هل تتحول الأراضي السعودية إلى ساحة معركة إسرائيل وإيران؟
ذكرت تقارير غربية إن السعودية و دول عربية آخرى سيتحملون تكلفة اندلاع حرب بين إيران و الولايات المتحدة الأميركية، مرجعة ذلك بأن أراضي المملكة السعودية ستكون ساحة للمعركة خاصة وأن إسرائيل وطهران ليس لهما حدود مشتركة.
وتوقع تقرير لصحيفة «بوليتكس توداي» الأميركية أن تكون تؤثر هذه الحرب على رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لشرق أوسط مزدهر وموحد، وهو الحلم الذي شبهه ذات يوم بـ«أوروبا الجديدة»، مشيرة إلى أنه بدلاً من ذلك، قد تتحول المنطقة بشكل مأساوي إلى أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية، منقسمة ومتراجعة لعقود من الزمن.
ولفت التقرير إلى أن السعودية باعتبارها لاعباً رئيسياً في سوق النفط العالمية، فإنها تدرك المملكة العربية السعودية تمام الإدراك العواقب الاقتصادية لأي تعطيل لإمدادات النفط في حالة نشوب حرب إقليمية. والمثال الأخير للحوثيين، بالإضافة إلى ذلك، فإن قرب المملكة من مناطق الصراع ووجود الميليشيات المدعومة من إيران في العراق واليمن المجاورتين على محور المقاومة الإيراني يشكل تهديدات أمنية كبيرة.
ورأت الصحيفة أنه قبل التفكير في مثل هذه المعركة، يحتاج السعوديون إلى ضمانات أمنية قوية من حلفائهم الغربيين، من نفس النوع الذي تتمتع به إسرائيل لضمان الردع.
وفي حين تتجاوز قدراتهم الهجومية قدرات إيران، فإن السعوديين يدركون الحاجة إلى دفاعات جوية قوية لمواجهة ترسانة إيران الواسعة من الصواريخ والطائرات بدون طيار، حسب الصحيفة.
حظوظ السعوديين
وتقول الصحيفة إن «السعوديون يعتبرون أنفسهم محظوظين لأنهم توصلوا بحذر إلى هدنة مع إيران وتجنبوا التطبيع الرسمي مع إسرائيل، وهو ما من شأنه أن يوفر حاجزًا استراتيجيًا في حالة الحرب. وقد يسمح لهم هذا الموقف بالحفاظ على الحياد، والاستعداد للتوسط».
وتعتبر «بوليتكس توداي» أن السعودية أصبحت في الحياد خلال سعيها إلى الاستقلال في السياسة الخارجية، ما يسمح لها بتجنب التورط في المنافسات الأميركية، كما رأينا في صراعات مثل الحرب الروسية الأوكرانية والتصعيد الإسرائيلي الإيراني. وهذا الانفصال يتماشى مع المصالح السياسية والاقتصادية السعودية.
ويرى التقرير الأميركي أن أي محاولة من جانب المملكة العربية السعودية للبقاء على الحياد في حرب وشيكة بين الاحتلال الإسرائيليي وإيران هي عمل موازنة محفوف بالمخاطر، متوقعا أن تتضيف المملكة بعض الأصول التجارية والدفاعية الأميركية على أراضيها، بما في ذلك بطاريات باتريوت، الأمر الذي يستلزم التعاون الروتيني مع الولايات المتحدة، وخاصة في حالات الطوارئ مثل الحرب الإسرائيلية الإيرانية.
وتشير الصحيفة إلى أن الحرب بين إيران والاحتلال الإسرائيلي ستحمل تشابها كبيرا مع الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات، وهو تذكير بأن التاريخ غالبا ما يعيد نفسه.
ورأت «بوليتكس توداي» أن الجلوس على الحياد ورفض استخدام المجال الجوي والأراضي لعمليات الولايات المتحدة ضد إيران من شأنه أن يلحق الضرر بمصداقية السعودية وعلاقاتها مع واشنطن.
جنرال أميركي يعلق على احتمالات «الرد الإيراني»
وفي سياق متصل أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال سي.كيو براون أن إيران لا تزال تشكل خطرا كبيرا بدراستها توجيه ضربة لاحتلال الإسرائيلي.
وقال براون إن «المخاطر على المدى القريب لاتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط انحسرت إلى حد ما بعد تبادل إسرائيل وحزب الله في لبنان إطلاق النار دون حدوث مزيد من التصعيد» حسب رويترز.
تصريحات براون بعد رحلة استغرقت ثلاثة أيام لمنطقة الشرق الأوسط، إذ ذهب إلى الأراضي المحتلة بعد ساعات فقط من إطلاق حزب الله مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، فيما شن الجيش الإسرائيلي ضربات على لبنان لإحباط هجوم أكبر.
وكانت هذه واحدة من أكبر اشتباكات دائرة على الحدود منذ أكثر من عشرة شهور، لكنها انتهت أيضا بأضرار محدودة في الأراضي المحتلة ودون صدور تهديدات في نفس الوقت بمزيد من الثأر من أي من الجانبين.
اقرأ المزيد
تراجع الدولار وسط توقعات خفض سعر الفائدة الأميركية
أطفال غزة وسط الجحيم.. يُتم ومرض و حقيبة للتشرد
حقيقة انفصال أحلام الشامسي عن زوجها.. ماذا قال مبارك الهاجري؟