«خليجيون»| ما دلالات دخول السيستاني على خط التحذيرات الإقليمية؟
في ظهور إعلامي نادر، جاء تحذير آية الله علي السيستاني، المرجع الشيعي الأعلى في العراق، من تصاعد التوتر في الشرق الأوسط إثر اغتيال قادة ينتمون إلى حركة حماس وجماعة حزب الله اللبنانية، تزامنا مع إدانة مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين بمدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد نحو 100 فلسطيني.
البيان الصادر عن مكتب أعلى مرجعية شيعية في العراق، أمس السبت، أثار انقسام مراقبين، بين فريق عده «سالة تهدئة للبحث عن حل سياسي تجنبا لمخاطر التصعيد في المنطقة»، وآخر رأى في تلك الإطلالة المفاجئة «رسالة تحذير ضمنية أخيرة تستبق التصعيد من قبل حلفاء طهران في المنطقة».
آية الله علي السيستاني يحذر إسرائيل من ارتكاب المجازر
السيستاني، وعقب مجزرة غزة، دعا «العالم - مرة أخرى - للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع، والشعوب الإسلامية.. .إلى التكاتف والتلاحم للضغط باتجاه وقف حرب الإبادة في غزة». مشيرا في الوقت نفسه إلى «عمليات اغتيال غادرة استهدفت قيادات بارزة في مقاومة الاحتلال وأدت إلى استشهاد عدد منهم، وقد خرق بها سيادة عدد من دول المنطقة»، محذرا من أنها «زادت بذلك مخاطر وقوع مصادمات كبرى فيها تتسبب لو حدثت، لا سمح الله، في نتائج كارثية على مختلف دول هذه المنطقة وشعوبها».
خليجيون تستوضح دلالات تحذيرات السيستاني لإسرائيل
ويرى غازي فيصل مدير مركز العراق للدراسات الاستراتيجية، أن دخول السيستاني على خط التحذيرات لإسرائيل من التمادي في أفعالها الإجرامية تجاه الشعب الفلسطيني، يتماشى مع موقف دولي للعديد من الرؤساء والزعماء، قائلاً: «موقف السيستاني ينسجم مع موقف الأمم المتحدة، والرسالة التي وجهها بايدن، وعبد السيسي وتميم بن حمد، بالدعوة إلى العودة إلى التفاوض لاستكمال مشروع وقف الحرب وبناء السلام وإعادة بناء غزة، وتعويض الشعب الفلسطيني الذي تعرض للدمار».
ويوم الخميس دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأميركي جو بايدن، في بيان مشترك، إسرائيل وحركة (حماس) إلى استئناف المفاوضات حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يوم 15 أغسطس في الدوحة أو القاهرة.
ويوضح غازي فيصل في تصريح إلى «خليجيون»: «لموقف والبيان الصادر من السيد السيستاني يعزز من الاتجاه الأخلاقي ومرجعية، أتجاه الشعب الفلسطيني، اللي هي قضية إنسانية ودولية، فالعديد من الدول غيرت موقفها نحو القضية وبدأت البعض منهم بالاعتراف بدولة فلسطين».
لكن محللين يأخذون بعين الاعتبار التصعيد المحتمل بين إيران وإسرائيل إثر اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر.
ويقول محلل عراقي، تحفظ على ذكر اسمه، في تصريح إلى «خليجيون» إن رسالة السيستاني، وإن كانت تميل إلى الحل السياسي، فإنها تضع خيار التصعيد على الطاولة، خصوصا من جانب حلفاء إيران في العراق.
الأسبوع الماضي، تعرضت قاعدة عين الأسد الأميركي في العراق لإطلاق صواريخ، مما أسفر عن إصابة عدة أميركيين، وذلك بعد أيام من مقتل 4 أشخاص في غارة أميركية بالعراق.
اقرأ المزيد:
أشلاء أطفال وحطام منازل.. مشاهد مرعبة من «مجزرة الفجر» في غزة
تركي آل الشيخ: الخليج سيكون «بعبع» الترفيه في العالم
3 مرشحين لرئاسة تونس بينهم قيس سعيد.. من هم أبرز المستبعدين؟