خليجيون| 3 شروط لنجاح مبادرة بايدن والسيسي وتميم
حدد سياسيون ومحللون شروط نجاح عملية استئناف المفاوضات التي دعت إليها مصر وقطر أميركا في بيانهم المشترك، على رأسها قبول إقامة حكومة فلسطينية جديدة مسؤولة عن غزة وانسحاب الاحتلال، وقطع علاقات التطبيع.
ويلفت مراقبون إلى أن تلك المحاولة تكاد تكون فاصلة في ملف المفاوضات في ظل تصاعد حدة التوترات في الشرق الأوسط وترقب نشوب ضربات متبادلة بين إيران وإسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية.
وكانت كل من قطر ومصر وأميركا دعت حماس وسلطات الاحتلال إلى استئناف محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى يوم 15 أغسطس في الدوحة أو القاهرة، وذلك عبر بيان شددوا فيه على أن الوقت قد حان لوضع حد، وبصورة فورية، للمعاناة المستمرة لسكان قطاع غزة وللمحتجزين وعائلاتهم عبر الانتهاء من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين.
وفي حين لم تعلّق «حماس» بعد على الدعوة. فقد أكد بيان لمكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إرسال «وفد من المفاوضين إلى المكان الذي سيتم الاتفاق عليه في 15 أغسطس للانتهاء من تفاصيل تنفيذ الاتفاق».
حكومة فلسطينية وانسحاب إسرائيلي
ويرى وزير الخارجية المصري الأسبق السفير نبيل فهمي أن «المطالب المصرية القطرية هي الأقرب للحلول النهائية للصراع العربي الإسرائيلي على المدى البعيد ووقف إطلاق النار بغزة على المدى القريب»، موضحا أن جهود البلدين منذ بدء العدوان على غزة أثبتت للعالم أجمع مدى قدرة مصر على اقناع الطرف الفلسطيني بقبول صفقة تحافظ على حقوقه وفي نفس الوقت تضمن لإسرائيل هدنة طويلة المدى على الأقل.
نبيل فهمي: الأزمة تكمن في رغبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالانتقام من الشعب الفلسطيني
ويقول فهمي في تصريح إلى «خليجيون» إن «الأزمة تكمن في رغبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالانتقام من الشعب الفلسطيني عبر استغلال هجوم المقاومة في السابع من أكتوبر بتنفيذ مخططات الاستيطان والتوسعة الإسرائيلية في الضفة الغربية وشن حملات اعتقالات تطال فلسطينيين سواء في القدس أو الضفة».
ويعتبر وزير الخارجية المصري الأسبق أن «إنهاء الحرب في غزة يفرض على الجميع القبول بحكومة فلسطينية جديدة ترعى أرض فلسطينية بعد الاتفاق على حل الدولتين إلى حدود 67»، مشيرا إلى أن «المطامع الإسرائيلية تعرقل هذا الحل».
وجاء بيان قادة مصر وقطر والولايات المتحدة بالتزامن مع تصاعد حدة التوترات في الشرق الأوسط عقب اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران الأسبوع الماضي، بعد يوم واحد من ضربة جوية إسرائيلية في بيروت أدت إلى اغتيال فؤاد شكر القائد العسكري الكبير في حزب الله اللبناني، واغتيال سامر الحاج المسؤول الأمني في مخيم عين الحلوة.
الفرصة الأخيرة
ويصف أستاذ العلوم السياسية المصري الدكتور مصطفى كامل السيد الدعوات القطرية المصرية الأميركية بأنها «االفرصة الأخيرة في مرحلة المفاوضات بعد فشل المحادثات الأخيرة في التوصل إلى نتائج ترضي الطرفين خاصة في ظل إصرار الاحتلال الإسرائيلي على نزع سلاح المقاومة الفلسطينية واستمرار قواته بها لإنهاء فكرة المقاومة نفسها».
ويبدى كامل السيد دهشته في تصريح إلى «خليجيون» من مشاركة الولايات المتحدة الأميركية البيان المصري القطري، متسائلا:« كيف تطالب أميركا بوقف إطلاق النار وهي الداعم العسكري الأول لإسرائيل؟».. وتابع:«ليس من الطبيعي أن يقتل عشرات الآلاف بأسلحة أميركية ثم يشارك بايدن في مبادرة.
ويشدد أستاذ العلوم السياسية على ضرورة «اتخاذ موقف عربي دولي يوقف الحرب في غزة، عبر التصعيد الدبلوماسي وقطع علاقات التطبيع كإجراء أولي ليكون بداية لإجراءات إضافية اقتصادية وسياسية أخرى».
مصطفى كامل السيد: كيف تطالب أميركا بوقف إطلاق النار وهي الداعم العسكري الأول لإسرائيل؟
ومطلع يونيو الماضي، طرح الرئيس الأميركي جو بايدن صفقة عرضتها عليه إسرائيل لوقف القتال و«الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين بغزة، وقبلتها حماس وقتها». لكن نتنياهو أضاف شروطا جديدة اعتبرها كل من وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، ورئيس الموساد ديفيد برنيع، أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.
ويوم الجمعة، ذكرت شبكة (سي.إن.إن)أن الولايات المتحدة ستقدم 3.5 مليار دولار لإسرائيل لإنفاقها على أسلحة ومعدات عسكرية أميركية، وذلك بعد شهور من تخصيص الكونغرس لتلك الأموال. ونقلت الشبكة الإخبارية عن مسؤولين مطلعين أن وزارة الخارجية أبلغت المشرعين مساء الخميس أن إدارة الرئيس جو بايدن تنوي الإفراج عن ذلك التمويل العسكري لإسرائيل، مشيرة إلى أن الأموال تأتي ضمن مشروع قانون التمويل التكميلي البالغ 14.1 مليار دولار لإسرائيل والذي أقره الكونغرس في أبريل نيسان.
اقرأ المزيد
«خليجيون» ترصد أبرز مواقف الكويت من التصعيد بين إيران وإسرائيل