خاص| ما سيناريوهات موقف دول الخليج من اقتراح أردوغان تشكيل تحالف إسلامي؟
يرى محللون سياسيون أن مقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تشكيل تحالف إسلامي ضد إسرائيل لن يلقى ترحيبا عربيا، خاصة من جاتب المملكة العربية السعودية والإمارات، معتبرين أن طرح المبادرة التركية هي استثمار لعودة العلاقات مع دول الشرق الأوسط.
وفي وقت سابق أعلن أردوغان تشكيل تحالف إسلامي ضد ما وصفه «بالتهديد التوسعي المتزايد» من جانب إسرائيل. حسبما أفادت رويترز. وقال في بيان له «الخطوة الوحيدة التي ستوقف الغطرسة والبلطجة الإسرائيلية والإرهاب الحكومي الإسرائيلي هي تحالف الدول الإسلامية».
وأشار في حديثه إلى مصر قائلا «أن الخطوات التي اتخذتها تركيا في الآونة الأخيرة لتحسين علاقاتها مع مصر وسوريا تهدف إلى تشكيل خط تضامن ضد التهديد التوسعي المتزايد».
وفي الأسبوع الماضي، استقبل الرئيس التركي نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، في أول زيارة رسمية له إلى تركيا منذ 12 عاما.
فكرة خطيرة
ويعتقد الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلاقات السياسية «خطورة» فكرة تشكيل تحالف إسلامي، شارحا أنها «تتماشى مع تصور إسرائيل لما تقوم به ضد الفلسطينيين في غزة وضد إيران وحزب الله وانصار الله في اليمن باعتباره حربل بين الحضارة والبربرية وتعتبرها -دون أن تقول ذلك- مرتبطة بالإسلام».
ويقول في تصريح إلى«خليجيون» إن «تشكيل مثل هذه التحالف يصور الصراع بين إسرائيل وأنصار القضية الفلسطينية على إنه صراع ديني، وذلك ليس مطلوب في الوقت الحاضر، خاصة أن هناك تضامن واسع مع المقاومة الفلسطينية لا يقوم على أساس ديني».
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية أن «الدول العربية الإسلامية لن تنضم إلى مثل هذا التحالف» ويختص بالحديث «المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة».
تصريحات أردوغان جاءت بعد أن استشهاد امرأة تحمل الجنسيتين الأميركية والتركية برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركتها، يوم الجمعة الماضية في مسيرة مناهضة للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
وفي هذا السياق، وإذ يشير مصطفى كامل السيد إلى «تضامن الطلاب والشباب في الجامعات الغربية والأميركية والكورية واليابانية» فإنه يستنتج «عزوف البعض المحتمل عن تأييد النضال الفلسطيني باعتباره نضال مسلمين».
ويرى الباحث السياسي المصري أن «هذه الفكرة غير موفقة في الوقت الحاضر» ويلفت إلى «ليس من المعروف طبيعة التحالف» ويستبعد أن «يكون تحالفا عسكريا».
وحسبما أفادت رويترز «لم تصدر إسرائيل تعليقا حتى الآن على التصريحات التي أدلى بها أردوغان يوم السبت».
وعن مشاركة مصر في التحالف يقول «لم يكن هناك حديث عن ذلك خلال زيارة الرئيس المصري» ويضيف «ربما ناقش ذلك معه والرئيس السيسي لم يوافق» ويستدل على حديثه «بموعد إعلان التحالف بعد مغادرة الرئيس المصري أنقرة».
مساعي تركيا إلى النموذج الإسلامي
وفي المقابل يرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة أن «التحالف يفهم في سياق مساعي الرئيس التركي وتركيا إلى تقديم النموذج الإسلامي في الأقليم، دون النظر إذا كان موجه إلى إسرائيل أو ضد اي تهديدات أصولية من اليمين المتطرف».
ويعتبر أن «هناك صراع بين تركيا وإسرائيل ولكن الرئيس التركي يوظف القضية الفلسطينية لحساباته وتقديراته» ويعتقد أن «دعوة تركيا استثمار لعودة العلاقات وتطبيع العلاقات مع الدول الرئيسة بالمنطقة (مصر-الإمارات-السعودية).
التحالف يَمس سوريا
ويؤكد فهمي إلى أن «الأمر يحتاج إلى مراجعة» ويلفت إلى أن «التحالف يمس العلاقة مع سوريا خاصة أن أردوغان مُحتل أراضي سورية وهناك اعتراضات وتحفظات على الملف الكردي وغيره».
أقرأ المزيد
سياسيون ومحللون: نتنياهو يخاطر بالعلاقات مع مصر في «محور فيلادلفيا» (خاص)
جحيم في الخرطوم.. نزوح كثيف بالتزامن مع زيارة «الصحة العالمية»