خليجيون| ما تداعيات وقف تصدير النفط في ليبيا؟
يحذر محللون سياسيون واقتصاديون ليبيون من تداعيات إعلان حكومة شرق ليبيا برئاسة أسامة حماد، أمس الإثنين، «حالة القوة القاهرة» على جميع الحقول والموانئ والمؤسسات والمرافق النفطية، وإيقاف إنتاج وتصدير النفط إلى حين إشعار آخر».
كما تباينت أراءهم في تحميل الأطراف المتنازعة على السلطة مسؤولية الأحدث التي آلت لصدور مثل هذا القرار الذي قد يعود بالبلاد إلى الحالة الاقتصادية في 2013.
وقال رئيس حكومة شرق ليبا الدكتور أسامة حماد في كلمة أمس الاثنين إن هذا القرار جاء ردا على «الاعتداءات على قيادات وموظفي وإدارات مصرف ليبيا المركزي من قبل مجموعات خارجة عن القانون وبتحريض ومساعدة من المجلس الرئاسي منتحل الصفة».
توقعات بوقوع عقوبات على الحسابات الليبية في الخارج
ويرجع المحلل السياسي الليبي الدكتور جمال خلوف قرار حكومة شرق ليبيا إلى «ما حدث من اقتحام قوة عسكرية تجاه مصرف ليبيا المركزي، واصفا إياها «بالزلزال الذي كان اعلان القوة القاهرة على الحقول والموانئ النفطية احد توابعه»، مشيرا إلى أن القطاع المصرفي الليبي يواجه الآن أزمة ثقة كبرى امام النظام المصرفي العالمي.
ويتوقع شلوف في تصريح إلى«خليجيون» وقوع عقوبات تطال القطاع المصرفي الليبي والحسابات الليبية الخارجية، منوها إلى ما أوضحته مراسلة مدير البنك الخارجي الليبي إلي إدارة الرقابة على النقد والمصارف بأن هناك مخاطر وتهديدات حقيقية بفرض عقوبات صارمة على القطاع المصرفي الليبي قد تصل لدرجة التجميد.
ويعتبر المحلل السياسي الليبي أن «إيقاف تصدير النفط ومنع الإيرادات النفطية عن هؤلاء البلطجية قد يكون الخيار اللأخف ضررا على الاقتصاد الليبي».
اقتحام قوة عسكرية للمركزي الليبي
وبدأت أزمة مصرف ليبيا المركزي منذ أن قرر المجلس الرئاسي في 18 أغسطس الجاري تغيير المحافظ الحالي الصديق الكبير، وإصراره على تولي محمد الشكري رغم اعتذار الأخير عن تولي المنصب «حقنا للدماء».
ورفض مجلسا النواب والأعلى للدولة قرار «الرئاسي»، معتبران أن تعيين محافظ المصرف خارج اختصاصه، فيما حشدت جماعات مسلحة مختلفة المصالح أرتالا ضخمة وجهتها نحو العاصمة طرابلس، في وضع أثار مخاوف من نشوب اشتباكات بين المليشيات المسلحة.
وبينما قرر محافظ مصرف ليبيا المركزي البت في قرار قبول المنصب «حقنا للدماء»، دخلت الأزمة منعطفا جديدًا، باقتحام قوة عسكرية صحبة لجنة مشكلة من المجلس الرئاسي مقر البنك في العاصمة طرابلس.
ضربة للاقتصاد الليبي
في المقابل يرى المستشار الاقتصادي الليبي وحيد الجبو أن وقف تصدير النفط «ضربة لاقتصاد ليبيا»، لافتا إلى أن هناك تعهد سابق بين العديد من القوي السياسية والاجتماعية والمجتمع الدولي لتجنب استخدام النفط كسلاح في نزاع المتصارعين علي السلطة، لأنه يضر بمصلحة البلاد ويسبب العجز في توفير متطلبات الحياة الكريمة للشعب.
ويحذر الجبو في تصريح إلى«خليجيون» من استمرار وقف تصدير النقط مشيرا إلى أن ذلك القرار «يعجل بانهيار اقتصادي للدولة» حتي تصل للاستدانة بعد حدوث عجز في الموازنة العامة وعجز في الميزان التجاري مع الدول المتعاملة اقتصاديا مع ليبيا وزيادة في الدين العام الذي يتنامى نتيجة عدم ترشيد الانفاق وتبديد المال العام - على حد قوله-.
ويرجح المحلل الاقتصادي الليبي أن تعود صورة ما حدث عام 2013 الي 2016 عندما تم وقف ضخ النفط الليبي 3 سنوات وتكبد البلاد خسائر بلغت أكثر من 100 مليارات دولار.
اقرأ المزيد
ثاني يوم لمؤسس تلغرام رهن الاحتجاز.. ماكرون يوضح حقيقة الاعتقال
ثاني يوم لمؤسس تلغرام رهن الاحتجاز.. ماكرون يوضح حقيقة الاعتقال