«الشكوك» تعيد حسابات المستهلكين والشركات في أميركا

«الشكوك» تعيد حسابات المستهلكين والشركات في أميركا
رجل يمسك بفواتير باحد المتاجر بأميركا.أرشيفية
القاهرة: خليجيون

ألقت حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد في الولايات المتحدة بظلالها على المستهلكين والشركات من جميع الأحجام وهم يحاولون التخطيط واتخاذ قرارات بشأن الانفاق.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إنه «حتى وقت قريب، بدا الأمر وكأن الولايات المتحدة تتجه نحو الهبوط الناعم، من خلال الحد من التضخم عن طريق تهدئة وتيرة النمو الاقتصادي لخفض التضخم دون التسبب في الانزلاق إلى براثن الركود، مشيرة أن التضخم أخذ المسلك الهبوطي، في حين ظل التوظيف حينها مرتفعا والنمو مستقرا»، حسب وكالة الأنباء القطرية.

الأحداث الأخيرة قوضت الثقة

وتابعت إلا أن الأحداث الأخيرة قوضت الثقة في هذه التوقعات، حيث أثار بعض خبراء الاقتصاد احتمالات الركود، وقال آخرون إن بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) يحتاج إلى خفض أسعار الفائدة بسرعة أكبر لتجنب حدوثه.

وذكرت أن العديد من الشركات الأمريكية تعاني من تراجع الطلب من جانب المستهلكين، مضيفة أن هذه الأنباء السيئة من هذه الشركات تأتي في الوقت الذي يقيم فيه خبراء الاقتصاد ما إذا كان تباطؤ التوظيف وارتفاع معدلات البطالة مؤخرا، والذي هز أسواق الأسهم مؤقتاً قد يشكلان خطوة نحو الركود، أم أنه إشارة إلى حالة من الذعر المؤقت.

بيد أن الصحيفة ترى أن هذه الإشارات المختلطة وهبوط معدلات الرهن العقاري إلى أدنى مستوياتها لأكثر من عام، وانخفاض طلبات الحصول على إعانات البطالة، قد أدى إلى تبديد بعض المخاوف بشأن سوق العمل وأدى إلى ارتفاع أسعار الأسهم يوم الخميس الماضي.

توقعات بخفض الأسعار

ونوهت أن خبراء الاقتصاد يتوقعون على نطاق واسع أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في سبتمبر، مشيرة أنه وحتى ذلك الحين، ستتخذ الشركات والمستهلكون العاديون عددا لا يحصى من القرارات المتعلقة بالتخطيط والانفاق.

ونسبت وول ستريت جورنال الى فينير بهانسالي، مؤسس «لونج تيل ألفا»، وهو صندوق تحوط بولاية كاليفورنيا القول «أنه من الصعب أن يرون ما سيحدث في المستقبل القريب، مضيفًا أن كل شيء يحدث ببطء، ثم يكون فجأة».

واردف بهانسالي قائلا إنه بالنسبة للعديد من الأميركيين، فإن المخاوف بشأن التباطؤ والقلق بشأن وظائفهم قد تفوق فوائد خفض مدفوعات الفائدة.

إنفاق المستهلكين يشكل نحو ثلثي الاقتصاد الأميركي

ولفتت الصحيفة الى أن إنفاق المستهلكين يشكل نحو ثلثي الاقتصاد الأمريكي، وعندما يتراجع المستهلكون، فقد يترتب على ذلك تأثيرات كبرى على الشركات، والتي قد تقوم بدورها بخفض تكاليف الإنتاج عن طريق تسريح العمال.

ونقلت الصحيفة عن استطلاع قامت به جامعة ميشيغان، مؤخرا، أن معنويات المستهلكين، على الرغم من أنها أعلى بكثير من أدنى مستوى تاريخي في منتصف عام 2022، فإنه لا يزال هناك حذر، لما تؤدي إليه الأسعار المرتفعة من التأثير في الشعور العام، وخاصة بالنسبة للأشخاص ذوي الدخل المنخفض.

ونقلت الصحيفة عن نانسي لازار، كبيرة خبراء الاقتصاد العالمي في «بايبر ساندلر»، وهي شركة استثمارية تقدم خدمات مالية، القول إن ثقة المستهلكين من ذوي الدخل المتوسط «دخلت مرحلة الركود، حتى أننا بدأنا نشهد معاناة المستهلكين من ذوي الدخل المرتفع».

كما نسبت لكينيث موراي رئيس «هوثبن بيرسون الدولية»، التي تصنع الآلات، أن الموظفين يعملون أربعة أيام في الأسبوع هذا الشهر بأجر مخفض، في انتظار العودة إلى جدول العمل المكون من خمسة أيام في سبتمبر المقبل. وأضاف ليست هناك رغبة لدفع الأموال حتى تتم معرفة إلى أين تتجه الرياح، مشيرا أن الطلبات عند أدنى مستوى لها.

من جانبها، ذكرت وكالة بلومبيرغ الاخبارية الاقتصادية أن أغلبية كبيرة من خبراء الاقتصاد قامت باستطلاع آرائهم، أشاروا إلى انخفاض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية فقط في سبتمبر، وهي النتيجة التي تتعارض مع دعوات بعض البنوك الكبرى في «وول ستريت» لخفض كبير في الاجتماع المقبل.

ومضت الوكالة تقول أن ما يقرب من أربعة أخماس الخبراء الاقتصاديين توقعوا أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة إلى نطاق يتراوح بين 5 بالمئة و5.25% في اجتماعه يومي 17 و18 سبتمبر المقبلين، مع توقع معظم الباقين خفضا أكبر.

صناع السياسات في بنك الاحتياطي

وأشارت أن صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي لم يروا حاجة في اتخاذ إجراءات قوية في أعقاب تقرير الوظائف الأضعف من المتوقع لشهر يوليو الماضي، عندما تباطأ التوظيف بشكل ملحوظ وارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوى له لما يقرب من ثلاث سنوات.

وتابعت أن بعض البنوك الكبرى في «وول ستريت»، بما في ذلك «جي بي مورغان» و«سيتي جروب»، توقعوا تحركا بنصف نقطة في الشهر المقبل. إلا أن «بلومبيرغ» ذكرت أن هناك إجماع بين خبراء الاقتصاد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتحرك بتحرك أصغر بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماعاته في سبتمبر ونوفمبر وديسمبر المقبلة، وفي الربع الأول من عام 2025.

اقرا المزيد

ظاهرة نادرة في سماء قطر بهذا التوقيت

سور المعكازين.. حكاية دَكَّة تطل على إسبانيا باستحياء

ترامب يثير غضب سيلين ديون

أهم الأخبار