«الاقتصاد» يستحوذ على نصيب الأسد في حملات المرشحين لرئاسة الجزائر

«الاقتصاد» يستحوذ على نصيب الأسد في حملات المرشحين لرئاسة الجزائر
الجزائر: «خليجيون»

فرضت الملفات الاقتصادية نفسها على برامج المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية في الجزائر المقرر إجراؤها في السابع من شهر سبتمبر المقبل، والتي يتنافس فيها كل من الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، وعبد العالي حساني شريف رئيس حزب (حركة) مجتمع السلم، ويوسف أوشيش الأمين الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية.

ويرى مراقبون وخبراء في الشؤون الاقتصادية بالجزائر، أن «الشق الاقتصادي أخذ حصة الأسد في برامج المرشحين، من خلال التركيز على التدابير التي سيتم تنفيذها لانعاش الحركة الاقتصادية والصناعية»، إضافة إلى «الالتزامات الاجتماعية لتحسين ظروف معيشة المواطنين، لا سيما حل أزمة السكن وإيجاد فرص العمل ورفع الأجور وغيرها من الإجراءات التي تهدف إلى استمالة أصوات الناخبين». وفق وكالة الأنباء القطرية (قنا).

بناء الاقتصاد في رؤية المرشحين الثلاثة

وفي هذا الصدد، نقلت الوكالة عن الدكتور محفوظ كاوبي المستشار والخبير الاقتصادي، قوله أن «البرامج الانتخابية للمرشحين الثلاثة تلتقي عند ضرورة بناء اقتصاد بعيد عن الريع النفطي والتركيز على الفروع التي توفر قيمة مضافة كبيرة ومنح الأولوية للقطاعات الناشئة»، كما أن «البرامج الانتخابية تتناول المسائل المتعلقة بالقدرة الشرائية والوضع المعيشي، بالإضافة إلى التدابير الواجب اتخاذها لمواجهة تداعيات الأزمات الدولية على الاقتصاد الجزائري».

وأضاف كاوبي أن «المرشحين الثلاثة اعتمدوا خلال الأسبوع الأول من الحملة الدعائية على مقاربة اقتصادية اجتماعية من أجل استقطاب الناخبين»، معتبرا أن «كل البرامج الاقتصادية طغى عليها جانب الوعود أكثر من التعهدات العملية التي تتطلب تحديد مخططات التنفيذ ورزنامة زمنية محددة».

من جانبه، قال الدكتور فريد كرتل الخبير في الشؤون الاقتصادية، في تصريحات مماثلة لـ(قنا) إن «ملف الاقتصاد يحتل مكانة هامة في خطابات المرشحين في سباقهم للوصول إلى قصر الرئاسة، من خلال الوعود باتخاذ المزيد من التدابير والإجراءات لإصلاح هذا القطاع وإرساء قاعدة اقتصادية صلبة تحقق للجزائر تقدما كبيرا»، مشددا على ضرورة أن «تتسم البرامج الاقتصادية للمرشحين بالواقعية والقابلية للتحقيق ميدانيا بما يتماشى مع الامكانيات المالية للدولة».

وأضاف أن «البرامج الاقتصادية للمرشحين الثلاثة خصصت حيزا كبيرا في الخطاب السياسي أثناء التجمعات الشعبية على التحديات المستقبلية العالمية كالأمن الغذائي والمائي والطاقي، عبر مخططات تشمل الاستثمار في الزراعات الاستراتيجية كالقمح والذرة، وتعزيز مشاريع محطات تحلية مياه البحر في ولايات الشريط الساحلي، بالإضافة إلى برامج التحول الطاقي واستغلال الطاقات المتجددة ومشاريع الشراكة في الهيدروجين».

