خليجيون| ما دلالات زيارة الرئيس المصري المنتظرة إلى تركيا؟
اتفق محللون سياسيون على أن زيارة الرئيس المصري إلى تركيا نقطة نهاية في اتمام المصالحة الكاملة بين البلدين،
مرجحين أن تكون إيران الشريك الثالث الفترة المقبلة.
وبحسب مصادر صحفية، يستعد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي إلى زيارة تركيا، الأسبوع المقبل بعد سنوات من الخلاف بين البلدين، في ظل تداعيات الوضع الأقليمي، والحرب في غزة.
الزيارة تأتي بعد حوالي ستة أشهر من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقاهرة لأول مرة منذ أكثر من عقد، فيما عدته وسائل إعلام غربية ضمن جهود تركيا لتحسين العلاقات مع الدول العربية والحصول على استثمارات من دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
زيارة أردوغان تمهيد سياسي
ويرى الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية أن «موقف الحكومة التركية تغير اتجاه مصر حتى يمكن التمهيد لهذه الزيارة» معيدا التذكير بأن «انقرة لم تكن تعتبر ما جرى في مصر بعد 2013 إنقلابا عسكريا وكانت تؤيد حركة الأخوان المسلمين».
ويعتقد كامل السيد أن «زيارة الرئيس المصري إلى تركيا لم تكن لتتحول إلى أمر واقع إلا باعتراف الحكومة التركية بالنظام القائم في مصر برئاسة الرئيس السيسي، وتوقفها عن مساعدة الإخوان د».
ويعتبر أن «الزيارة ستفتح المجال أمام تسوية ما قد يكون عالقا من خلافات بين البلدين حول ادارة الملف الليبي، وتوسيع اطار التعاون الاقتصادي» ويشرح«هناك الكثير من أوجه المصالح المتبادلة بين مصر وتركيا».
وتعمل القاهرة وأتقرة على زيادة حجم التجارة الثنائية إلى 15 مليار دولار سنوياً في السنوات الخمس المقبلة، من حوالي 6 مليارات دولار حالياً.
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال زيارة للقاهرة في 5 أغسطس، إن البلديتطن «يستكشفان سبل التعاون في مجالات الغاز الطبيعي المسال -الذي تنتجه مصر- والطاقة النووية». وكشف فيدان إن «تركيا ومصر تسعيان أيضاً إلى توسيع اتفاقية التجارة الحرة القائمة واستئناف شحن البضائع بين ميناء مرسين التركي والإسكندرية في مصر».
تحالف الدول الثلاث الكبرى
ويلفت مصطفى كامل السيد إلى «طرح ملف التكاتف بين الدول الإسلامية في المنطقة، بما في ذلك مصر وأيران وتركيا» ويعتبر الخبير السياسي ان «الأمر ضروري لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة». وينوه إلى «يبقى في هذا المجال، أن تستكمل مصر هذه المسيرة برفع علاقاتها مع إيران على مستوى السفارة» ويقول «بذلك تصبح مصر على علاقة طيبة مع كل الدول الكبرى في الشرق الأوسط».
تبذل تركيا جهوداً لتعزيز التعاون مع الدول العربية خلال الفترة الراهنة، كانت أحدثها مفاوضات (اتفاقية التجارة الحرة) بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا والتي تأتي امتداداً لتوقيع البيان المشترك لبدء المفاوضات حول التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا، والذي جرى توقيعه بين الأمانة العامة للمجلس والجانب التركي في 21 مارس الماضي، وهو ما يُعد دلالة على رغبة الأطراف المعنية في تنمية الشراكة الاستراتيجية.
مساحة مهمة للعلاقات بين البلدين
وفي السياق ذاته، يرى أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي أن العلاقات المصرية- التركية أصبحت في مساحة مهمة بعد زيارة أردوغان، ويقول «الزيارة المقبلة ستركز على إتمام المصالحة الكاملة بين البلدين».
ويضيف «الزيارة ستبحث القضايا الثنائية والأقليمية وعلى رأسها قضايا أقليم شرق المتوسط بالتحديد الحديث هنا عن منتدى الغاز والمصانع الاقليمية للغاز» ويؤكد بلا أدنى شك أن «ملف الأمن الخليجي ومنطقة البحر الأحمر والتعاون في ليبيا وأيضا القضية الفلسطينية والقدس» من أهم ملفات اللقاء الثنائي.
ويهدف منتدى غاز شرق المتوسط (EastMed Gas Forum)، الذي تأسس عام 2019 ويقع مقرها الرئيسي في القاهرة، مصر إلى إنشاء سوق غاز إقليمي في منطقة شرق المتوسط، وتحسين العلاقات التجارية وتأمين العرض والطلب بين الدول الأعضاء. ويضم المنتدى الأعضاء مصر والأردن واليونان وفرنسا وإيطاليا وقبرص والمراقبون الدائمون كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.
ويرى طارق فهمي إمكانية نجاح الزيارة ويقول «هناك حرص من الطرفين على تطوير العلاقات، وأن تشمل رؤى الدولتين بصورة أو بأخرى وسيتم ذلك وفق سياقاته»، متوقعل أن «انعكاسات إقليمية ودولية لزيارة السيسي يمكن اابناء عليها الفترة المقبلة».
أقرأ المزيد
«خليجيون» تستكشف «لغز» اكتمال بناء سد النهضة في ديسمبر
«تقسيم المقسم» يمزق ليبيا: من الثورة ضد القذافي إلى صراع على عرش «المركزي»
فاتورة كارثية.. حرب الجنرالين تقود السودانيين إلى حافة المجاعة