««خليجيون»| الاحتلال يرسم خارطة «التهجير» بدماء الفلسطينيين في الضفة
رأى محللون أن الهدف من تصعيد العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية هو استنساخ تجربة إخلاء غزة، وإحداث تَغير سكاني يهيئ بيئة مناسبة للاستيطان.
وجدد الإحتلال الإسرائيلي الاقتحامات والاعتقالات في مناطق ومخيمات الضفة الغربية منذ يوم أمس، واستشهد خمسة فلسطينيين داخل مسجد في مدينة طولكرم بالضفة الغربية في وقت سابق اليوم، في واحدة من أكبر الهجمات على الأراضي المحتلة منذ أشهر.
ووصفت منظمة العفو الدولية في بيان تصعيد القتال في الضفة الغربية بأنه مثير للقلق، وقالت إن إسرائيل ملزمة، كقوة احتلال، بحماية المرافق الصحية وحماية الفلسطينيين ومنازلهم وبنيتهم التحتية.
التصعيد في الضفة الغربية ينطوي على مخاطر مختلفة هذا ما يعتقده عصمت منصور، الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، ويقول «إضافة إلى المخاطر العسكرية والاعتقالات ومجازر، هناك بعد جديد يتعلق بالترحيل» ويلفت إلى «رغبة الإحتلال في إحداث تغيير سكاني وخلق بيئة داعمة للاستيطان ومطاردة الفلسطينين».
النظرية التوراتية المتشددة
ويوضح في تصريح إلى«خليجيون» «تدمير البنية التحتية يأتي في هذا السياق» ويشير إلى «تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بهذا الخصوص» ويقول «نحن نتحدث عن تحول في العمل الإستيطاني لأن حكومة الإحتلال كل برنامجها وأيديولوجيتها المتطرفة ونظرتها التوراتية القومية المتشددة وغيرها من التنظيرات تحولها إلى برنامج عمل وتطبقه على الأرض ضد الفلسطينيين في شمال الضفة».
وتقع الضفة الغربية إلى الغرب من نهر الأردن وشرق القدس، فيما يسكنها أكثر من 3 ملايين، معظمهم من الفلسطينيين، ويتواجد بها عدة مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي. إذ لا تعترف الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشرعيتها.
تطبيق تجربة غزة على الضفة بأكملها
ويؤكد منصور «إذا نجحت تجربة إخلاء المخيمات في غزة وإحراق البيوت سيتم نسخها في شمال الضفة وفي الضفة الغربية ككل، ولذلك هذا خطر حقيقي».
وكان الإحتلال الإسرائيلي شن هجومًا واسعًا على قطاع غزة في السابع من أكتوبر مما أسفر عن سقوط ما يقرب من 41 ألف شهيد.
وفي السياق ذاته، يعتبر عادل الزعنون، الصحفي الفلسطيني، أن «التصعيد في الضفة الغربية امتداد لما يحدث في قطاع غزة» ويقول « مخطط إسرائيل كان جاهزًا وينتظر لحظة التنفيذ» ويصف الوضع متعجبًا «وكأن هذه اللحظة قد حانت».
ومنذ أشهر، يدعي الإحتلال الإسرائيلي أن إيران تُهرب الأسلحة إلى مجموعات مسلحة في الضفة الغربية، لا سيما حركة الجهاد، وتتهم حركة حماس بتنسيق عملياتها مع خلايا نائمة هناك.
تقويض السلطة الفلسطينية
ويلفت الزعنون في تصريح إلى «خليجيون» إلى أن «ما يحدث على الأرض هو تقويض للسلطة الوطنية الفلسطينية ولفكرة إقامة دولتين كما تحدث الرئيس بايدن ووزير خارجيته عن خيار الدولتين -دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل-» ويستنتج «بالتالي كل العمليات التي تقوم بها إسرائيل تدمر هذا الخيار وهذا المشروع».
ويؤكد عادل الزعنون مرة أخرى «الإحتلال الإسرائيلي نَفذ تهديداته بشكل جدي وحقيقي» ويتابع «يستهدف الضفة الغربية وخصوصًا مناطق شمال الضفة التي تتهمها إسرائيل بأنها منبع ومصدر مهم للعمليات، وتدعى وتصنفها بإنها تشن عمليات إرهابية ضد الدولة العبرية».
أزمات السلطة في فلسطين المُحتلة
ويضيف «التصعيد يهدف إلى تدمير البنية التحتية في شمال الضفة، وكل هذا يؤثر بشكل كبير على كينونة ووحدة السلطة الفلسطينية» ويوضح «ذلك بالتبعية يؤثر ويزيد من الضغوطات على السلطة الوطنية التي تعاني من أزمة مالية وعدم القدرة على التواصل التام ما بين المحافظات في الضفة الغربية بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية وهجمات المستوطنين المستمرة إضافة إلى الحواجز التي تنتشر ما بين المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية في الضفة».
أقرأ المزيد
«مركزي الكويت» يطلق مؤشرا لمتوسط أسعار الفائدة
إعفاء مفاجئ لقائد الجيش السعودي من منصبه
لماذا تدخلت الإمارات في أزمة مؤسس تيليغرام المحتجز في فرنسا؟