انخفاض اسعار النفط العالمية مع توقعات بمكاسب اسبوعية

انخفضت أسعار النفط العالمية في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الجمعة، إذ هبطت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 16 سنتًا، أو 0.2%، إلى 80.88 دولارًا للبرميل.

تراجعت أسعار نفط العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي (WTI) بمقدار 23 سنتًا، أو 0.3%، إلى 77.93 دولارًا للبرميل، وفق وكالة رويترز.

وعلى الرغم من هذه الانخفاضات، فإن كلا المعيارين على استعداد لتحقيق مكاسب أسبوعية ثانية على التوالي، إذ من المقرر أن يرتفع خام برنت بنحو 1.6% ومن المتوقع أن يرتفع خام غرب تكساس الوسيط بنحو 1.5% على مدار الأسبوع.

بيانات أميركية مشجعة

كان الارتفاع الأخير في أسعار النفط مدفوعًا إلى حد كبير ببيانات اقتصادية مشجعة من الولايات المتحدة. ففي يوم الخميس، أعلنت وزارة التجارة الأميركية عن زيادة بنسبة 1% في مبيعات التجزئة لشهر يوليو، وهو تحسن كبير مقارنة بتوقعات السوق بزيادة بنسبة 0.3%.

ويعكس هذا الأداء الأقوى من المتوقع في مبيعات التجزئة بيئة إنفاق استهلاكي قوية، وهو أمر بالغ الأهمية للنمو الاقتصادي والطلب على النفط.

بالإضافة إلى ذلك، أشار انخفاض طلبات إعانة البطالة الجديدة إلى سوق عمل مرنة، مما عزز ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأميركي.

ساعدت هذه البيانات الاقتصادية الإيجابية في تخفيف المخاوف بشأن تباطؤ حاد في النشاط الاقتصادي، وبالتالي دعم أسعار النفط.

المخاطر الجيوسياسية والسوقية

وسط التفاؤل الاقتصادي، تولي أسواق النفط أيضًا اهتمامًا وثيقًا بالتطورات الجيوسياسية. وقد تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط بعد اغتيال زعيم المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، مما أثار مخاوف بشأن إجراءات انتقامية محتملة من إيران. وقد تؤدي مثل هذه المخاطر الجيوسياسية إلى تعطيل إمدادات النفط أو التأثير على معنويات السوق، مما يضيف عنصرًا من عدم اليقين إلى توقعات أسعار النفط.

لا تزال توقعات الطلب على النفط مختلطة. ففي الولايات المتحدة، أظهرت مخزونات الخام زيادة غير متوقعة في وقت سابق من هذا الأسبوع، مما يشير إلى طلب أضعف من المتوقع.

ويشير هذا التراكم في المخزونات إلى أن العرض يفوق الاستهلاك، وهو ما قد يفرض ضغوطاً هبوطية على الأسعار.

في الصين، أحد أكبر مستهلكي النفط في العالم، كان هناك انخفاض ملحوظ في معدلات معالجة الخام من قبل المصافي.

ويعزى هذا التخفيض إلى ضعف الطلب على الوقود، مما يعكس تحديات اقتصادية أوسع نطاقاً ويساهم في المخاوف العالمية بشأن استهلاك النفط.

توقعات أوبك المعدلة

عدلت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) توقعاتها للطلب لهذا العام، مشيرة إلى توقعات أكثر ليونة لاستهلاك النفط الصيني. ويسلط هذا التعديل الضوء على التحديات المستمرة في سوق النفط العالمية، إذ يتباطأ نمو الطلب بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي في الأسواق الرئيسية.

ويؤكد توقعات أوبك المعدلة على التعقيدات التي تواجه سوق النفط في صراعها مع الإشارات الاقتصادية المتقلبة وعدم اليقين الجيوسياسي. وتشير تعديلات المنظمة لتوقعاتها للطلب إلى أن سوق النفط العالمية تبحر في توازن دقيق بين آفاق النمو الاقتصادي والاضطرابات المحتملة.

في حين تشهد أسعار النفط تراجعًا طفيفًا، يظل الاتجاه الأوسع نطاقًا لهذا الأسبوع إيجابيًا، مدفوعًا ببيانات اقتصادية أميركية أقوى من المتوقع.

ومع ذلك، تستمر المخاطر الجيوسياسية المستمرة والإشارات المختلطة بشأن الطلب العالمي على النفط في خلق حالة من عدم اليقين في السوق. ومع قيام المستثمرين بوزن هذه العوامل، من المرجح أن تظل أسعار النفط متقلبة، مما يعكس التفاعل بين الأداء الاقتصادي والتطورات الجيوسياسية.

اقرأ المزيد

«جدري القرود» يرعب العالم بعد اكتشاف حالة في السويد

مفاوضات «بناءة» وسط حمام دماء في غزة.. ننشر آخر تفاصيل جولة الدوحة

قيادي بمنظمة التحرير يكشف لـ«خليحيون» توقيت ذهاب عباس إلى غزة