ويقترح البرنامج الانتخابي للمرشح عبد المجيد تبون، «تعزيز المكتسبات الاقتصادية والاستمرار في وتيرة النمو، وتحفيز الاستثمارات، والعمل من أجل رفع الناتج المحلي الخام إلى نحو 400 مليار دولار، ووضع دعم قطاع الفلاحة على رأس الأولويات لضمان الأمن الغذائي للجزائريين والقضاء على التبعية الغذائية بتشجيع مشاريع الاستثمار الفلاحي في الصحراء وخلق مشاريع جزائرية أو بالشراكة للتخفيف من فاتورة الاستيراد»، إضافة إلى «العمل على توفير المياه الصالحة للشرب من خلال إنجاز 19 محطة تحلية».

كما يراهن على مواصلة رفع القدرة الشرائية للجزائريين، من خلال «تخفيض الضرائب ورفع الأجور التي يعتزم أن تبلغ نسبة زيادتها 100 بالمئة بحلول العام 2027»، إلى جانب «رفع منح التقاعد، فضلا عن الالتزام بمواصلة محاربة نسبة التضخم التي انخفضت من 11 إلى 6%».

من جانبه، يتعهد عبد العالي حساني شريف مرشح حزب (حركة) مجتمع السلم، بالعمل على «رفع الناتج الداخلي الخام إلى حدود 450 مليار دولار، ورفع الدخل الفردي بقيمة 9 آلاف دولار، يقابلها تقليص في معدل البطالة إلى 5%، وخفض معدل التضخم إلى 3%، ورفع معدل النمو فوق 7%، بالإضافة إلى مراجعة آليات تقدير قيمة صرف الدينار بمقاربات متكاملة».

وفي الشق الاجتماعي، وعد «بتحقيق التنمية وإحداث التوازن في توزيع الثروة بين جميع الجزائريين»، فضلا عن الالتزام بحل «مشاكل البطالة وأزمة السكن ومراجعة مختلف المنح بهدف إرساء التوازن وتكريس العدالة الاجتماعية، وتعهد بالتكفل وحماية الفئات الهشة والاهتمام بالشباب والمرأة وفئة المتقاعدين».

بدوره، يرى يوسف أوشيش مرشح جبهة القوى الاشتراكية ضرورة القيام بإجراءات اقتصادية تتعلق بتحقيق السيادة الغذائية والتخطيط الزراعي والإنتاج الحيواني وتسيير العقار الفلاحي، منها «إنشاء وكالة وطنية للأمن الغذائي»، كما تعهد برفع «الصادرات خارج قطاع المحروقات إلى 40 مليار دولار، بالإضافة إلى رفع قيمة العملة».

وفيما يتعلق بالسياسة الاجتماعية، يركز برنامج أوشيش على «مسألة تقييم القدرة الشرائية من خلال الالتزام برفع الأجر الوطني الأدنى المضمون إلى 40 ألف دينار وإلغاء الضريبة على الدخل للأجور أدنى من 50 ألف دينار، ووضع سقف لأسعار المواد الغذائية وغيرها من الإجراءات».

موعد الانتخابات الرئاسية في الجزائر

وتجري الانتخابات الرئاسية في السابع من سبتمبر المقبل، ويختار الناخبون بين ثلاثة مرشحين تم قبول ملفاتهم من قبل المجلس الدستوري.

ويتقدم المرشحون الثلاثة، الرئيس الحالي، عبد المجيد تبون، الذي يسعى لولاية ثانية، حيث تم انتخابه رئيسا للبلاد، في أواخر 2019، بعد (الحراك السياسي)، الذي أجبر سلفه، عبد العزيز بوتفليقة، على التنحي. والمرشح عبد العالي حساني عن حزب (حركة) مجتمع السلم، ذات التوجه الإسلامي. والمرشح يوسف أوشيش عن حزب جبهة القوى الاشتراكية، أقدم حزب معارض في الجزائر.

أقرأ المزيد

في زيارة مفاجئة.. جنرال أمريكي يصل إلى الشرق الأوسط

نتنياهو في خلاف جديد مع المفاوضين الإسرائيليين.. إليكم التفاصيل

الغازي يتعهد بالتبرع بثلث «تعويض ماينتس» لدعم أطفال غزة

أهم الأخبار