«خليجيون»| طوابير دواء في مصر.. متى تنتهي الأزمة؟
بعدما قطع مئات الأميال قادما من محافظة سوهاج جنوب مصر، وصل مراد رضوان إلى القاهرة حيث صيدلية «الإسعاف الحكومية» أملاً في الحصول على عقار «الأنسولين» المخصص لعلاج أمه التي تعاني من داء السكري، خاصة بعد نفاد نوع العلاج المحدد، منتظرا في طابور يدوم لساعات للحصول على جرعة تكاد تكفيها لمدة أسبوع واحد فقط.
ومنذ يوليو الماضي يكرر مراد رحلته الشاقة أسبوعيا، لاقتناص علاج والدته، مناشدا الحكومة بتوفير أقلام الأنسولين novorapid التي تشهد نقص منذ شهور في الصيدليات بجميع محافظات مصر.
رحلة مراد واحدة من آلاف الرحلات التي يقطعها العديد من أصحاب الأمراض وذويهم إلى صيدلية الإسعاف في القاهرة، بعد تفاقم أزمة نقص الأدوية على رأسها الأنسولين.
رحلة أم حبيبة للحصول على قلم انسولين
وتقول أم حبيبية أنها «تبحث منذ أسبوع على قلم أنسولين المخصص لعلاج أختها التي تعاني من شلل نصفي بخلاف إصابتها المزمنة بداء السكري»، مشيرة إلى أنها اضطررت للحصول على يوم أجازة اعتراضي من مقر عملها، لتقضيه أمام صيدلية الإسعاف بدءا من التاسعة صباحا إلى الرابعة عصرا، للحصول على علبة أنسولين تكفيها لعلاج أختها لمدة 15 يوما وفقا للجرعات المقررة.
انتهاء الأزمة بعد شهرين
ولكن الدكتور محفوظ رمزي رئيس لجنة التصنيع الدوائي بنقابة الصيادلة المصرية يتوقع انتهاء أزمة نقص الأدوية خلال شهرين، مشيرا إلى أن «بعض الكميات قليلة بدأت توزع في الصيدليات لكنها قليلة جدا لا تكفي حاجة السوق».
أما عن تكدس المواطنين أمام صيدلية الإسعاف الحكومية، علق رمزي في تصريح إلى«خليجيون» بأن تلك الصيدلية هي الوحيدة التي يتوفر بها جميع أنواع العقارات لاسيما الخاصة بعلاج الأمراض المزمنة، مشددا على رفضه «احتكار الأدوية» في مكان واحد وضرورة توفيره بجميع الصيدليات على مستوى محافظات الجمهورية تفاديا للمعاناة التي يواجهها المواطنين.
ويرصد القيادي النقابي عدة أسباب تراكمية أدت إلى نقص الدواء في المصانع، منها أزمة توفير العملة الأجنبية (الدولار)، واتخاذ بعض المصانع الكبرى اجراءات من شأنها تجديد ماكيناتها الازمة لتصنيع الأدوية وتخزينها، لافتا إلى أن «بعد انتهاء أزمة الدولار تحتاج دورة التصنيع 6 أشهر على الأقل».
ويحكي عبد التواب علام المدرس القادم من محافظة الشرقية أنه «جاء إلى القاهرة بعد جولة لمدة يوم كام في صيدليات محافظته دون أي نجاح محاولته لشراء دواء الضغط (جيوكاند بلس) لأبيه صاحب الـ 68 عاما»، مؤكدا أن غياب هذا العلاج «أثر على صحته بعد فشل البدائل في تحقيق نتائج إيجابية نظرًا لعدم استجابة الجسم لها».
ويضيف علام في تصريح إلى «خليجيون»: «لست أنا وحدي من يذهب إلى صيدلية الإسعاف لكن هناك الكثير يوميا يتوجهون إلى القاهرة ويقفون في طوابير لمدة 6 ساعات على الأقل للحصول على العلاج».
توفير العملة الأجنبية
ويطالب رمزي الحكومة باتخاذ جميع الإجراءات لحل أزمة نقص الأدوية، وتوفير العملة الأجنبية على مدار العام لمنع تكرار هذه الأزمة، مؤكداً أن «المشكلة بعيدة عن قدرة المواطنين في شراء أصناف الأدوية المستوردة ولكن المعضلة في نقصها من الأساس، لاسيما وأن العديد من الأطباء يصفون هذه الأنواع الغير موجودة».
من جهته يرى الدكتور ياسر خاطر مدير ملف الصيدليات في المركز المصري للحق في الدواء، أن «هناك عوائق فاقمت أزمة نقص الدواء والخارجة في مقدمتها عدم توفر الدولار»، موضحا أن «تعمد الأطباء على كتابة الدواء بأسماء تجارية وليس المواد العلمية وضع المريض في دائرة بحث متواصلة فضلا عن تأثر الصيدلي سلبا في مبيعات صيدليته».
في حين يؤكد الدكتور أحمد محمود أخصائي أمراض الباطنة في حديث إلى «خليجيون» أن الأزمة ليست في المادة العلمية خاصة وأن البدائل لم تعد متوفرة، إذ أن المادة العلمية الخام تشهد أزمة توفير حادة.
اقرا المزيد
السيسي يحذر من توسع حرب غزة إقليميا
«فلسطين الصغيرة» الأميركية تعاقب الحزب الديمقراطي.. إليك القصة