خطة أمنية جديدة في الخليج: منصات استخباراتية وتحالفات دفاعية
كشف تقرير غربي عن رؤية جديدة طرحتها دول مجلس التعاون الخليجي للتعاون الأمني الإقليمي تسلط الضوء على ميل دول الخليج المتزايد إلى تولي الأمن بيدها، عبر الدعم الاستخباراتي والدفاعي وتنويع التحالفات.
ويتزامن الكشف عن هذه الخطة مع تزايد المخاوف من احتمال اتساع الصراع في المنطقة ليشمل إيران بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر.
وحسب دراسة صادرة مركز كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط فإن «الخطة المقترحة تهدف إلى تمكين جميع الدول الأعضاء الست في مجلس التعاون الخليجي من حماية وإدارة حدودها بشكل أكثر فعالية»، مفصلا أنها «تشمل المكونات الملموسة للرؤية التدريبات العسكرية المشتركة ومنصات الاستخبارات المشتركة والهياكل الدفاعية المتكاملة».
وينوه كارنيغي إلى أن «العديد من دول الخليج بدأت في الاستثمار بشكل كبير في صناعاتها الدفاعية الخاصة، غالبًا من خلال الشراكات مع تكتلات الدفاع الكبرى»، منبها إلى أن «حرب الإبادة على قطاع غزة، والضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران «أعادت تعريف الاعتبارات الأمنية لدول مجلس التعاون الخليجي بشكل جذري».
ويستنتج التقرير الأميركي أن المواجهة بين إسرائيل وإيران «أبرزت الترابط بين التهديدات الأمنية عبر الحدود.إن استخدام إيران للمجال الجوي الأردني للرد على إسرائيل، إلى جانب تعطيل الحوثيين للشحن في البحر الأحمر، عزز الإدراك بأن أمن الحدود يمتد إلى ما هو أبعد من الحدود المادية، ويشمل المجال الجوي والطرق البحرية والفضاء الإلكتروني».
وينوه إلى أن «هذا النهج يمكل التحرك نحو تعزيز آليات الدفاع بين دول الخليج. وفي الوقت نفسه، تستثمر دول الخليج في الصناعات العسكرية المحلية، بما في ذلك أنظمة مراقبة الحدود والطائرات بدون طيار والأمن السيبراني»
لماذا غيرت دول الخليج سياستها الأمنية؟
ويرجع التقرير الأميركي توجه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، نحو تنويع السياسات الخارجية والدفاعية، إلى سعيها لتسريع تطور مفهوم أمن الحدود الذي تغير في عام 2019، «عندما لاحظت دول الخليج الاستجابة الأميركية الباهتة للهجمات التي شنتها الحوثيون على الأراضي السعودية»، مشيرا إلى أن بعض دول المجلس تتطلع إلى الصين للحصول على ترتيبات أمنية جديدة، مع احتفاظ دول الخليج باتفاقيات أمنية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة».
ويرصد المركز البحثي الأميركي تحديات تواجه دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديدا السعودية والإمارات وقطر، في «إيجاد التوازن بين التقارب الدبلوماسي الأخير مع إيران، وجهودها المستمرة لتطوير إطار أمني إقليمي فضفاض يشمل إسرائيل والولايات المتحدة، وجاذبيتها السياسية والاقتصادية الجديدة تجاه الصين، وبدرجة أقل روسيا».
العلاقات بين الخليج وإسرائيل
ويرى «كارنيغي» أن «التحالف الصريح مع إسرائيل من جانب دول مجلس التعاون الخليجي من شأنه أن يزيد من خطر استهدافها من قبل إيران والجماعات الموالية لإيران في المنطقة»، مبينا إلى أن «دول الخليج امتنعت عن الانحياز إلى أي طرف في المواجهة بين إيران وإسرائيل، وحثت بدلاً من ذلك على ضبط النفس
ولطالما سعى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، نحو تطبيع العلاقات مع السعودية التي تحظى برمزية وتأثير ديني كبير بالمنطقة، إذ يمكن أن تكون هذه الخطوة بمثابة «قطعة الدومينو التي يمكن أن تدفع دول العالم الإسلامي الأوسع لاتخاذ خطوات مماثلة»، وفق تعبير شبكة «سي إن إن»، غير أن رفضه إقامة دولة فلسطينية مستقلة يعرقل هذه الجهود، بحسب مراقبين.
اقرأ المزيد:
الهجمات العنصرية تدنس «قبور المسلمين» في بريطانيا