خليجيون| ما سيناريوهات الانتخابات الرئاسية التونسية في غياب المعارضة؟
تباينت آراء محللين، استطلعت ورصدت «خليحيون» آراهم، عن مسار احتدام التنافس في الانتخابات الرئاسية التونسية المقرر إجراؤها في أكتوبر المقبل بين 3 مرشحين بينهم الرئيس الحالي قيس سعيد.
يرى الفريق المناوئ أن غياب المعارضة عن الاستحقاق الرئاسي يجعل المنافسة شبه محسومة للرئيس، وسط اتهامات مباشرة من المعارضة بالتضييق على المنافسين، وهي اتهامات يراها معسكر قيس سعيد مقدمة للتشكيك بنتائج الانتخابات.
وأعلنت هيئة الانتخابات التونسية، مساء السبت، قبول أوراق 3 مرشحين للتنافس قبل من بين المرشحين الثلاثة التي قبلت الهيئة المستقلة أوراقهم الرئيس الحالي قيس سعيد المرشح الأوفر حظا للفوز بالسباق وزهير المغزاوي والعياشي زمال.
وكان مرشحون أعلنوا الجمعة الماضية انسحابهم من السباق الرئاسي قبل إعلان الهيئة عن أسماء المؤهلين، لصعوبة تمكنهم من جمع تواقيع التزكيات الضرورية وعدم حصولهم على «البطاقة (الأمنية) عدد 3».
الدولة لا تتدخل في العملية الانتخابية
ويرفض المحلل السياسي التونسي باسل ترجمان التشكيك في الانتخابات الرئاسية مبررا ذلك بإن «فرص المنافسة ستكون مفتوحة ومتساويى بين من جرى اعتماد ترشحهم في الانتخابات الرئاسية» مستبعدا أي «تدخل حكومي في تلك العملية الانتخابية».
ويرى الترجمان في تصريح إلى «خليجيون» أن الدولة التونسية تلعب «دورا حياديا كاملا» في أي ممارسة انتخابية، لافتا إلى أن جميع المرشحين لايتعرضون إلى تضيقات أمنية أو سياسية، موضحا أنه «بعد صدور قرارات المحكمة الإدارية في التاسع من سبتمبر سيكون أمام الجميع فرصة كاملة لاقناع الشعب التونسي ببرامجهم».
ويستنكر المحلل السياسي التونسي ما يتردد حول وجود «فائز مسبق بهذه الانتخابات» في إشارة إلى الرئيس قيس سعيد قائلا: «هذه الأقاويل تحاول بعض أطراف من المعارضة الموجودة في الخارج لترويجها وتمريرها، لإيجاد فرصة للتشكيك بنتائج الانتخابات خاصة وأن مرشحوهم لم يستطيعوا جمع التزكيات».
وحسب القانون الانتخابي التونسي، يحتاج كل مرشح إلى جمع ما لا يقل عن 10 آلاف تزكية من الناخبين من عشر دوائر انتخابية على الأقل، أو عشر تزكيات من نواب البرلمان أو مثلها من مجلس الأقاليم والجهات (الغرفة الثانية في البرلمان)، أو مثلها من المجالس المحلية أو الجهوية أو البلدية.
انتخابات محسومة
في حين يعتبر المحلل السياسي التونسي، حاتم النفطي، لوكالة فرانس برس تلك الانتخابات بأنها «محسومة» قبل أن تبدأ، لأنه تم اقصاء كل المنافسين الذين لديهم حظوظ أمام سعيد.
وتتفق معه الناشطة السياسية التونسية هالة غريبة إذ ترى كل من يساند قيس سعيّد «لا يفهم في الدولة و لا يفقه في تسييرها»، مشيرة إلى أن رئيس بلادها قطع جملة من الوعود وفشل في تحقيقها و مازال يهرب إلى الأمام و لا يعترف بفشله
🎙️ هالة غربية - ناشطة ومحللة للشؤون السياسية - باريس:
"من يساند قيس سعيّد الآن إلا من لا يفهم في الدولة و لا يفقه في تسييرها فالرئيس قطع جملة من الوعود وفشل في تحقيقها و مازال يهرب إلى الأمام و لا يعترف بفشله."#تونس #انتخابات #قيس_سعيد #معارضة pic.twitter.com/AGHTiaAMSn
— Almagharibia TV قناة المغاربية (@almagharibia_tv) August 6, 2024
ليس هناك محبوسين على ذمة قضايا رأي
وعن انتقادات المعارضة لسياسة الدولة التونسية فيما يخص الملفات المتعلقة بقضايا الراي وحبس صحفيين ونشطاء يعلق ترجمان قائلا إن «أطرف المعارضة تعلم جيدا أنه لا يوجد شخص في السجن حاليا على ذمة قضايا تتعلق بالحريات، لكن المحبوسين حاليا متهمون بملفات التآمر والتورط في عمليات إرهابية».
يتابع: «لم تكن لدى الأطراف السياسية التي شاركت في الحكم على مدار 10 سنوات رغبة في تحقيق ديمقراطية برلمانية في تونس، إذ كان تعتبر أن لديها ضوء أخضر أميركي أوروبي بأن تفعل ما تشاء، ومارست أقصى أنواع الفساد والمحسوبية وإهدار المال العام»، حسب تعبيره.
إدانات حقوقية
والأسبوع الماضي أدانت 17 منظمة حقوقية من بينها رابطة حقوق الإنسان والنساء الديمقراطيات و6 أحزاب سياسية سيطرة الهيئة المستقلة للانتخابات على وسائل الإعلام العامة والقضاء، وهي مزاعم رفضتها الأخيرة، إذ قالت في بيان مشترك: «إن مناخ الترهيب والمضايقة للمعارضين والصحفيين باستخدام القضاء وهيئة الانتخابات لخدمة مصالح السلطات وانعدام تكافؤ الفرص لا يوفر ضمانات بأن تكون الانتخابات حرة وشفافة ونزيهة».
اقرأ المزيد
خليجيون| هل ينجح الدور الأميركي في حسم صراع الجنرالين على طاولة جنيف؟
يوميات حرب الإبادة.. غزة تتشارك الأحذية والملابس منذ أشهر
شاهد في «خليجيون».. فنان عماني يكشف مصير بطل فيلم «حياة الماعز»