بعد تعثر جولة القاهرة.. قطر تطلع إيران على محصلة الوساطة
ناقش رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، اليوم، مع عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني مستجدات الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وآخر تطورات جهود الوساطة الهادفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والتوترات في منطقة الشرق الأوسط.
وحسب وكالة الأنباء القطرية، فقد جرى التأكيد على أهمية وضع حد لجرائم قوات الاحتلال ضد الأشقاء الفلسطينيين وإنهاء الحرب على قطاع غزة ووقف الإرهاب، الذي يمارسه المستوطنون في الضفة الغربية، بما يجنب المنطقة مخاطر التصعيد.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان مصدرين أمنيين مصريين أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق يوم الأحد في المحادثات التي جرت في القاهرة من أجل وقف إطلاق النار في غزة، حيث لم توافق حماس ولا إسرائيل على العديد من الحلول التي قدمها الوسطاء، مما يزيد الشكوك إزاء فرص إحراز تقدم في أحدث الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 10 أشهر.
وفشلت جولات من المحادثات على مدى أشهر في التوصل إلى اتفاق لإنهاء حرب الإبادة على غزة. وتتضمن نقاط الخلاف الرئيسية في المحادثات الجارية بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر الوجود الإسرائيلي في ما يسمى بمحور فيلادلفيا (صلاح الدين)، وهو شريط ضيق من الأرض يبلغ طوله 14.5 كيلومتر على امتداد الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر.
بدائل الوسطاء في مفاوضات القاهرة
وقال مصدر مصري إن الوسطاء طرحوا عددا من البدائل لوجود قوات الاختلال الإسرائيلي على ممر فيلادلفيا وممر نتساريم الذي يمر عبر وسط قطاع غزة، لكن الطرفين لم يقبلا أي منها. وأضافت المصادر أن إسرائيل أبدت أيضا تحفظات بشأن عدد المعتقلين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم حيث طالبت إسرائيل بخروجهم من غزة إذا تم الإفراج عنهم.
يأتي ذلك وسط مخاوف من اتساع نطاق التصعيد بالمنطقة، ففي وقت سابق الإثنين، قالت إيران إن إسرائيل فقدت قوة الردع وإن التوازن الاستراتيجي في المنطقة قد تغير بشكل ليس في صالحها، وذلك بعد الهجمات التي نفذتها جماعة حزب الله اللبنانية.
وأطلق حزب الله مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل في وقت مبكر من يوم الأحد، وظعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أحبط هجوما أكبر عبر تنفيذ ضربات استباقية على لبنان باستخدام نحو 100 طائرة مقاتلة، في واحدة من أكبر جولات تبادل إطلاق النار المستمرة بين الجانبين منذ أكثر من 10 شهور.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني على منصة إكس «على الرغم من الدعم الشامل من دول مثل الولايات المتحدة، لم تتمكن إسرائيل من توقع زمان ومكان رد محدود ومحسوب من جانب المقاومة. لقد فقدت إسرائيل قدرتها على الردع». وأضاف أن إسرائيل «عليها الآن أن تدافع عن نفسها داخل الأراضي التي تحتلها» وأن «التوازنات الاستراتيجية قد تغيرت جذريا» على حساب إسرائيل.
ومن شأن أي توسع لتبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، والذي اندلع بالتوازي مع الحرب في غزة، أن يهدد بصراع إقليمي يشمل إيران حليفة حزب الله وكذلك الولايات المتحدة الحليفة الرئيسية لإسرائيل.
وقال حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله يوم الأحد إن الجماعة تمكنت من تنفيذ هجومها كما هو مخطط له، وهو ثأر لاغتيال القائد الكبير فواد شكر الشهر الماضي. ومع تأكد استشهاد ثلاثة في لبنان ومقتل واحد في إسرائيل بعد تبادل إطلاق النار يوم الأحد، أشار الجانبان إلى رغبتهما في تجنب المزيد من التصعيد في الوقت الحالي، لكنهما حذرا من إمكانية توجيه المزيد من الضربات.
اقرأ المزيد:
«تخاريف بن غفير».. الدعوة لصلاة اليهود في الأقصى تفجر غضب الفلسطينيين