تحرك أثيوبي مفاجئ في مجلس الأمن بشأن سد النهضة
دعت إثيوبيا، مجلس الأمن إلى العلم بما وصفته بـ«تهديد مصر المتكرر باستخدام القوة ضد إثيوبيا في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة»، وذلك في رسالة ردا على خطاب مصر الذي وجهته للمجلس قبل أكثر من أسبوع تخطره فيها بممارسات إثيوبيا غير القانونية بشأن سد النهضة.
وفي مطلع سبتمبر الجاري، وجه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خطابا إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يرفض فيه التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حول المرحلة الخامسة من ملء سد النهضة.
لكن إثيوبيا قالت في رسالتها إلى مجلس الأمن إنها ترفض ما وصفته بـ«مجموعة من الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة»، زاعمة أن «استخدام الموارد الطبيعية يقع ضمن الولاية الوطنية للدول»، وفق موقع روسيا اليوم الإخباري.
وبحسب صحيفة «أديس ستاندرد» الإثيوبية، أكدت أديس أبابا أن "أي استخدام أو مشروع للمياه في مصر ليس له أي تأثير على حصة إثيوبيا العادلة والشرعية والمنصفة من مياه النيل".
وزعمت الرسالة الإثيوبية أن مصر شاركت في المفاوضات على مدار العقد الماضي لهدف وحيد هو عرقلة تقدمها والعودة إلى المواقف المتشددة وغير المعقولة. وأشارت إلى أن مصر علقت مشاركتها في المفاوضات الثلاثية في 19 ديسمبر 2023.
واتهمت إثيوبيا مصر بأنها «مهتمة فقط بإدامة احتكارها المزعوم لنهر النيل». واعتبرت إثيوبيا في رسالتها «أن تمسك مصر بحصتها التاريخية من مياه النيل هو تمسك بصفقات الحقبة الاستعمارية وعدم القبول بأي نتيجة مغايرة»
جدل حول سد النهضة
ولا يزال مشروع سد النهضة الذي أطلقته إثيوبيا عام 2011 بقيمة أربعة مليارات دولار، مبعث قلق لكل من مصر والسودان اللتين تعتمدان على النيل في مواردهما المائية. ففيما تعتبره أديس أبابا أساسيا لتنميتها، ترى فيه القاهرة تهديدا وجوديا وتحذر الخرطوم من مخاطر كبيرة على حياة الملايين.
توعد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الأحد بأن «تذل» بلاده أي دولة تهدد سيادتها، بدون ذكر دولة بعينها، فيما
تشهد منطقة القرن الأفريقي المضطربة تصاعدا للتوترات، سيما في السودان الذي يعيش صراعا مسلحا منذ ما يزيد على سنة ونصف، وكانت له خلافات مع إثيوبيا حول سد النهضة، لكنه انشغل بالصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقال آبي في احتفال بيوم السيادة في العاصمة «لن نسمح بأي مساس بنا، وسنذل كل من يجرؤ على تهديدنا من أجل ردعه».
وأضاف «لن نتفاوض مع أحد بشأن سيادة إثيوبيا وكرامتها»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية.
واتهمت إثيوبيا الشهر الماضي جهات لم تسمها بالسعي إلى «زعزعة استقرار المنطقة٪، بعد أن أرسلت مصر معدات عسكرية إلى الصومال عقب توقيع اتفاق تعاون عسكري بين القاهرة ومقديشو.
كما عرضت مصر نشر قوات في الصومال في إطار بعثة جديدة بقيادة الاتحاد الأفريقي من المقرر أن تحل محل قوة حفظ السلام الحالية المعروفة باسم «أتميص» العام المقبل.