خليجيون| لماذا طال انتظار الرد الإيراني على إسرائيل؟
يرجع مراقبون ومتابعون للشأن الإيراني أسباب تأخر طهران في توجيه ضربة للاحتلال الإسرائيلي ردا على اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها، إلى عدة اعتبارات، منها التخوف من ردود الفعل الأميركية والأوروبية، علاوة على رسم خطة محكمة تجنب طهران عواقب لا تتحملها، وكذلك كسب وقت للحصول على إمدادات دفاعية روسية.
ورفضت إيران محاولات الدول الغربية، لإقناعها بالعدول عن توجيه ضربة عسكرية لإسرائيل، إذ أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الثلاثاء 13 أغسطس، رفض بلاده البيان الثلاثي للترويكا الأوروبية، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الصادر الاثنين 12 أغسطس، الذي حذر إيران من مهاجمة إسرائيل.
حسابات إيران معقدة
ويفسر الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي، تأخر الرد الإيراني بما اعتبره «حسابات إيران المعقدة» موضحا أن «طهران ترفض التسرع في توجيه ضربة قد تفتح عليها ردود فعل دولية قوية متوقعة، أخذا في الاعتبار البيان الأوروبي الاخير، فضلا عن التحرك العسكري الأميركي عبر حاملات طائرات وغواصة في المنطقة».
ويقول الشوبكي في تصريح إلى«خليجيون»إن «إيران تقيم حساباتها بحذر وتدرك جيدا أن «أي ضربة ستوجهها سيكون لها ثمن، فهي لا ترغب في ضربة استفزازية وفي الوقت نفسه تريد حفظ ماء وجهها».
ومؤخرا أعلنت واشنطن إرسال غواصة نووية، وحاملة طائرات إلى الشرق الأوسط، تحسبا لهجوم إيراني على إسرائيل، إذ أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بنشر حاملة الطائرات (يو إس إس أبراهام لينكولن)، وغواصة الصواريخ (يو إس إس جورجيا)، التي تعمل بالطاقة النووية، والمسلحة بصواريخ كروز النووية، بعد مكالمة هاتفية بينه وبين نظيره الإسرائيل يوآف جالانت.
انتظار الأسلحة الروسية
فيما يرى الباحث في الشأن الإيراني هاني سليمان، أن إيران تملك رغبة في الرد بشكل بما يتناسب مع «حجم الإهانة»، ولكنها تضع ترتيبات ما قبل الرد أولا عبر تجهيز قواتها من خلال الاستعانة بأسلحة الدب الروسي كمنظومة الدفاع المتطورة S400 ومقاتلات سوخوي والتي من خلالها يتم الدفاع عن محيطها ضد أي هجوم محتمل.
وأيضا يفسر سليمان في تصريح إلى «خليجيون» تأخر الرد الإيراني بالانشغال في «تجهيز الجبهات بالتنسيق مع حزب الله في لبنان ومجموعات مساحة حليفة في العراق بالتوازي مع استعداداتها من خلال تحريك بعض القطع البحرية، وإعداد بعض منصات الصواريخ فضلا عن التحركات التكتيكي في الداخل السوري».
وفي الخامس من أغسطس الجاري زار وفد روسي برئاسة سيرغي شويغو، أمين مجلس الأمن القومي الروسي، إيران، والتقى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، وبحث الوفد مجالات التعاون والوضع الأمني في الشرق الأوسط.
في هذه الأثناء يبدي محللون اتفاقا على محدوية حجم الضربة الإيرانية وضعف تأثيرها المحتمل، فيما ذكرت وكالة مهر للأنباء يوم الثلاثاء إن إيران تجري تدريبات عسكرية في شمال البلاد.
إيران تخشى الرد الأميركي
ويستبعد الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية د.عمرو الشوبكي أن تتوسع إيران في حجم ضربتها ضد إسرائيل مما يعرضها لخطر المواجهة المباشرة مع القوات الاميركية، متوقعا أن «يكون الرد الإيراني ذو طبيعية مختلفة عبر استهداف مقر للمخابرات وستحرص ألا يكون الرد واسع يؤدي إلى اندلاع حرب».
وفق هذا التقدير، يرجح الشوبكي أن ترد إسرائيل على «الهجوم الإيراني الغير قوي» باستهداف قيادات الصف الأول من الحرس الثوري أو منشئات حيوية ولكنها لن تصل إلى رد الفعل على عملية طوفان الأقصى في غزة».
واخيرا، قد يكون السيناريو الأخير هو عدم وقوع الضربة الإيرانية، مع ترقب احتمالية وقف إطلاق النار في غزة بعد محادثات 15 أغسطس المرتقبة، وهو ما أكده مسؤول أمني إيراني لوكالة «رويترز» الثلاثاء، لكن الباحث في الشأن الإيراني هاني سليمان ينبه إلى ان «عدم الرد على اغتيال هنية قد يؤثر على وضعها أمام تلك المجموعات التي تدعمها سواء في لبنان أو العراق أو اليمن أو سوريا».
اقرأ المزيد
حماس تقصف تل أبيب بـ«صاروخين»تراجع شبه جماعي للبورصات الخليجية.. و«أرامكو» تقود الاستثناء