«خليجيون»| ما دلالات المقترح الأميركي الجديد في مفاوضات وسطاء غزة؟
يلحظ محللون مؤشرات على إصرار واشنطن على وقف الحرب على غزة بعد البيان الختامي لمفاوضات الدوحة بين مصر وقطر وأميركا الجمعة، لافتين إلى أن غياب تفاصيل الاتفاق الثلاثي يشير إلى أن هناك بنود سيجبر عليهم الطرفين خاصة الطرف الإسرائيلي.
وأعلنت الولايات المتحدة وقطر ومصر في وقت سابق الجمعة تقديم مقترح جديد خلال محادثات الدوحة التي استمرت يومين «يقلّص الفجوات» بين إسرائيل وحركة حماس التي أعلنت رفضه. وقال بيان مشترك صدر عن الدول الثلاث إن المفاوضات ستستأنف الأسبوع المقبل في القاهرة، في وقت تتواصل الضغوط الدبلوماسية لتجنّب اتساع رقعة الحرب إقليميا بعد تصاعد التوتر خلال الأسابيع الماضية بين غيران وحزب الله مع إسرائيل.
وجاء في البيان «على مدى الـ48 ساعة الماضية في الدوحة، انخرط كبار المسؤولين من حكوماتنا في محادثات مكثفة كوسطاء بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين. كانت هذه المحادثات جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية». وتابع أن الولايات المتحدة الأميركية قدّمت خلال الاجتماع بدعم من قطر ومصر «لكلا الطرفين اقتراحا يقلّص الفجوات بينهما ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس (الأميركي جو) بايدن في 31 مايو، موضحا أن الاقتراح "يسدّ الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق».
رسالة إلى حماس وإسرائيل
ويقول أستاذ العلوم السياسية الدكتور مصطفى كامل السيد أن الدول الثلاث قطر ومصر وأميركا اتفقوا على وقف إطلاق النار و إطلاق سراح الرهائن دون ذكر موافقة طرفي النزاع حماس والاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن ذلك البيان هو رسالة وليس قرار.
ويتوقع مصطفى كامل السيد في تصريح إلى «خليجيون» أن يتزامن أو يعقب هذه الاجتماع قرار من مجلس الأمن يجبر كل من الاحتلال الإسرائيلي على وقف إطلاق النار والانسحاب من غزة ومن ثم إطلاق سراح جميع الرهائن مع الدعوة لإعادة إعمار غزة وتوصيل المساعدات»، لكنه يستدرك بالقول « نتيناهو يميل إلى استمرار الحرب دون الوضع في الاعتبارات الخوض في معركة مع إيران لأن هدفه تدمير المنشآت النووية الإيرانية ما يدفعه إلى وضع كل العقبات لعدم الوصول إلى اتفاق».
مصطفى كامل السيد: بيان مفاوضات الدوحة.. رسالة وليس قرار.
واجتمع مفاوضون في العاصمة القطرية الدوحة مرة أخرى اليوم الجمعة في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يساعد في تجنب التصعيد بالمنطقة وإنهاء الحرب التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع. وبدأت أحدث جولة من المفاوضات يوم الخميس بين إسرائيل والوسطاء. وقال الوسطاء إنهم يطلعون حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي لا تشارك في المحادثات، على التطورات.
بعد صدور البيان الثلاثي، نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر قيادي في حماس القول إن قيادة الحركة تبلّغت بنتائج اجتماعات الدوحة. وأضاف أن الوفد الاسرائيلي «وضع شروطا جديدة في سياق نهجه للتعطيل مثل إصراره على إبقاء قوات عسكرية في منطقة الشريط الحدودي مع مصر (محور فيلادلفيا)، وأن يكون له الحقّ بوضع فيتو على أسماء أسرى (فلسطينيين) وإبعاد أسرى آخرين لخارج فلسطين». وشدّد على أن حماس «لن تقبل بأقل من وقف كامل للنار والانسحاب الكامل من القطاع وعودة طبيعية للنازحين، وصفقة تبادل (رهائن ومعتقلين) بدون قيود وشروط الاحتلال».
القرار في يد أميركا
ويعتبر الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عطية العيسوي أن قرار وقف اطلاق النار في يد الولايات المتحدة الأميركية، من أجل فرض سياسة الأمر الواقع على الاحتلال الإسرائيلي ووقف تقديم المساعدات العسكرية المتواصلة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويقول العيسوي في تصريح إلى «خليجيون» إن البيان الختامي هو «تأكيد على اتفاق ثلاثي وليس قرارات من جانب جميع الأطراف لدفع الحرب في غزة إلى نقطة النهاية»، موضحا أن «إسرائيل وحماس يصران على موقفهما، إذ يرفض نتنياهو الانسحاب لضمان بقائه فترة أطول في حكومة الاحتلال الإسرائيلية وتعطيل إجراءات الانتخابات، كما أن حماس لن تقبل بوجود قوات إسرائيلية على أراضيها».
عطية عيسوي: إسرائيل وحماس يصران على موقفهما
ويشير المحلل السياسي المصري إلى أن «التهديدات الإيرانية وتوجيه الضربة المحتملة على إسرائيل تتوقف على نتائج تلك المحادثات التي تبدو أنها الفرصة الأخيرة كما ذكرت الولايات المتحدة الأميركية»، مؤكدا أن «استعدادات حزب الله لخوض معركة شاملة مع الاحتلال الإسرائيلي تنذر بكارثة جديدة من الصعب إخمادها.
ونشر الحزب في وقت سابق الجمعة مقطع فيديو مع مؤثرات صوتية وضوئية يظهر منشأة عسكرية محصّنة يتحرّك فيها عناصر بلباس عسكري وآليات محمّلة بالصواريخ ضمن أنفاق ضخمة واسعة ومضاءة، على وقع تصريحات لأمينه العام حسن نصرالله يهددّ فيها إسرائيل.
اقرا المزيد
لبنان يراهن على مصر لخفض التصعيد.. رسائل من السيسي
«الزولة أساور» تتحدى التقاليد: كفاح لاجئة سودانية في ورشة سيارات ليبية