مفاوضات «بناءة» وسط حمام دماء في غزة.. ننشر آخر تفاصيل جولة الدوحة
يستأنف مفاوضون في العاصمة القطرية الدوحة مرة أخرى اليوم الجمعة جولة وساطة وصفها مصدر أميركي بانها «بناءة» في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدنيين في القطاع الفلسطيني.
تعقد المحادثات، وهي محاولة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وإراقة الدماء في قطاع غزة وإطلاق سراح 115 من المحتجزين الإسرائيليين والأجانب هناك، في الوقت الذي بدت فيه إيران على وشك الرد على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية في طهران يوم 31 يوليو.
وقال مسؤولون بالقطاع الطبي في غزة على نحو منفصل يوم الخميس إن عدد الشهداء هناك تجاوز 40 ألفا بعد أكثر من عشرة أشهر من العدوان.
وكشف مسؤولون قطريون وأميركيون أن جولة المفاوضات بدأت يوم الخميس وتقرر استئناف المحادثات يوم الجمعة لليوم الثاني. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إن الاجتماع بين الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين مع فريق التفاوض الإسرائيلي، والذي بدأ في وقت سابق اليوم في الدوحة لا يزال مستمرا وسيستمر اليوم.
وتابع الأنصاري في بيان الخميس، إن الوسطاء حازمون في التزامهم بالمضي قدمًا في مساعيهم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، من شأنه تسهيل إطلاق سراح الأسرى والتمكين من دخول أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى غزة.الأخبار
محادثات «بناءة» في قطر
وذكر مسؤول أميركي مطلع على المناقشات في الدوحة، رفض الكشف عن هويته، لرويترز إن محادثات الخميس كانت «بناءة». وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في الولايات المتحدة جون كيربي لصحفيين في البيت الأبيض «هذا عمل حيوي. يمكن التغلب على العقبات المتبقية، وعلينا إتمام هذه العملية».
وفي الوقت نفسه، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة. وقال مسؤولون بالقطاع الطبي في غزة إن ستة فلسطينيين على الأقل قتلوا مساء الخميس في غارة جوية إسرائيلية على منزل في جباليا بشمال القطاع. وفي وقت سابق، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أهدافا في مدينتي رفح وخان يونس الجنوبيتين.
وفي بيان صدر في وقت متأخر من يوم الخميس على تيليجرام، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران إن استمرار عمليات إسرائيل يشكل عقبة أمام التقدم نحو تحقيق وقف إطلاق النار.
وذكر أن المحادثات يجب أن تتحرك نحو تنفيذ اتفاق إطاري تم الاتفاق عليه سابقا وتحقيق وقف إطلاق نار كامل وانسحاب القوات الإسرائيلية وعودة النازحين الفلسطينيين وصفقة تبادل الأسرى.
وأضاف بدران «الحركة تنظر إلى مفاوضات الدوحة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى من منظور استراتيجي يهدف لإنهاء العدوان على غزة».
موقف حماس من مفاوضات الدوحة
ولم ينضم مسؤولون من حماس إلى محادثات الخميس. وقال المسؤول لرويترز إن الوسطاء يعتزمون التشاور مع فريق حماس التفاوضي بالدوحة بعد الاجتماع.
وقال مسؤولون بقطاع الدفاع إن الوفد الإسرائيلي يضم رئيس المخابرات دافيد برنياع ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار ومنسق ملف الرهائن في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون.
ويمثل مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز ومبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط بريت ماكجورك واشنطن في المحادثات التي دعا إليها رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كما يشارك عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية في محادثات الدوحة.
ومع إرسال سفن حربية وغواصات وطائرات حربية أمريكية إلى المنطقة للدفاع عن إسرائيل وردع أي هجوم محتمل، تأمل واشنطن أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى منع اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا.
وتتبادل كل من إسرائيل وحماس إلقاء اللوم على بعضهما البعض في الفشل في التوصل إلى اتفاق، لكن لم يستبعد أي من الجانبين التوصل إلى اتفاق.
وقال مصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي يوم الأربعاء إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سمح بقدر كبير من التصرف في التعامل مع بعض نقاط الخلاف الجوهرية.
وتتضمن نقاط الخلاف وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والترتيب الزمني لإطلاق سراح الرهائن والقيود المفروضة على الوصول إلى شمال قطاع غزة.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن عدد القتلى الذي ذكرته وزارة الصحة في غزة والذي يتجاوز 40 ألفا «علامة فارقة مروعة للعالم». وأضاف في بيان من جنيف «هذا الوضع الذي لا يمكن تصوره سببه إلى حد كبير عدم امتثال قوات الدفاع الإسرائيلية لقواعد الحرب».
وفي الفترة التي سبقت محادثات يوم الخميس، أبلغت حماس، التي ترفض أي تدخل أميركي أو إسرائيلي في سيناريوهات «اليوم التالي» للحرب في غزة، الوسطاء أنه إذا قدمت إسرائيل مقترحا «جادا» يتماشى مع مقترحات الحركة السابقة، فإنها ستواصل المشاركة في المفاوضات.
وقال القيادي الكبير في حماس سامي أبو زهري لرويترز يوم الخميس إن الحركة ملتزمة بعملية التفاوض وحث الوسطاء على ضمان التزام إسرائيل بالمقترح الذي وافقت عليه حماس في أوائل يوليو، والذي قال إنه سينهي الحرب ويتضمن الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
اقرأ المزيد
ما سبب استقالة رئيس صندوق مصر السيادي؟
قيادي بمنظمة التحرير يكشف لـ«خليحيون» توقيت ذهاب عباس إلى غزة