«استثمار في الإحباط».. كواليس موقف أميركا من النفوذ الخليجي في أفريقيا
كشف تقرير صادر عن مجلس العلاقات الخارجية الأميركي أن واشنطن والقوى الغربية لم تبد معارضة على النفوذ الخليجي المتنامي في قارة أفريقيا، بل وأشار إلى «تقارير مساعدة الولايات المتحدة من وراء الكواليس في التوسط في صفقات اقتصادية بين الخليج وأفريقيا».
يرجح خبراء المركز، الذي يضم نخبة من قادة الفكر والسياسيين الأميركيين السابقين وكتاب الرأي أن «رسوخ العلاقات الخليجية- الأفريقية مع سعي دول الخليج التي تعاني من نقص المياه إلى تأمين إمدادات الغذاء وسط تفاقم تغير المناخ وحماية الأسواق المتعطشة للنفط في المساعي العالمية نحو الطاقة النظيفة»، مشيرا إلى «مساع لاحتواء نفوذ روسيا والصين في القارة الأفريقية».
على سبيل المثال، وفي نوفمبر الماضي استضافت العاصمة السعودية الرياض، «المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الإفريقي». وعلى هامش المؤتمر جرى توقيع اتفاقات مع عدد من الدول الإفريقية لتنفيذ مشروعات تنموية بقيمة أكثر من ملياري ريال سعودي (533 مليون دولار)، كما شهد أيضا توقيع أكثر من 50 اتفاقية تعاون مشترك بين القطاعات الحكومية والخاصة السعودية والعربية والإفريقية،
ويفسر المركز البحثي الأميركي هذا الزخم بأن بالقول إن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، عملت على زيادة مشاركتها مع الدول الأفريقية في محاولة لتنويع اقتصاداتها وبناء النفوذ في المنطقة، مشيرا إلى أن «دول الخليج وجدت شركاء راغبين في الحكومات الأفريقية التي تسعى إلى الاستثمار والعلاقات خارج العلاقات القائمة مع الولايات المتحدة والصين وروسيا أو القوى الاستعمارية السابقة مثل فرنسا والمملكة المتحدة».
استثمارت قطر والإمارات في أفريقيا
ومؤخرا، نقلت صحيفة «فاينشنال تايمز» عن مسؤول إماراتي القول إن «إجمالي الاستثمارات في أفريقيا يصل إلى 110 مليارات دولار»، فيما كشف النقارب عن اقتراب الخطوط الجوية القطرية من الانتهاء من شراء حصة كبيرة في شركة الطيران الرئيسية في رواندا «رواند إير» وفقًا للرئيس التنفيذي لشركة الطيران الواقعة في وسط أفريقيا.
وينوه تقرير مجلس العلاقات الخارجية الأميركي إلى «التزامات دول القارة السمراء من ديون متزايدة، وانخفاض الاستثمار من الصين، واستمرار الاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن جائحة كوفيد-19 والصراع في أوكرانيا»، لافتا إلى «سعي المملكة العربية السعودية إلى الاستفادة من الإحباط المتزايد بين الدول الأفريقية التي تشعر بأنها مجبرة على اختيار جانب في سياسات القوى العظمى ومقيدة بما تراه كنظام دولي مختل بشكل متزايد».
وتوسعت كتلة البريكس (مجموعة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) في عام 2023 لتشمل إثيوبيا ومصر وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ويذكر التقرير الأميركي أن «قمة البريكس السنوية في أكتوبر أول قمة للكتلة تشمل أعضاءها الجدد من الخليج وأفريقيا، وساحة محتملة لمراقبة التعاون الوثيق بين المناطق».
اقرأ المزيد:
اسبوع متقلب في اسواق النفط العالمية.. سببان وراء الارتباك