«خليجيون»| ما حقيقة «التوظيف السياسي» لنداءات المجاعة في السودان؟

«خليجيون»| ما حقيقة «التوظيف السياسي» لنداءات المجاعة في السودان؟
السودان
القاهرة: منار إبراهيم

تباينت آراء محللين بشأن مغزي المناشدات الدولية بإنقاذ السودان من «مجاعة»، خصوصا في مخيم زمزم للنازحين بالقرب من مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور الذي تشير تقارير دولية إلى أنه يواجه أزمة إنسانية طاحنة، إذ رأي فريق أن هذه الاتهامات مجرد ورقة «توظيف سياسي» للضغط على الحكومة السودانية من قبل أطراف غربية، فيما ذهب معسكر آخر إلى التأكيد أن السودان يتحرك بقوة إلى دائرة الجوع.

والأسبوع الماضي، طالب مسؤولون كبار بالأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي بتقديم المساعدة لوصول المساعدات الإنسانية إلى السودان قصد التصدي لمجاعة يعاني منها موقع واحد على الأقل في شمال دارفور، ووصفوا الوضع في السودان بـ«وصمة عار على المجتمع الدولي».

وفي حين ذكر تقرير أصدرته مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، في يوليو الماضي أن هذه منطقة مخيم زمزم تشهد «أسوأ شكل من الجوع» والذي عرف بالمرحلة الخامسة في التصنيف. وورد في التقرير أن أوضاع المجاعة في مخيم زمزم أججها الصراع «والوصول الإنساني المقيد إلى حد بعيد».

إلا أن سفير السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث محمد قال لمجلس الأمن «إذا حدثت مجاعة.. فنحن مستعدون للتعاون معكم، وسنفتح المعابر لأي مساعدات إنسانية. إنها ليست الحكومة التي أفتخر بتمثيلها هنا هي التي تمنع المساعدات الإنسانية».

ويقع مخيم زمزم في منطقة تعد آخر معقل مهم لقوات الدعم السريع في دارفور. وتحاصر قوات الدعم السريع المنطقة ولم تصل أي مساعدات إلى المخيم المترامي الأطراف منذ أشهر.

خبير سياسي يكشف حقيقة وجود مجاعة في السودان

وينتقد المحلل السياسي السوداني أُبي عزالدين عوض المدير الأسبق لإدارة إعلام رئاسة الجمهورية، والأمين العام لجمعية الصحفيين السودانيين في مصر، في تصريح إلى «خليجيون» ما تحدثت عنه الأمم المتحدة بشأن وجود مجاعة تشهدها السودان في الوقت الحالي وخصوصاً في منطقة ين السودان وتشاد.

ويلقي المحلل السوداني باللائمة على: «بعض الدول المرتبطة سابقا باستعمار افريقيا، لا زالت تساند مليشيا الدعم السريع لضمان حصتها من الذهب واليورانيوم في المنطقة بين السودان وتشاد». ويكمل: «وهذا الدعم غير المشروع بالسلاح والذخيرة للمليشيا يحتاج لمعابر حدودية (آمنة)، ولكن طيران الجيش السوداني يشكل مهددا مباشرا، ولذلك تحتاج الجهات الخارجية الراغبة في مواصلة الدعم العسكري للمليشيا، إلى ذريعة تجعلها تتحرك بأمان في المناطق الحدودية، ولإدخال الدعم العسكري داخل السودان».

شائعات وجود مجاعة في السودان

وعن مبررات التي دفعت الولايات المتحدة لإطلاق تصريحات حول وجود مجاعة في السودان، أوضح أُبي قائلاً: «لا توجد ذريعة سوى مبرر الإغاثة الإنسانية للمتضررين من حرب التمرد».

ويشير إلى أن «إعلام المنظمات التي تمولها هذه الدول وأبرزها فرنسا تساهم في الترويج لوجود مجاعة في السودان، في حين أن نفس الدول تمتنع غن إدانة مليشيا الدعم السريع وتوصيفها بالجماعة الإرهابية في مجلس الأمن».

ويلفت الأمين العام لجمعية الصحفيين السودانيين في مصر إلى «رغبة بعض الدول الطامعة في ثروات افريقيا، في التدخل الدولي تحت البند السابع، لفرض سيطرتها على الأراضي الواقعة بين السودان وتشاد، لكونها مليئة بالثروات المعدنية».

واندلعت الحرب في السودان في منتصف نيسان من العام الماضي بسبب صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقال مرصد عالمي للجوع وهو التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إن الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا في السودان والقيود المفروضة على توصيل المساعدات تسببت في مجاعة في مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور.

ورفضت الحكومة السودانية هذا التقرير، بينما أبدت روسيا شكوكها بشأنه.

حقيقة وجود مجاعة في السودان

ومن جانبه يشكك المحلل السياسي المصري الدكتور إكرام بدر الدين لـ «خليجيون» في صحة رواية الحكومة السودانية عن المجاعات في البلاد، معتبرا أنها «محاولة لتحسين الصورة العامة لتبدو الأوضاع مستقرة في السودان، بالرغم أن العالم يعرف أن هذا عكس الحقيقة».

ويوضح أن «أن رواية واشنطن صحيحة»، منوها إلى أن «السودان يرزح تحت نيران حرب أهلية، بعدما انقسم إلى شمال وجنوب، وهناك مخططات لتقسيم الشمال»، معتبرا أن المحصلة الحتمية لهذا المشهد «هو وجود مجاعات، »، ويتابع أن «دخول المساعدات أصبح أمرا مستحيلا وسط صراع بين الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع على السلطة».

أقرا المزيد:

وصلة غزل من المخرج المصري خالد يوسف إلى يحيى السنوار

تعليمات مهمة إلى قادة الجيش الكويتي بشأن التوترات الإقليمية

ابرز توقعات «الأزمات الدولية» لحكومة «أبو الفقراء» في بنغلاديش

أهم الأخبار