خليجيون| ما سقف المساعي الخليجية في شرعنة طالبان دوليًا؟
اتفق محللون سياسيون على أن المساعي الخليجية في ملف أفغانستان مؤخرا تندرج في سياق محاولات شرعنة الحركة إقليميا ودوليا، لكنهم عدوا الانفتاح الخليجي الحذر مع طالبان ضمن إطار منضبط بالقانون الدولي ومصالح المنطقة.
وفي الأربع وعشرين ساعة الماضية، سُجلت تحركات خليجية في ملفات الوساطة بين الغرب وحركة طالبان الحاكمة في أفغانستان، إذ وبعد ساعات من مباحثات إماراتية أميركية هيمن عليها الأوضاع في أفغانستان، جاء إعلان قطر عن جهود وساطة بين ألمانيا وطالبان.
واقع لا يمكن إنكاره
ويرصد الدكتور مختار الغباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، «مساعي دول الخليج العربي إلى شرعنة طالبان على النطاق الدولي والأقليمي»، ويعتبر أن «الحركة واقع داخل أفغانستان لا يمكن أن ينكره أحد».
ويعيد الغباشي التذكير في تصريح إلى «خليجيون» بأن «قطر لعبت دورا أساسيا وواضح في تحركات طالبان دوليا»، ويشير إلى «دورها في خروج القوات الأميركية والدبلوماسيين الغربيين من داخل أفغانستان» ويلفت أيضا إلى ما اعتبره «تكليف من أميركا والغرب لدولة قطر تحديدا، وأعطاءها آليات الحديث مع طالبان».
قطر اللاعب الأساسي والموثوق فيه
ويعتبر نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية أن «هذه الخلفية السياسية والدبلوماسية تتيح للدوحة مواصلة دورها في أفغانستان». وينوه إلى أن «قطر هي طرف موثوق فيه ليس من قبب طالبان فقط، بل ومن جانب واشنطن والغرب».
وفي وقت سابق، ذكرت قناة الجزيرة الإخبارية نقلا عن مسؤول في وزارة الخارجية القطرية أن «قطر تتوسط في مفاوضات بين ألمانيا وحركة طالبان الأفغانية لتسهيل عودة الأفغان إلى بلادهم استنادا إلى وضعهم القانوني».
دور موازي
وعلى الجانب الأخر يعتقد الغباشي أن «الإمارات تمارس دورا موازيا للدور القطري» ويرى أنها «انضمت لهذا السياق من باب الاستثمارات داخل أفغانستان، لأن الساحة الأفغانية ساحة خصبة للاقتصاد».
وبالتزامن مع تحركات قطر، بحثت الإمارات العربية المتحدة مع الولايات المتحدة الأميركية، أوضاع المرأة والفتاة الإفغانية وحقوق الإنسان في افغانستان، وفق وكالة الأنباء الإماراتية، بعد أقل من أسبوع من إصدار طالبان قانون يشدد القيود ضد المرأة.
واستقبلت مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، لانا نسيبة، مبعوثة الولايات المتحدة المعنية بالمرأة والفتاة الأفغانية وحقوق الإنسان، في دولة الإمارات، رينا أميري، لمناقشة ملف النساء في أفغانستان.
قنوات مفتوحة بين دول الخليج وطالبان
وفي السياق ذاته، يرى مبارك آل العاتي، الباحث السياسي السعودي، في تصريح إلى «خليجيون»أن «دول الخليج العربي تعاملت بحذر متفائل مع التطورات في أفغانستان، منذ خروج القوات الأميركية وسيطرة حركة طالبان على السلطة في 2021» ويوضح «دول الخليج أبقت على قنوات مفتوحة للاتصال مع الحركة، بل أن هناك بعض الزيارات المتبادلة التي جرت، وكذلك الإعلان عن عودة السفارة الإماراتية في أفغانستان مؤخرا».
ومنذ أسبوعين، قبلت الإمارات، أوراق اعتماد سفير حركة طالبان لدى الدولة الخليجية الغنية بالنفط، في أكبر إنجاز دبلوماسي لحكام أفغانستان منذ إرسالهم سفيرهم إلى الصين، بحسب ما ذكرت (وام)
ويعتقد العاتي أن «العلاقات بين دول الخليج العربي وحركة طالبان جاءت من باب التعامل مع متطلبات الواقع الجديد في افغانستان»، مشيرا إلى «السعي لإيجاد حوار سياسي واجتماعي يؤدي الى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، ومصالح الشعب الافغاني وعدم تركه وحيدا يواجه مصير الفقر والجوع والظلم الاجتماعي».
تعامل حذر منضبطا بالقانون الدولي
ويعتبر الباحث السعودي أن «دول الخليج تراعي متطلبات التعاون الدولي مع تغليب مصالح الشعوب» ويستدل بأن «الانفتاح الخليجي مع طالبان منضبطا بالقانون الدولي وبمصالح المنطقة وحقوق الشعب الافغاني».
ويتوقع مبارك العاتي ازدياد الانفتاح الخليجي على افغانستان وهو ما يرجعه إلى «الجوار الجغرافي والروابط الاسلامية التاريخية» ويلفت إلى «أهمية الدور الخليجي في تطوير البنية الأساسية لأفغانستان، ومساعدتها في رسم مستقبل آمن بعيد عن التطرف وقادر على التعامل مع كل الدول».
أقرأ المزيد
تركي آل الشيخ يوجه نصيحة إلى الشباب السعودي
محمد بن سلمان يحتفل بعامه الـ39.. أبرز محطات مشوار حاكم السعودية الفعلي