سيناريو إيراني: هل يعاود محمد بن سلمان معاداة طهران في ولاية ترامب؟
توقع مركز أبحاث إيراني هدوء إقليميا بين دول الخليج، وفي مقدمتها الرياض تحت القيادة الفعلية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وإيران حتى مع سيناريو فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل.
وقال مركز ستيمسون الإيراني للدراسات الإستراتيجية «حتى لو عاد ترامب إلى الرئاسة، فإن دول مجلس التعاون الخليجي لا تبدو حريصة على العودة إلى عصر الأعمال العدائية الإقليمية القصوى، ومن المرجح أن تدفع نحو تعزيز الدبلوماسية الإقليمية».
وتحسنت العلاقات الخليجية- الإيرانية عقب اتفاق تاريخي بين طهران والرياض في مارس من العام الماضي، بوساطة صينية، لاستعادة العلاقات الدبلوماسية، بعد سبع سنوات من التوتر الدبلوماسي والعسكري في المنطقة مع دعم كل منهما لأطراف إقليمية مختلفة.
ورغم أن التقرير الصادر عن ستيمسون يرى أن «الانفراج الحالي مع إيران هش»، لكنه يرجح «عزم جميع اللاعبين الإقليميين على الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية، إن لم يكن توسيعها».
وقال «الأمر الأكثر أهمية هو أن أي دولة في المنطقة لا تريد أن تجر إلى حرب أخرى. وهذا يحفز على حل القضية النووية الإيرانية فضلاً عن التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة».
منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية في طهران، تحاول دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة عُمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، منع تصعيد الصراع في غزة، وفق المركز البحثي الإيراني.
وعقب اغتيال هنية انخرط مسؤولون من دول مجلس التعاون الخليجي وإيران في العديد من المكالمات الهاتفية والمناقشات الثنائية، بما في ذلك في قمة طارئة عقدتها منظمة التعاون الإسلامي في جدة في السابع من أغسطس، وهو الاجتماع الذي تم الدعوة إليه بناءً على طلب إيران.
اللاعبون الإقليميون في الشرق الأوسط وإيران
وعن دور اللاعبين الإقليميين يشير التقرير إلى « إدراك خليجي جماعي بأن أجندات التنمية الطموحة والرؤى الوطنية لا يمكن أن تنجح في ظل الصراعات العسكرية في الخليج». ويقول إن «الرواية الغربية حول التحالف الرسمي المناهض لإيران تتعارض مع تصريحات وأفعال دول مجلس التعاون الخليجي».
ويشرح بالقول «بالنسبة للمملكة العربية السعودية، وكذلك البحرين والإمارات العربية المتحدة، فإن التطبيع مع إسرائيل مرتبط بتوسيع نطاقها الاستراتيجي، وتوسيع الشراكات الأمنية والاقتصادية، وتحقيق حل للقضية الفلسطينية، وليس بالضرورة لمواجهة إيران».
شكوك خليجية في الرئيس الإيراني
في المقابل، ينوه تقرير ستيمسون إلى أن «جيران إيران العرب متشككون في قدرة الرئيس الإيراني الجديد على تعديل السياسة الخارجية الإيرانية، وخاصة دعمها للفصائل المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط».
ويتابع «سعت إيران باستمرار إلى تحسين العلاقات مع جيرانها العرب في حين دعمت حلفائها المسلحيت الذين خلقوا قلقًا كبيرًا بين هؤلاء الجيران أنفسهم» بحسب وصفه.
ويشير التقرير إلى دور البرلمان الايراني المحافظ في سير الأحداث الخارجية ويؤكد «حتى لو كان بيزيشكيان يهدف إلى الحكم كإصلاحي، فقد يمنع البرلمان المتشدد الوزراء الإصلاحيين أو أجندة السياسة الخارجية الأقل أيديولوجية».
ويتوقع التقرير أن «يفوز عباس عراقجي، الذي شغل منصب النائب الأول لظريف، بالتأكيد ليصبح وزير الخارجية الإيراني القادم» وينوه إلى أن «نهج عراقجي تجاه المنطقة يشبه إلى حد ما نهج ظريف، ولكن مع علاقات أوثق مع الحرس الثوري الإيراني وأعباء سلبية أقل محليًا».
علاقات دول مجلس التعاون الخليجي
كما يرجح المركز البحثي الإيراني أن يحاول الرئيس الإيراني الجديد بيزيشكيان تعزيز العلاقات مع جيران إيران العرب، وإحباط المحاولات المحتملة لإنشاء تحالف مناهض لإيران، والسعي بنشاط إلى الدبلوماسية الاقتصادية والتكامل الإقليمي» وبضيف «قبل أيام من تنصيبه، كتب في مقال نُشر باللغة العربية: (أمد يد الصداقة والأخوة إلى جميع جيران ودول المنطقة لإطلاق حركة حقيقية وجادة في عملية التعاون).
اقرأ المزيد
ما سبب استقالة رئيس صندوق مصر السيادي؟
خارج أروقة المفاوضات.. قطر تطلع إيران على مستجدات الوساطة في غزة
قيادي بمنظمة التحرير يكشف لـ«خليحيون» توقيت ذهاب عباس إلى غزة