيفا «إذا تجرّأوا على مهاجمتنا سيدفعون ثمنا باهظا». من جهته، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي «حتى الآن، اشدد على أن سياسة الدفاع لدى قيادة الجبهة الداخلية لم تتغير»، موضحا أنه يردّ بذلك على «تقارير مختلفة وشائعات» تحدثت عن وضع البلاد في حال تأهب.ومع تصاعد المخاوف، عزّزت الولايات المتحدة منظومتها العسكرية في المنطقة، ونشرت مزيدا من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية جنودها وحليفتها إسرائيل. وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر لشبكة «ايه بي سي» الإخبارية «نبذل كل الجهود لتجنّب تدهور الوضع».
اقرأ المزيد:
جدل في الكويت بسبب البصمة الثالثة