سلطان القاسمي: سكان عُمان ليسوا فُرس.. وقبر النبي هود في جبال ظفار
أعاد عضو المجلس الأعلى بالإمارات، حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي تسليط الضوء على تاريخ وأنساب سلطنة عمان، مشيرا في مقال صحفي إلى أن «عمان كانت مقصد قوم عاد الحميريين قبل 1500 عاما (ق.م) قادمين من الأحقاف الواقعة بين المهرة وصلالة، والتي كانت تبعد مسيرة نصف يوم عن صلالة»، مؤكدا أنهم «قوم عاد الحميريين وليسوا فُرساً».
لمطالعة نص مقال حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي انقر هنا
وذكر القاسمي في مقال نشرته صحيفة «الخليج» الإماراتية أن «قوم عاد، وهم من حمير، الشعب القديم في بلاد اليمن، حيث كانت لهم دولة قوية عاصمتها ظفار»، منوها إلى أن «الله تعالى ذكرهم في سورة الأعراف المجادلة بين النبي هود عليه السلام وقوم عاد».
نصوص (آشور بانيبال)، تذكر أن الحاكم (باد) كان مقيماً في عاصمته إزكي في بلاد قاد
وكتب حاكم الشارقة «فرّ قوم عاد خوفاً من تلك الرياح العاتية، والتي كانت تهلك كل من مرت به، حيث كانت تهب من الناحية الجنوبية للأحقاف، أيْ من بحر العرب، فكان اتجاه سَير النبي هود عليه السلام، ومن معه من المؤمنين إلى الشمال الشرقي، ناحية ظفار، فتبعهم الفارون من تلك الرياح، من الساحل ومناطق البدو وانتشروا في أرض عُمان».
قبر النبي هود في جبال ظفار
وأضاف حاكم الشارقة «توفي النبي هود عليه السلام، وقبره في جبال ظفار في صلالة، حينها انتشر قوم عاد من المؤمنين وغير المؤمنين في أرض عُمان، ودمروا كل شيء بتسلطهم، حيث انتشروا في جميع مناطق عُمان»، من ذلك يتبين أن سكان عُمان هم قوم عاد الحميريين وليسوا فُرساً، كما ذكره سلمة بن مسلم العوتبي في مخطوطة كتاب الأنساب.
واستند سلطان القاسمي إلى «دراسة العصر الحديدي (1300 - 700 سنة قبل الميلاد) وخاصة في أواخره، سنة 700 قبل الميلاد، موضحا أن «الملك آشور في نينوى بين النهرين، هو من أبناء عم الملك «باد» في قاد (عُمان) وهما من عاد، حيث كانت مجموعة من الإرميين قوم عاد، قد فرّت إلى ما بين النهرين حاملة صنمها عشتار، عند الاجتياح الإغريقي على قوم عاد الإرميين، الذين جاؤوا من الأحقاف».
كان الملك على عُمان يدعى «ماكان»، ويقال له: ملك قاد، وقد بحثت عن الاسم، فوجدته في كتاب لغة نامة
وأضاف عضو المجلس الأعلى في الإمارات «بعد تلك الفترة بعدة سنوات، كان الملك على عُمان يدعى «ماكان»، ويقال له: ملك قاد، وقد بحثت عن الاسم، فوجدته في كتاب لغة نامة، والذي يتألف من خمسين جزءاً باللغة الفارسية لمؤلفه علي أكبر دهخدا، وفي الجزء 43 وبالصفحة 76 وجدت كلمة «ماكان»، فكانت أنها اسم لملك، وفي القواميس العربية، ماكِن أو مَكّان، الأول من مكَن بالتخفيف، والثاني من مكَّن بالتشديد، وهو السلطان ذو القدرة، و«ماكان» وهو سلطان الجبل الأخضر في مدينة إزكي».
وكشف القاسمي أن «نصوص (آشور بانيبال)، تذكر أن الحاكم (باد) كان مقيماً في عاصمته إزكي في بلاد قاد»، مرجحا أنها «المدينة العمانية إزكي الحالية في شمال غرب مسقط، والتي بقيت محتفظة باسمها القديم لأكثر من 2600 سنة».
وقال «يتوافق هذا مع الكلام المتداول اليوم عن إزكي الحديثة، باعتبارها أقدم مدينة في السلطنة، ومن غير المعلوم حتى الآن ما إذا كانت بقايا إزكي القديمة موجودة تحت مباني المدينة الحديثة، أو تحت الحارة القديمة المعروفة باسم حارة اليمن، أو في مكان قريب منها».