«خليجيون» تستكشف محصلة جولة بلينكن في الشرق الأوسط؟
قد يكون من المبكر الحكم على محصلة نتائج جولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الشرق الاوسط، التي يبدو هدفها المعلن هو التوصل لحل نهائي للحرب على غزة، وعزل التصعيد في المنطقة.
إلا أن محللين يرون أن كرة وقف الحرب ما تزال في ملعب واشنطن، مرجحين وصول الوزير الأميركي إلى نقطة التفاوض على بنود غير معلنة في الغرف المغلقة مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي زيارة هي التاسعة إلى الشرق الأوسط منذ حرب السابع من أكتوبر، وفي ظل مخاوف من تصعيد أقليمي مرتقب، سعى بلينكن للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، استكمالا للمفاوضات التي دعت إليها الدول الثلاث في بداية أغسطس، وتجول ما بين تل أبيب والدوحة والعلمين، ولكن عاد إلى واشنطن بتصريحات متضاربة من أطراف الصراع.
المفاوضات ومحاور نتنياهو الأربعة
ويعتقد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أنه «من المبكر الحكم على. نجاح جولة بلينكن في الشرق الأوسط» موضحا «ما زلنا في مرحلة المفاوضات».
ويستكمل في تصريح إلى«خليجيون»«وزير الخارجية الأميركي أستمع في تل أبيب إلى بعض أفكار نتنياهو في أربع ملفات رئيسية». ويتابع «الأول مرتبط بالترتيبات الأمنية في المحاور والممرات الرئيسية (ممر صلاح الدين، ممر نيتسليم، ممر ديفيد -القريب من معبر رفح-)، والثاني هو عودة النازحين إلى الشمال مع وجود آلية للمراقبة، والثالث التأكيد على عودة القتال عندما تظهر اي معلومات عن وجود عناصر من حماس - أي استمرار القتال-، والرابع إعادة تموضع وانتشار القوات الاسرئيلية إضافة الى تسليم الجثامين وهو أمر مختلف عن تسليم ال 33 عنصر».
مصطفى كامل السيد: الجانب الأميركي حريص على إتمام المفاوضات لتحقيق مكاسب لصالح الحزب الديمقراطي
وكان بلينكن أجرى محادثات مع رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال زيارته إلى تل أبيب الأثنين، وأعلن أن «نتنياهو أكّد له أن إسرائيل توافق على خطة التسوية التي عرضتها واشنطن خلال جولة مفاوضات في الدوحة الأسبوع الماضي»، مشدّدا على أن «من واجب حركة حماس أن تفعل الشيء نفسه».
رؤى بلينكن الأربعة بشأن الحرب على غزة
ويعتبر المحلل السياسي المصري أن «الجانب الأميركي حريص على إتمام المفاوضات لتحقيق مكاسب لصالح الحزب الديمقراطي ولكامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأميركية» ويشير إلى أن «حماس تتذرع بأن هناك رؤية خاصة ببلينكن».
ويشير فهمي إلى «رؤى بلينكن المختلفة بشأن ملف الحرب على غزة» ويقول «الأولى كانت في مايو، والثانية في 2 يوليو، والثالثة في الدوحة، والرابعة طرحهل مع نتنياهو في زيارة أمس».ويضيف أن «الكرة الان كما يرى الأميركان وإسرائيل في ملعب حماس للتعامل مع اي تطورات بصورة أو بأخرى».
ومنذ حرب السابع من أكتوبر، يتبادل كل من حركة حماس والإحتلال الإسرائيلي الاتهامات بتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
ويتوقع فهمي أنه «مراجعات للاتفاق، وأنه مازل قيد وليس اتفاق الفرصة الاخيرة أو كما قال بلينكن (لا تزال هناك فرص جيدة لاستئناف المفاوضات)»، ويؤكد أن «الدور المصري دور محوري ودور رئيسي يبني عليه».
وفي توقيت متزامن مع زيارة بلينكن، صرح الرئيس الأميركي جو بايدن إن «حركة حماس تتراجع عن خطة الاتفاق المطروحة». بينما اعتبرت حماس أن تصريحات بايدن «ادعاءات مضلّلة» ويصر الإحتلال على «بالإمكان التوصل إلى نتيجة.. .لكن حماس تتراجع الآن».
ورقة الضغط الأميركي وأهداف إسرائيل الغير معلنة
و يعتبر إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية أن «جولة بلينكن في الشرق الأوسط لن تحقق ما ترجوه» ويرجح ذلك بسبب «عدم وجود إرادة حقيقية من الجانب الإسرائيلي» ويقول «جولة بلينكن ومفاوضات البيان الثلاثي ليست الأولى بل كان هناك جولات في روما وفرنسا والعديد من المباحثات التي لم تنتهي إلى حل».
ويوضح في تصريح إلى «خليجيون» أن «النقاط المحورية في مفاوضات وقف إطلاق النار معروفة لكافة الأطراف» شارحا انها «تبادل الأسرى وايقاف اطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وأيضا إخلاء المواقع التي تحتلها إسرائيل في غزة، وعودة النازحين» ويستدرك «لكن العقبات ما زالت تأتي من اسرائيل».
ويتابع إكرام بدر الدين «الإحتلال يتذرع أحيانا بأن وفد المفاوضات ليس لديه صلاحيات، أو يضع شروطا أخرى جديدة لم يتم الاتفاق عليها من قبل، أو تفاصيل معينة تتعلق بتبادل الأسرى، أو تشترط إجراءات أمنية مع النازحين».
إكرام بدر الدين: النقاط المحورية في مفاوضات غزة معروفة لكافة الأطراف.. كن العقبات ما زالت تأتي من اسرائيل
ويرى أستاذ العلوم السياسية أن الجانب الأميركي هو القادر علي الضغط على الكيان الإسرائيلي. يتساءل «هل تريد أميركا فعليًا الضغط على إسرائيل أم مجرد تصريحات» وأيضا «ما الضمانة في عدم تجدد العدوان الإسرائيلي على غزة حال الإفراج عن الأسرى؟».
ويشير إلى أن «إسرائيل تسعى إلى الاستمرار في مخططها (التهجير أو الإقصاء) للإستيلاء على غزة» ويقول «ربما هناك قضايا آخرى غير ظاهرة يسعى إليها الإحتلال».
أقرأ المزيد
اتصال مفاجئ من بلينكن لأمير قطر بعد عودته من الدوحة
تفاصيل جديدة تكشف ملابسات مصرع الرئيس الإيراني السابق
ماذا دار في اتصال وزير الخارجية السعودي بمسؤول الاتحاد الأوروبي؟