«خليجيون»| حرب اقتصادية تشعل الهرولة التركية إلى الخليج
يرى اقتصاديون أن استضافة تركيا مسؤولين من قطر والإمارات العربية في قمة طريق التنمية المقبل، مؤشر للدور الاقتصادي الذي تلعبه هاتان الدولتان في المنطقة، لافتين إلى أهمية هذه التعاون في مواجهة حرب اقتصادية غير معلنة مع مبادرة الحزام والطريق الصينية، فضلا عن الحفاظ على حصتها الاقتصادية.
ومن المقرر أن تستضيف تركيا قمة رباعية مع العراق وقطر والإمارات العربية المتحدة في أغسطس المقبل. قال وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو يوم الجمعة إن تركيا ستعقد اجتماعا في 29 نوفمبر لمناقشة مشروع طموح بمليارات الدولارات لربط ميناء البصرة العراقي على الخليج العربي بتركيا وما وراءها.
الحفاظ على النفوذ التركي
ويرى الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور بشير عبد الفتاح أن «تركيا تتعاون مع الإمارات وقطر لاستكمال طريق التنمية ولتكون قوة اقتصادية داعمة، نظرا لحالة المنافسة التي يواجهها هذا المشروع من مبادرة الحزام والطريق الصينية، والممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا الذي تدعمه الولايات المتحدة، وخطط إيران المنافسة لتطوير موانئها الخاصة لطرق التجارة الإقليمية التي تربط آسيا بالشرق الأوسط».
ويلفت عبد الفتاح في تصريح إلى «خليجيون» إلى أن أنقرة تشعر بالقلق تجاه أي مشروع دولي من شأنه تقليل من حصة نفوذها السياسي والاقتصادي في المنطقة، إذ ترغب تركيا في أن تصبح ممراً رئيسياً مباشراً بين الصين وأوروباو تعزيز التجارة مع الخليج.
ويعتبر الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية أن « كل من قطر والإمارات قادرتان على إنجاح طريق التنمية خاصة لأنه يتماشى مع رغبتهما في البحث عن مصادر اقتصادية بديلة عن تصدير النفط وذلك من خلال التجارة و الصناعة والزراعة وتطوير الخدمات الرقمية والتكنولوجية، مع وضع صفقات تبادلية مع تركيا ودول اسيا تتمثل في تبادل الخبرات الصناعية والتجارية».
وتصنف دول مجلس التعاون الست كثالث أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية في تركيا بعد بريطانيا وهولندا.
فيما تكشف أرقام وزارة الاقتصاد التركية عن وجود 1973 شركة خليجية تعمل في تركيا. وحسب أرقام رسمية يبلغ حجم استثمارات الخليج - باستثناء قطر- نحو 13 مليار دولار.
ويرى المحلل السياسي العراقي الدكتور غازي السكوتي أن «كل من الامارات وقطر يعدوا من الشركاء الأساسين في تمويل طريق التنمية، من خلال تمويل عملية استكمال الممرات وخطوط السكك الحديد والتي تعد فرصة في مجال نقل البضائع بين العديد من هذه الدول، لافتاً الى أنهما «يتطلعان لمنافسة الصين في تصدير المنتجات إلى أوروبا حتى لو على المدى البعيد».
ويقول السكوتي في تصريح إلى «خليجيون» إن هذا المشروع يبلغ طوله 1200 كيلومتر، ممتدا من الحدود مع تركيا في الشمال إلى الخليج العربي في الجنوب.
واعتبر أنه سيكون نقطة ارتكاز لاقتصاد مستدام لا يعتمد على النفط، ويساهم في التكامل الإقليمي، وهذا ما تسعى إليه دول الخليج في الفترة المقبلة والتي تشمل رؤية قطر للتنمية 2030.
و مشروع طريق التنمية، يوفر طريقا بريا وسكة حديدية تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، ويبلغ طول الطريق وسكة الحديد 1200 كيلومتر داخل العراق، بهدف نقل البضائع فيما بين أوروبا ودول الخليج، في حين بلغت الميزانية الاستثمارية للمشروع نحو 17 مليار دولار، على أن يتم إنجازه على 3 مراحل، تنتهي الأولى عام 2028 والثانية في 2033 والثالثة في 2050.
اقرأ المزيد
آداء متباين للبورصات الخليجية في مستهل تداولات الأسبوع
مهرجان البندقية بلمسة هوليوود.. عودة أنجلينا وبراد وكلوني
رقم قياسي.. 32% نسبة مشاركة المرأة في قطاع الأمن السيبراني بالسعودية