خليجيون| هل تنجح خطة محمد بن زايد في غزة؟
يرصد محللون سياسيون صعوبات أمام مقترح تتبناه الإمارات العربية المتحدة بتسليم الإدارة الأمنية في إلى قوات حفظ سلام دولية، معتبرين أن هذه الخطوة قد تعطي حصانة لقوات الإحتلال الإسرائيلي، في مقابل فرص غير مستبعدة لتصادم جديد بين القوات العربية الدولية وبين الفلسطينيين.
وفي وقت سابق، كشف تقرير أميركي عن رفض سعودي وقطري وأردني لمبادرة إماراتية بدعم أميركي للمشاركة في قوات حفظ سلام في غزة، حسبما ذكر موقع «تاكتيكال ريبورت» المتخصص في الأمن والدفاع. ونوه التقرير إلى أن رئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد يجري محادثات مستمرة مع القادة العرب، ويحدد وجهات نظره وشروط أي مشاركة إماراتية.
الدول العربية تميل إلى سلطة المنظمة الدولية
ويرى المحلل والباحث السياسي السعودي مبارك آل عاتي، أن «أغلب موقف المجموعة العربية يري أهمية أن يكون القطاع تحت سلطة المنظمة الدولية وبقرار أممي حتى يكون ملزما لكافة المجتمع الدولي» ويضيف « لابد ألا يرتبط بدولة واحدة خاصة الولايات المتحدة الأميركية، لأن الإدارات الأميركية متعاقبة ومتغيرة، وبالتالي هذه القرارات يجب أن تكون تحت إدارة الأمم المتحدة».
ويقول الباحث السعودي في تصريح إلى«خليجيون» إن « الدول العربية ترى أن مساهمتها بإرسال قوات حفظ سلام في غزة أشبه ما يكون توفير الحماية لإسرائيل» ويشير إلى «في حالة حدوث ذلك ستكون المجموعة العربية على مرمى تماس من الفلسطينيين المحاصرين بالفعل داخل قطاع غزة» ويتابع «بالتالي هناك حالة حذر وخطر شديدة من أن تكون هذه القوات عُرضة للتصادم مع الأشقاء الفلسطينيين».
وفي مايو 2024، دعت القمة العربية التي احتضنتها المنامة بنشر قوات حفظ سلام أممية في الأراضي الفلسطينية، في خضم تصاعد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على وقع الحرب المتواصلة في قطاع غزة، وأوصت القمة باستمرار «هذه القوة إلى حين تنفيذ حل الدولتين، جنبًا إلى جنب مع دعوة المجتمع الدولي إلى القيام بمسؤولياته لمتابعة جهود دفع عملية السلام وصولا الى تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين».
ومنذ ذلك الحين، جددت الإمارات مساعيها في تنفيذ إعلان المنامة مرة أخرى على مدار الشهور الأربعة الماضية، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل مصر والأردن وانضمت إليهم المملكة العربية السعودية. وأعربت مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، لانا نسيبة، فيه عن استعداد بلادها لإرسال قوات للمشاركة في قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات في غزة، بعد انتهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.
نسيبة قالت في تصريحات لصحيفة «فاينشنال تايمز» إن الإمارات لن تشارك إلا إذا دعتها السلطة الفلسطينية لذلك، وأضافت: «يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تفكر بالمشاركة بقوات الاستقرار إلى جانب الشركاء العرب والدوليين، بناءً على دعوة من السلطة الفلسطينية التي تم إصلاحها، أو السلطة الفلسطينية التي يقودها رئيس وزراء يتمتّع بصلاحيات. يجب أن يكون للولايات المتحدة زمام المبادرة في هذا الأمر حتى تنجح المهمة».
مصر لن تقبل ويساندها دول عربية كبرى
ويعتقد الدكتور أكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية أن تلويح بعض الدول بتواجد قوات حفظ سلام في قطاع غزة أمر صعب للغاية ويؤكد « قرار وضع غزة تحت حماية دولية صعب تنفيذه، ولن تقبل به الدول العربية الكبرى».
ويقول الباحث السياسي المصري في تصريح إلى «خليجيون» إن «مصر رفضت مقترح وجود قوات حفظ سلام دولية تحت رعاية الولايات المتحدة الأميركية» ويشير إلى «رفض الأردن المقترح أيضًا»، ويؤكد أن «قوات حفظ السلام الدولية تعني حماية إسرائيل من المأزق الحالي، وأن هذا الأمر يرفع المسئولية عن كاهل إسرائيل ويجعل أطراف أخرى تتوالها». ويضيف أستاذ العلوم السياسية «أن أحد أهداف المفاوضات التي تقودها مصر وقطر تحديد مستقبل القطاع السياسي، الذي سيحدد من قبل الفلسطينيين أنفسهم».
أقرأ المزيد
لبنان يراهن على مصر لخفض التصعيد.. رسائل من السيسي
«الزولة أساور» تتحدى التقاليد: كفاح لاجئة سودانية في ورشة سيارات ليبية