«خليجيون»| ما الهدف من خارطة محور فيلادلفيا الإسرائيلية؟

«خليجيون»| ما الهدف من خارطة محور فيلادلفيا الإسرائيلية؟
جندي اسرائيلي في محور فيلادلفيا
القاهرة: خليجيون

يرى مراقبون ومحللون أن إصرار الاحتلال الإسرائيلي الاحتفاظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا، الذي تنشر فيه قواتها منذ أواخر مايو الماضي يثير التوتر مع مصر ويفتح الباب لأزمة دبلوماسية بسبب انتهاك اتفاقية السلام المبرمة بين الطرفين، لافتين إلى أن خارطة الاحتلال التي يحاول تسويقها بمثابة محاولة خبيثة لفرض الأمر الواقع والسيطرة على هذا المحور دائما.

وكان مسؤولون مصريون وإسرائيليون و أميركيون التقوا في القاهرة يومي الأحد والإثنين، لمناقشة وضع ممر فيلادلفيا، إذ قدم الاحتلال خريطة أظهرت تقليص قواته، لكنه لا يزال ينشرها على طول المحور، بينما رفضت مصر تلك الخريطة التي بموجبها يتم ابقاء هذه القوات قرب الحدود مع مصر بحسب موقع «أكسيوس».

انتهاك إسرائيلي

ويعتبر الدبلوماسي المصري السفير رخا احمد حسن أن «الهدف من خريطة محور فيلادلفيا الإسرائيلي إثارة توتر بين مصر والاحتلال الإسرائيلي» خاصة مع إصرار الطرف الأخير على التواجد العسكري في هذه المنطقة بخلاف ما تنص عليه اتفاقية كامب ديفيد التي تمنع وجود قوات عسكرية من الجانبين في هذا المحور، لافتا إلى أن ذلك الانتهاك الإسرائيلي قد يفتح الباب أمام انتهاكات أخرى.

ويرى رخا في تصريح إلى «خليجيون» أن «رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل خرقه للاتفاقيات المبرمة مع مصر وإثارة القلق وإطلاق تصريحات عدوانية بحجة حربه ضد حماس»، فضلا عن اتهامه لمصر بشكل غير مباشر بتهريب الأسلحة إلى المقاومة الفلسطينية عبر سيناء ما يشير إلى مطامع لنشر قواته والسيطرة على المناطق المنزوعة السلاح وفقا لاتفاقية السلام - على حد قوله-

ولطالما يصرح نتنياهو بأنه «يتعين على كيانه أن يسيطر بشكل كامل على المحور لضمان نزع السلاح في المنطقة»، موضحاً: «محور فيلادلفيا، أو بعبارة أدق نقطة التوقف الجنوبية (في غزة)، يجب أن يكون تحت سيطرتنا. يجب إغلاقه، ومن الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه».

بينما تنفي مصر صحة ما يتردد من تقارير عن وجود اتفاقات أو تفاهمات مصرية مع دولة الاحتلال الإسرائيل بشأن محور فيلادلفيا.

ويرى الخبير العسكري اللواء محمد علي بلال أن مصر ستضع «العقدة في المنشار» أمام الولايات المتحدة الأميركية وتمسكها ببنود اتفاق السلام المبرم بين الطرفين والتي تضمنه أميركا منذ عقده للضغط على الاحتلال الإسرائيلي للانسحاب من هذا المحور.

وحول تصريحات الاحتلال الإسرائيلي التي تزعم أن سيناء بها مئات الأنفاق التي يتم تهريب السلاح عبرها إلى المقاومة الفلسطينية، اعتبر بلال في تصريح إلى «خليجيون»: أنها محاولة للسيطرة على المحور مستقبلا دون الخروج منه ومن ثم تشكيل تهديد للأمن القومي المصري وهذا ما لن تسمح به مصر مطلقا.

ويشدد بلال على دعم المقاومة الفلسطينية بالإصرار على وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، حفاظا على القطاع وأمن مصر.

عبر أروقة السلطة

تم تسمية الممر الاستراتيجي باسم «فيلادلفيا» على اسم رمزي عسكري إسرائيلي تم اختياره عشوائيًا لما يسمى أيضًا «محور صلاح الدين»، وهو عبارة عن منطقة عازلة يبلغ طولها 14 كيلومترًا وعرضها 100 متر. وقد تم تأسيسها وفقا لشروط اتفاقية كامب ديفيد لعام 1978 بين مصر وإسرائيل.

ويهدف محور فيلادلفيا إلى منع التوغلات المسلحة، وضبط حركة الفلسطينيين في الاتجاهين، ومنع تهريب وتجارة الأسلحة بين سيناء المصرية وقطاع غزة.

وكان ممر فيلادلفيا، الذي يتميز بالأسلاك الشائكة والكتل الخرسانية، تحت السيطرة الإسرائيلية حتى انسحاب الجيش الإسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة في عام 2005.

سمح اتفاق فيلادلفي لعام 2005 بين مصر وإسرائيل للقاهرة بنشر فرقة مكونة من 750 من حرس الحدود المصريين على طول الجانب المصري من المنطقة العازلة. وكان حرس الحدود هؤلاء أول جنود مصريين يقومون بدوريات في المنطقة منذ حرب عام 1967، عندما احتلت إسرائيل قطاع غزة إلى جانب شبه جزيرة سيناء، التي أعيدت لاحقًا إلى مصر بموجب اتفاقيات كامب ديفيد.

الاتفاقية المصرية الإسرائيلية لعام 2005

وقد حددت الاتفاقية المصرية الإسرائيلية لعام 2005 بدقة شديدة نشر المعدات العسكرية المصرية في هذه المنطقة العازلة: ثماني طائرات هليكوبتر، و30 مركبة مدرعة خفيفة وأربع سفن دورية ساحلية.

وكانت مهمتهم حراسة الممر على الجانب المصري - الحدود الوحيدة لغزة خارج السيطرة المباشرة للجيش الإسرائيلي - لمكافحة الإرهاب ومنع التهريب والتسلل.

وعلى الجانب الآخر من الممر، تولت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية زمام الأمور من الإسرائيليين. ولكن بعد عامين فقط، فقدت السلطة الفلسطينية السيطرة على الممر عندما تم طردها من غزة في أعقاب صراع عام 2007 بين مقاتلي فتح ومنافسيها من حماس.

اقرأ المزيد

العثور على ثاني أكبر ماسة في العالم

حلم يغازل محمد بن سلمان.. هل تعيد أولمبياد 2036 رسم خارطة الهيمنة الإقليمية؟

زيارة قطرية مفاجئة إلى طهران بعد لقاء بلينكن

أهم الأخبار